منذ فترة ونحن نتابع ما ينقله الإعلام عن رحيل الفنانين والأدباء والمشاهير في الشهر الأخير من كل عام, ويتبادر إلى الذهن في كل مرة هذا السؤال: لماذا تزداد اعداد الراحلين في هذا الوقت من السنة؟ وهل هي مصادفة أن يرتفع العدد مع قرب نهاية العام؟
وقد عزمنا على متابعة الأمر وتسجيل الأعداد منذ بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول لعام 2013, وكانت القائمة تنمو والأعداد تزداد يوماً بعد آخر إلى الحد الذي جعلنا نؤجل الكتابة بانتظار إضافة رقم جديد, إلى أن وصلت الأعداد أخيراًً إلى 25 من الأسماء اللامعة في مجال الفن والأدب والسياسة والحياة العامة وجاءت كالآتي:
حصاد 2013: نجوم غابوا ونجوم تزوّجوا ونجوم أصبحوا آباءًَ
الراحلون في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2013
1. النجمة البريطانية Joan Fontaine
2. الإعلامي الفلسطيني السوري محمد توفيق البجيرمي
3. الممثلة الأمريكية، Eleanor Parker، التي رشّحت 3 مرات لجائزة أوسكار
4. المعلق الرياضي البريطاني David Coleman
5. ملك الطبلة العراقي سامي عبد الأحد
6. المغني الأمريكيRay Price
7. التشكيلي العراقي رافع الناصري
8. نجم أغاني الريغي Junior Murvin، الذي اشتهر في أغنية "Police & Thieves"
9. الممثل السوري سليم كلاس
10. الممثل الأميركي Paul Walker
11. الشاعر المصري احمد فؤاد نجم
12. مصورة الموضة في مجلة فوغ Kate Barry
13. النجم البريطاني Peter O'Toole الذي عرف بدوره في فيلم لورنس العرب
14. الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا
15. الممثل المصري جمال اسماعيل
16. الممثلة المصرية زهرة العلا
17. المخرج الأمريكي، Jeffrey Pollack.
18. المغني العراقي فؤاد سالم
19. الكاتب السوداني محمد حسين بهنس الذي مات متجمدا في شوارع القاهرة
20. عصمت عبد المجيد الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية
21. المؤرخ والكاتب العراقي نجدة فتحي صفوة
22. فنان الجاز الأمريكي المسلم Yusef Lateef
23. انتحار رجل المال الأميركي روبرت ويلسون.
24. الممثلة السورية غدير الشعشاع
25. ميخائيل كلاشينكوف صانع السلاح الروسي الشهير الذي يحمل اسمه
ما هي العلة في هذا الشهر؟
في بحثنا عن أسباب هذه الزيادة في اعداد الوفيات وجدت انها لا تشمل المشاهير فقط وانما ينسحب الأمر على الناس العاديين أيضا حيث تؤكد سجلات المستشفيات في بريطانيا على زيادة اعداد المتوفين في أقسام الطوارئ أو الذين في طريقهم إلى المستشفى كما تؤكد سجلات الوفيات الوطنية البريطانية إلى زيادة ملحوظة في الوفيات في البيوت والشوارع وفي الطرق في هذا الشهر الذي يسبق نهاية العام, وقد أجرى البروفيسور ديفيد فيليبس وفريقه دراسه في هذا الشأن وجاء فيها ان أسباب وفاة البشر الطبيعية تندرج بشكل عام في خمسة مشاكل صحية هي:
1. مشاكل القلب والدورة الدموية.
2. أمراض الجهاز التنفسي.
3. امراض الغدد الصماء والمشاكل الأيضية.
4. أمراض الجهاز الهضمي.
5. أمراض السرطان , وان الشهر الأخير من العام يشهد زيادة ملحوظة في الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض في كل اعمار البشر ما عدا الأطفال.
وقد تابعت الدراسة سجلات الوفيات الوطنية من اعوام 1979 وحتى عام 2004 ووجدت زيادة ملحوظة في الأرقام كما أن نسبة وفيات المرضى الذين يأتون إلى أقسام الطوارئ جراء مضاعفات هذه الأمراض تزداد بشكل ملحوظ في هذا الشهر قياسا بالشهور الأخرى.
2013... عام وداع العزوبية والنجمات يخترن الزواج
ما هي الأسباب؟
تؤكد الدراسات في هذا الشأن على أن عوامل الموت كثيرة منها ارتفاع نسبة الكوليسترول والتدخين والسمنة.. وأعياد رأس السنة!! وان هنالك احتمالية أكبر لأن يموت الإنسان في هذا الشهر أكثر من أي شهر آخر في السنة ومازال العلماء غير قادرين على توضيح أسباب هذه الظاهرة بالرغم من وجود كثير من النظريات التي يتداولها الناس.
ومنها ما يؤكده "اندرو مياتشام" محرر صفحات النعي في جريدة "Tampa Bay Times " في هذا الصدد والذي يقول ان عبء العمل يزداد عليه في هذا الشهر: "نحن نقع دائما في دوامة العمل في هذا الوقت من السنة "، ويضيف: "وقد تحدثت مع منظمي الجنازات ووجدت انهم يعانون من نفس المشكلة ".
وأعتقد ( والكلام ما يزال له) ان للكآبة والضغط النفسي والحزن دور كبير في هذا الأمر وقد تابعنا كثيراً من القصص التي يموت فيها الناس حزناً على فراق أحبتهم حيث تزداد وطأة الحزن مع اقتراب السنة الجديدة.
ولكن البروفيسور فيليبس يفند هذا السبب ويتساءل عن أسباب زيادة الوفيات بين المصابين بالزهايمر رغم انهم لا يشعرون بفقدان من حولهم، ويرى أن الجو البارد الذي يزداد حدة في هذا الشهر قد يكون سبباً في الوفاة لأن أعداد الناس التي تموت في الشتاء هي أكثر من أي فصل آخر ولكنه يعود ليؤكد على أن هذا السبب ثانوياً لأن الأعداد تزداد أيضاً في الدول التي تعيش شتاء دافئاً, كما أنه يستبعد النظرية التي يتداولها الناس والتي تقول إن الناس يقدمون على الانتحار بأعداد أكبر في هذا الشهر ويؤكد بالأرقام على أن المعدلات لا تزيد في هذا الشهر وأن اعداد المنتحرين تزداد في فصلي الربيع والخريف كما أن جرائم القتل تقل في الشتاء أيضاً.
نجمات أصبحن أمهات في الـ 2013
إذن ما هي الأسباب الحقيقية؟
يرى البروفسور فيليبس أن الأسباب قد تكون متشابكة ومترابطة مع بعضها منها النفسية والعاطفية والتي تجعل الإنسان زاهداً بالموت ومستسلماً له ومنها برودة الطقس ونزول الأمطار والثلوج ما يدفع بعض المرضى إلى إلغاء أو تأجيل فكرة الذهاب إلى المستشفى بانتظار تحسن الجو ويشير أيضاً إلى تمتع كثير من العاملين بالمستشفى بالعطل والإجازات في هذا الشهر ما يقلل من فرصة تلقي العلاج اللازم.
وأخيراً تنصح الدراسة باللجوء إلى الأصدقاء المخلصين من أجل التخفيف من الألغام العاطفية التي تزخر بها الأيام الأخيرة من السنة، والبحث عمن يصغي ويخفف من الآلآم النفسية والحزن والوحدة وتهدئة كل العوامل التي تجعل من الإنسان مستسلماً للمرض وزاهداً في الحياة.
المزيد:
Lea Michele تفوز بـ"التغريدة" الأكثر تناقلاً عام 2013