لم يستفق العالم بعد من كابوس فيروس كورونا المستجد، ولم ينتهِ من تداعياته الصحية والاقتصادية حتى كان على موعد مع خطر فيروس جديد، ربما يكون أشد فتكًا من COVID 19، حيث ألقى فيروس نيباه بأخباره المرعبة في ظل معاناة البشرية حتى الآن من وباء فيروس كورونا وسلالاته المتحورة.
وبحسب ما أوضحه "الدكتور أمجد الخولي" استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية لـ"العربية.نت" فإن فيروس نيباه تم التعرف عليه لأول مرة في عام 1999 أثناء انتشار المرض بين مُربي الخنازير في ماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن أي تفشي جديد في ماليزيا منذ عام 1999. كما تم اكتشافه أيضًا في الهند وبنغلاديش في عام 2001، ويحدث تفشي هذا الفيروس سنويًّا تقريبًا في هذين البلدين. وأيضًا جرى اكتشاف المرض بشكل دوري في شرقي الهند.
وبين "الخولي" بأنّ هناك مناطق أخرى مُعرَّضة لخطر الإصابة؛ لأنه قد عُثر على دليل على وجود الفيروس في أنواع خفافيش Pteropus التي تُسمى "خفافيش الفاكهة"، والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى في عدد من البلدان، منها: كمبوديا، وغانا، وإندونيسيا، ومدغشقر، والفلبين، وتايلند. ومنذ ظهور فيروس نيباه تم الإبلاغ عن حوالي 1000 حالة إصابة بمعدل وفاة 52% من ماليزيا وسنغافورة والهند وبنغلاديش.
وأكد "الخولي" بأنه لم يحدث أن سبب نيباه جائحة أو وباء عالميًّا. إلا أنه ظهر في شكل فاشيات محلية متفرقة في بلدان على حدة، مثل: ماليزيا، وبنغلاديش، والهند.
وهو ينتشر محليًّا، ويصعب انتقاله عبر السفر الدولي. لكن معدل الإماتة بين المصابين به مرتفع ويتراوح بين 40%-75%. أي أنه يمثل خطورة على المصابين به والمخالطين لهم مخالطة وثيقة.
وأشار "الخولي" إلى أنه يمكن الوقاية من مخاطر انتقال عدوى نيباه دوليًّا عن طريق الفواكه أو منتجات الفاكهة (مثل عصارة النخيل الخام) الملوثة ببول أو لعاب من خفافيش الفاكهة المصابة، وذلك عن طريق غسلها جيدًا وتقشيرها قبل الاستهلاك. ويجب التخلص من الفاكهة التي تظهر عليها علامات لدغات الخفافيش.
وعن تفشي الفيروس قال "الخولي":" لقد حدث التفشي الأخير في عام 2018. حيث أبلغت منطقة "كوزيكود" في ولاية كيرلا الهندية عن انتشار نيباه، وكان تفشي فيروس نيباه الذي أُبلِغ عنه في منطقتي "كوزيكود" و"مالابورام" في ولاية كيرالا في أيار/ مايو 2018 هو الثالث من تفشي فيروس نيباه في الهند، حيث سبقه انتشاران في عامي 2001 و2007، وكلاهما في ولاية بنغال الغربية. وبلغ إجمالي عدد الحالات المكتشفة 23 حالة، منها الحالة الدالَّة مع 18 حالة مؤكدة مختبريًّا، وسيطرت حكومة الولاية والوكالات الحكومية المركزية عليه.
والمرجح أنّ المخالطة الوثيقة لعائل الفيروس سواء كان الخنازير أو خفاش الفاكهة في البيئات الزراعية أو تناول الأطعمة الملوثة بمخلفات الخفاش تمثل أسبابًا للعدوى، إضافة إلى العادات الغذائية، مثل: تناول عصير نخيل التمر الملوث والمخمر.
وبالنسبة لانتشار عدوى فيروس نيباه في بقية البلدان أكد "الخولي" أنه منذ اكتشافه عام 1999 وحتى الآن لم يظهر أي انتشار له في دول الإقليم حتى تلك المجاورة لبلدان ظهر فيها الفيروس. لكن لابد من توقي أسباب الإصابة حتى لا يطال بقية الدول.