استُلهمت فكرة إحياء الأغاني القديمة في الساحة الفنية، وكانت فعلياً منذ عهد قديم، ولعل جمالية الكلمة واللحن أسهمت في جعل الكثير من نجوم الأغنية الخليجية والعربية يقومون بإعادة إحياء هذا الموروث، رغم أنها قد تؤثر على قيمة الأغنية الأصلية في جانب معين، ولكن تفاقم السنين غيَّر من الفكرة تماماً وما صاحبها من معطيات، ولكن يبقى هنالك الرهان على عدم اندثار القديم وتجديده، والتنازلات القانونية بين شاعر الأغنية أو حتى ملحنها وتدوير الأعمال واستعادة الماضي ما بين إحيائه وتفوقه على الجديد.
ومن بين المطربين العرب الذين أعادوا فكرة التغني بالأعمال القديمة تبرز أصالة نصري بأغنية "ع اللي جرى"، التي قدَّمتها أصالة في عام 1996 في ألبوم رسمي، وسبق للأغنية أن قدمتها الفنانة التونسية عُلَيَّة في السبعينيات الميلادية، واللافت أن أصالة بهذا العمل حظيت بشعبية كبيرة، وحقق ألبومها نسبة مبيعات عالية.
كما فعلت نانسي عجرم ذلك بأغنية "يا واد يا تقيل"، التي غنتها في عام 1998، والأغنية للفنانة الراحلة سعاد حسني، في فيلم "خلي بالك من زوزو"، الذي يُعَدُّ من أبرز أفلام الراحلة، كما كررت التجربة في غنائها لأغنية "مستنياك" لعزيزة جلال بطريقة لافتة، معيدة بها ذكريات الأغنية الجميلة بتفاصيلها، وبنفس الفكرة تغنت إليسا بأغنية "لولا الملامة" للراحلة وردة الجزائرية، التي قدَّمتها للمرة الأولى في عام 1973، وغنَّتها إليسا مجدداً بشكل رسمي ضمن أحد ألبوماتها.
كما تغنَّى الفنان عبد المجيد عبد الله في ألبوم "طيب القلب" بأغنية "أبكي على ما جرالي"، من أعمال الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم في ألبوم فلكلوريات، أعاد فيه أعمال "بشروني، وسبحانه وقدروا عليك"، واللافت أن هذه الأعمال تُعَدُّ من أكثر أغنيات عبد المجيد تداولاً، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إعادة توزيعها وغنائها مجدداً.
رابح صقر أيضاً أعاد غناء "ليتك معي ساهر" لفنان العرب محمد عبده بلحن ومقام مختلف تماماً عمَّا قدمه محمد عبده، وذلك ضمن ألبوم "رابح 2002"، وتصدرت أعمال ألبومه في الاستماع، واللافت أن ذلك الألبوم حقق أرقامًا قياسية في مبيعات سوق الكاسيت.
وفي الجانب الآخر قدَّم حسين الجسمي أولى ألبوماته الغنائية في عام 2002، وأعاد غناء الأغنية الشهيرة "لا تضايقونه" لمحمد عبده، وكان الألبوم نقطة الانطلاقة في مسيرة الجسمي، محققاً في ذلك العام انتشاراً على الساحة الفنية، وواصل الجسمي غناء القديم، مثلما تغنى بـ"أما براوة" و"نسم علينا الهوى" في عدة مناسبات وبشكل متكرر.
أما راشد الماجد فقد فعل ذلك عندما طرح ألبوم "الحل الصعب" في عام 2005، وقدَّم الأغنية الشعبية "يا سلام" بإعادة اللحن وتغيير الأداء من الفلكلور، والأمر في بدايته كان في الثمانينيات الميلادية بغنائه لأغنية "البارحة" للفنان الشعبي بشير حمد شنان.
ماجد المهندس أطلق عملاً غنائياً بعنوان "غردي بالحب"، من ألحان الموسيقار د. طلال، بلحن وإيقاع لافت وكورال وَاكَبَ تطلعات الأغنية، ليكون عملاً متكاملاً، ولكن هذا العمل سبق أن قدمه لأول مرة الفنان عباس إبراهيم، ولكن هنا الألحان والمقامات والأزمنة الموسيقية اختلفت تماماً.
الفنانة أحلام من جانبها خاضت هذا الغمار، وقدمت روائع فنان العرب في عام 1999 بأغنية "يا كيف تنشد" ضمن ألبوم طبيعي، هذه الأغنية التي قدمها أبو نورة ضمن ألبوم "شعبيات"، ومروراً بأحدث ألبوماتها الذي أطلقته مؤخراً "فدوة عيونك" تغنت من روائع الشاعر الراحل مساعد الرشيدي بأغنية "حزين من الشتاء"، هذا العمل قدمه لأول مرة الفنان محمد السليمان في عام 2002 على مقام السيكا، وتغنت به أحلام على مقام "الصبا"، واللافت أن هذا العمل تصدَّر أعمال ألبوم أحلام كأكثر الأغنيات استماعاً منذ لحظة طرحه، بل تصدَّر الترند على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها أغنية فدوة عيونك، التي حملت عنوان الألبوم، وسبق أن تغنت بها الراحلة "رباب" منذ سنين خلت.
وعن أحدث الأعمال الغنائية المجددة، كانت هناك تجربة للفنانة داليا مبارك، من ألحان الموسيقار د.طلال، حيث تغنت من أعمال الفنان محمد عمر، وأعادت تجديد الأغنية تارة أخرى بلحن مشابه، وتمَّ تصويرها بطريقة الفيديو كليب قبل أيام، بما فيها أغنية الأسد التي قدمها راشد الماجد قبل فترة متصدرة الترند في السوشيال ميديا، ليفاجئ نبيل شعيل الجمهورَ بغنائها مجدداً بلحن مختلف لم يتجاوز أصداء نجاح العمل الأصلي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي