تعود بداية القصة إلى 21 عاماً حينما فُقِدَ طفلٌ بعد خروجه من منزل أسرته، وركوبه قطاراً إلى محافظة بني سويف، حيث تكفَّلت بالاعتناء به أسرةٌ طوال تلك المدة.
وفي التفاصيل بحسب وسائل إعلامٍ، فقدَ الحاج جمعة عبده، ابن قرية "اللشت" مركز العياط في محافظة الجيزة المصرية، ابنه الأوسط عبده بعد خروجه وراء أمه التي تعمل في بيع الخضار، حيث قادته قدماه إلى محطة القطار، ليركب قطاراً مُتجهاً إلى بني سويف، وتفقد الأسرة أثره، لكنَّ عناية الله جعلته يقع في كنف أسرةٍ من بني سويف، قامت برعايته على مدى 21 عاماً كاملة، حتى وجدته أسرته بمحض الصدفة، ليعود إليها شاباً يافعاً.
وأطلقت الأسرة التي وجدت الطفل عبده جمعة عبده، عليه اسم "أيمن"، وأعطته لقبها، واسمها، وعاملته مثل ابنها تماماً، قبل أن يقصَّ والده بالتبني وبمحض الصدفة قصته لأحد معارفه الذي تذكَّر قصة الطفل التائه في قريته بالعياط، ورواها لأهله، وبالفعل ذهبت الأسرة إلى بني سويف، وبمجرد أن رأت الأم ابنها عرفته حتى قبل تحليل الـ dna، الذي جاءت نتائجه لتُثبت صدق شعورها.
وقال إسلام جمعة شقيق الشاب العائد: إن حظ شقيقه أوقعه في أسرة محترمة، عملت على تربيته وإعانته، وظل في كنفها معززاً مكرَّماً، ولم تُفرِّق بينه وبين أبنائها.
من جهته، تحدث الشاب أيمن "عبده" لـ "الرؤية" قائلاً: "لن أترك أسرتي في بني سويف، وسأظل ابناً لأبي حسن الذي رباني وأحسن تربيتي، لن أترك أسرتي أبداً، وسأقضي حياتي بين الأسرتين".
وعاش أيمن مع أسرة "المعلم حسن" في بني سويف، وتعلم حرفة صناعة "الألومنتال"، حيث لم يكمل تعليمه، وربح من تلك المهنة، وكوَّن مستقبله على الرغم من صغر سنه، حتى إن أسرته كانت تبحث له عن عروس للزواج.
وأضاف "أبي حسن علَّمني حرفةً، ولم يحرمني من أي شيءٍ، وعاملني كما كان يعامل أبناءه تماماً، ولم أشعر يوماً باختلاف المعاملة بيني وبينهم على الرغم من معرفتي المسبقة بأنه ليس والدي الحقيقي".
وقال شقيقه إسلام: "بقينا نبحث عن شقيقي لمدة عشر سنوات كاملة، ثم فقدنا الأمل ولم نكمل البحث، حتى إن جدتي توفيت تأثراً بغيابه، وكان والداي يخفيان عنا حزنهما، وكانت والدتي تستيقظ فجراً لتدعو الله لكي يرد شقيقي لنا حتى قادتنا الصدفة إلى العثور عليه".