الأحلام مليئة بالإمكانيات. من خلال الانجراف إلى عالم ما وراء حقائق اليقظة، حبث يمكننا السفر عبر الزمن والتفاعل مع العائلة والأصدقاء الذين فقدناهم منذ زمن طويل. ومع ذلك فإن فكرة التواصل في الوقت الفعلي مع شخص ما خارج نطاق أحلامنا تبدو مثل الخيال العلمي. أظهرت دراسة جديدة أنه- إلى حد ما،- يمكن جعل هذا الخيال الظاهري حقيقياً.. إذ نجح فريق دولي من الباحثين في التواصل مع المتطوعين في أثناء أحلامهم، والذي أطلقوا عليه اسم «الحلم التفاعلي»..وفقاً للمجلة العلمية «Current Biology»
الحلم التفاعلي
كان العلماء يعرفون بالفعل أن الاتصال أحادي الاتجاه ..يمكن تحقيقه. إذ أظهرت الدراسات السابقة أنه يمكن للناس معالجة الإشارات الخارجية، مثل الأصوات والروائح، في أثناء النوم. يمكن تدريب الحالمين الواعين -أولئك الذين يمكن أن يدركوا أنهم في حلم- على الإشارة، باستخدام حركات العين ومع ذلك، فإن الاتصال ثنائي الاتجاه أكثر تعقيداً.
يشرح كين بالير، عالم الأعصاب الإدراكي بجامعة نورث وسترن، أن الأمر يتطلب من شخص نائم أن يفهم بالفعل ما يسمعه من الخارج، ويفكر فيه بشكل منطقي بما يكفي لتوليد إجابة. «كنا نعتقد أن ذلك سيكون ممكناً، ولكن حتى نثبت ذلك بالفعل، لم نكن متأكدين».
تجارب لمراقبة نشاط الدماغ
وأضاف: «قد يتوقع معظم الناس أن هذا لن يكون ممكناً، أن يستيقظ الناس عند طرح سؤال أو يفشلون في الإجابة، وبالتأكيد لن يفهموا السؤال دون إساءة فهمه، في حين أن الأحلام هي تجربة شائعة، إلا أن العلماء لم يشرحوها بشكل كافٍ بعد».
في أثناء نوم المشاركين، تلتقط الأقطاب الكهربائية المثبتة على وجوههم حركات أعينهم وتخطيط كهربية الدماغ «EEG» -وهي طريقة لمراقبة نشاط الدماغ- تتبع مرحلة النوم التي كانوا فيها.
في أثناء قيام فريق بالير بإجراء هذه التجارب، اكتشفوا أن هناك ثلاث مجموعات في ألمانيا وفرنسا وهولندا، كانوا يحاولون تحقيق الشيء نفسه. بدلاً من التنافس، قررت المجموعات التعاون، وأجروا تجارب مماثلة، على الرغم من اختلاف طرقها قليلاً في الإجابة عن الأسئلة وتلقي الردود.
محاولة التواصل مع الناس أثناء أحلامهم!
كما أن الاعتماد على سرد الشخص للأحلام محفوف بالتشويهات والتفاصيل المنسية؛ لذلك قرر بالير وزملاؤه محاولة التواصل مع الناس في أثناء الأحلام الواضحة.
وكتب الباحثون «هدفنا التجريبي أقرب إلى إيجاد طريقة للتحدث مع رائد فضاء موجود في عالم آخر، ولكن في هذه الحالة يتم تصنيع العالم بالكامل على أساس الذكريات المخزنة في الدماغ».
يستكشف ألير وزملاؤه الآن أنواع الأسئلة الأخرى التي يمكن طرحها في أثناء النوم بالإضافة إلى طرق أخرى لتلقي الرسائل من النائمين، مثل الشم. يقول بالير: «نأمل أن نتحسن في القيام بهذا النوع من التجارب». «ثم يمكننا طرح أسئلة جديدة حول ما يحدث خلال الأحلام».