تساعدنا الأحلام في حل المشكلات، وتهدئة التقلبات العاطفية، وحتى جعل بعض الأشخاص أكثر إبداعاً، لكننا قد لا نستطيع تذكر بعضها، وهذا ما حاول عالم الأعصاب «ماثيو ووكر» معرفة سببه لسنوات، وقد شرح في كتابه «لماذا ننام، دليل إرشادي للنوم» هذه الأسباب وكيف تعمل الأحلام على «رعاية صحتنا العاطفية والعقلية».مع تفاصيل الكتاب وعالم الأعصاب " ماثيو ووكر" تدور السطور التالية
نتذكر بعض الأحلام..مع النوم العميق
يقول إن هناك بعض الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نتذكر بعضاً من أحلامنا، ولكن ليس البعض الآخر. إليكم اثنين من أهم الأسباب:... نتذكر أحلامنا عندما نكون أعمق في نومنا
ننام في دورات مدتها 90 دقيقة تقريباً، مقسمة إلى مراحل مختلفة من النوم، بعضها أثقل وبعضها أخف. يقول والكر إننا نحلم تقنياً في كل مرحلة. لكن المرحلة المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة (REM) تتبع دورة نومنا العميقة. حركة العين السريعة هي أكثر فترات النوم تخديراً في دماغنا.
على الرغم من أن الجسم مشلول تماماً، إلا أن الدماغ مفرط النشاط هنا. تضيء مراكز الإدراك البصري والحركة في الدماغ على صور التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يدل على أن مراكز الذاكرة والعاطفة في الدماغ تعج بالحياة. يقول ووكر إن هذه المناطق أكثر نشاطاً بنسبة 30% في نوم حركة العين السريعة مقارنة بساعات الاستيقاظ.
أثناء نومنا، يصبح جزء حركة العين السريعة من دورة نومنا أطول، ونحن أكثر قدرة على تذكر تلك الأحلام. لهذا السبب يقول والكر إنه من المرجح أنك ستتذكر الحلم الذي حلمت به في ساعات النوم القريبة من الاستيقاظ أكثر من تلك التي حدثت بعد ذهابك للنوم مباشرة.
نتذكرالأحلام.. الأكثر عاطفية
وجد والكر في مختبره وأثناء مراقبة المرضى لإعداد "تقارير الأحلام"، أن الأحلام العاطفية تكون مصحوبة بمذكرات أحلام أطول من غيرها.وبشكل عام، تشير أبحاث عالم الأعصاب إلى أن الأشخاص الذين لا يتذكرون أحلامهم ربما لا يستيقظون في الوقت المناسب، فعندما يجلب والكر المرضى إلى المختبر ويجبرهم على الاستيقاظ خلال مرحلة حركة العين السريعة، يقول إن الكثيرين يخبرونه أنها المرة الأولى التي يتذكرون فيها حلماً
أحلامنا تحول حياتنا اليومية لروايات ليلية
. وقال ووكر: «إنها المرة الأولى التي تمكنا فيها من جعلهم يتذكرون أحلامهم، لأننا أيقظناهم في خضم نوم حركة العين السريعة»، إذاً تسمح لنا الأحلام بتحويل حياتنا اليومية إلى روايات ليلية، أو القيام بنوع من العلاج الذاتي على الأشياء المؤلمة التي تنبثق، ولا يتطلب الأمر سوى لمسة معينة في الوقت المناسب لتذكرها.