حب العائلة حبٌّ فطري وغير مشروط لدينا جميعاً، حسبما أكده عددٌ من الشباب والشابات عند سؤالهم عن أقوى أواصر الحب، وكانت النتائح على أن حب العائلة يتصدر أي حبٍّ آخر، كاشفين عن أن سر الحب يكمن في قوة العلاقة بين أفرادها، وترابطهم، وخوفهم على بعضهم. وتحدث هؤلاء عن كيفية تعبيرهم عن حبهم تجاه عائلاتهم، كما وصفوه بأدق وأجمل العبارات، وحدَّدوا مَن يستحقه بشكلٍ خاص...معهم نتعرف على هذه المشاعر الجميلة.
الحب يغيّرنا
بدايةً، تقالت سلافة سمباوة، كاتبة، أن "الحب هو المعنى الحقيقي للسلام، وقد علَّمتني والدتي وربَّتني على أن أعطي الحب لأتلقَّى الحب، بمعنى أن أعمل كل شيءٍ بحبٍّ وامتنان، لخوض تجارب الحياة بثقةٍ" كاشفةً عن أن والديها أساس الحب لديها. وشدَّدت سلافة على أن الشغف بشيءٍ أو عملٍ ما سبب النجاح فيه، قائلةً: "ليس هناك شيءٌ ما يدوم إن لم تهبه من مشاعرك، وكلما كان تعاملك دافئاً مع مَن حولك، كانت حياتك أكثر بهجةً"، مشيرةً إلى أن "الحب يعطيك القوة، وتابع: "من جهتي، غيَّرني الحب كثيراً، وجعلني أكثر إنتاجيةً وسلاماً وثقةً في نفسي. الحب جعلني ممتنةً دوماً لكل دقيقةٍ عشتها في هذه الحياة".
حب الذات
بينما أكدت منال البدير، إعلامية، تهتم ببرامج التطوير الذاتي والسياحة والآثار، أن الحب شرط أساس لتقوية العلاقات، قائلةً: "الحب أساس كل نجاحٍ وتطورٍ، ومَن يحب ذاته يتمتع بالرضا الداخلي، ويحب كل مَن حوله، ولا يمكنه فعل ذلك إذا كان ناقماً على نفسه، ولكل حبٍّ مفتاحٌ، مثل حب الآباء للأبناء، والعطف والرحمة بهم، إذ يؤدي هذا النوع من الحب إلى تقوية العلاقة بين الطرفين، ويزيد من تأثير الآباء في أبنائهم، في المقابل يقوِّي من إطاعة واحترام الأبناء للآباء، عكس الحال عند استخدام القسوة والشدة، حيث يدفعهم ذلك إلى التمرد والعصيان".
ركيزة للحياة
وذكر فهد البليهد، مدير العلاقات العامة والإعلام في جامعة طيبة، أن "الحب من ركائز الحياة وأسباب استدامتها"، كاشفاً عن أنه يقدم في حياته حب الوالدين والعائلة والأصدقاء على أي حبٍّ آخر، ويأتي بعده حب تقديم الخدمة لطالبها، وعن ذلك قال: "أمنحهم كل ما أملك حتى يكونوا سعداء وبخير وسلام. وقد غيَّرني هذا الأمر كثيراً، حيث تمتَّعت من خلاله بصفاء القلب، فالحب يخفِّف عنك همك، ويسعد قلبك".
توريث الحب
وكشفت وفاء العليان، باحثة وشاعرة، عن أن والدتها هي التي غرست في نفسها حب طفلها، مشددةً على أن "الحب الأساسي في حياتي، هو حب ابني، فمنذ يومه الأول في الدنيا وأنا أحمدُ الله يومياً على هذه النعمة، وأستمتع بإحساس الأمومة، الذي أعدُّه إحساساً عظيماً، أتمنى تشعر به كل امرأة في الدنيا "، مشيرةً إلى أنها ضحَّت كثيراً في سبيل سعادة ابنها، وعن ذلك قالت: "تخلَّيت عن راحتي حتى أرى ابني مرتاحاً، وتجاهلت سعادتي كي ينعم بالسعادة، وهذا ما تعلمته من أمي".
وأوضحت وفاء، أن "دائماً ما أشعر بأنني محظوظة بحب الناس لي، خاصةً في مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدةً أن "الحب شيءٌ جميل، ودون حبٍّ لن نستطيع العيش بسعادة وهناء"، لافتةً إلى أنه "من الواجب علينا أن نحب أنفسنا لنتمكَّن من حب الآخرين".
الحب بالمواقف والأفعال
وأشارت شوق المحنشي، كاتبة، إلى أن حب الوالدين أهم من أي حبٍّ آخر، مبينةً أنه "حينما يحضر الحب، يذهب البغض والكره، ونستشعر ذلك بالمواقف والأفعال ويأتي في مقدمة أنواعه حبُّ الأم والأب لأبنائهما، فحبهما هذا لا يضاهيه حبٌّ، لأنه صادقٌ ونابع من القلب، فهما يضحيان بسعادتهما وراحتهما لأجل أبنائهما، كذلك الحال مع حب الأبناء لأمهاتهم وآبائهم، وتتضح المكانة العظيمة من آيات الله بدليل مقارنته عبادته بطاعة الوالدين، ومن الحب الصادق كذلك حب الزوج لزوجته، والعكس، وحب الأخ لأخيه، فالحب لا يقتصر فقط على العشاق"، موضحةً أن "الحب إذا لم يكن صادقاً فسينتهي وكأنه لم يكن".
إشاعة الحب
وتحدثت إيمان محمد، كاتبة، عن حبها لعائلتها بالقول: "في حياة كل إنسانٍ منا حبٌّ لا يفنى، مثل حب الوالدين، والأبناء، والأصدقاء، ومع هذا يبقى هناك حبٌّ آخر أعظم وأهم، حبٌّ ننتظره بشوقٍ، ونسعى إلى إيجاده في كل مكانٍ، وحينما نحظى به، نحرص على المحافظة عليه ولو كلفنا ذلك روحنا. إنه شريك حياتنا الذي بمجرد التقائه نتغيَّر إلى الأبد ويصبح لحياتنا معنى".
وأضافت "نحن اليوم نحتاج إلى إشاعة الحب وتبادله. نحتاج إلى الحب لنستمدَّ منه طاقةً، تدفعنا للنجاح والتطور. يجب علينا أن نحب كل شيءٍ في الحياة. يجب أن نحب الناس، والعمل، والدراسة، فوحدها طاقة الحب سبيلنا للقضاء على الشر والكره والحقد والحسد".
الحب عظيم
ورأى مهند عبدالعزيز، مطرب ومودل إعلاني، أن الحب شعور عظيم، وتحدث عن حبه بالقول: "حبي الكبير هو لوالدي ووالدتي، ومن خلال حبي لهما أعرف معنى الحب العظيم، فهذا الحب في كفه وبقية أنواع الحب في الكفة الأخرى".
الحب يستمر للأبد
بينما عبَّر علي بن عقيل، مذيع، عن رأيه في الحب موضحاً أن "الحب تلك اللغة الرقيقة الجميلة التي تمنح إنسانيتنا كينونتها الصحيحة، وهو الألفة والتبادل والمغني والكافي في علاقاتنا الإنسانية. دافعٌ جميل للعيش ببهجة، والاستمتاع بكل شيءٍ في الحياة. وأضاف "الكل يتحدث عن الحب، لكنَّ القليلين يستشعرون أن الحب عطاء مستمر، ومحرك لا يتوقف إلا بتوقف الإرادة التي تحركه، ومن هنا كان لزاماً علينا أن نبيِّن لأنفسنا أولاً وللعالم ثانياً ماهية هذا المحرك الجبار الذي لا يتوقف أبداً".