أطلقت الروائية البريطانية (اميليا هول) مشروعاً فريداً من نوعه يهدف إلى تشجيع النساء اللائي أصبحن أمهات خلال أزمة كورونا على الكتابة عن تجربتهن مع الأمومة وعن عزلتهن وعن شعورهن بعدم اليقين بخصوص ما سيحدث والضغوط التي تسبب بها الوباء على صحتهن العقلية، ثم جمعت الروائية هذه التجارب في كتاب صدر حديثاً ويحمل عنوان Born in Lockdown (وُلد أثناء الإغلاق) ويضم كتابات بأقلام 277 امرأة ممن أصبحن أمهات في عام 2020.
الحمل والحجر المنزلي
وترى الكاتبة التي تعيش في مدينة بريستول الإنجليزية أن فايروس كورونا قد زاد من صعوبة مرحلة الحمل والولادة بالنسبة لهؤلاء النسوة مما جعل الحاجة للتعبير عن الذات أكثر أهمية من أي وقت مضى وأن هؤلاء النساء قد كتبن سجلاً رائعاً وصادقاً ومؤثراً عن الأمومة في هذا الوقت، فرغم الألم والمشقة هناك صمود وحب وأمل وأن فكرة هذا الكتاب مبنية أساساً على تشجيعهن على الكتابة من أجل المتعة ومن أجل أن تروي كل واحدة معنى أن تصبح المرأة أماً وهي تعيش عزلة الحجر المنزلي والإغلاق، ومن أجل ذلك طلبت الكاتبة من الأمهات أن يكتبن مشاعرهن على شكل فقرات تحت مسمى " الحامل والكورونا" لا تتعدى خمسين كلمة كي يسهل عليهن كتابتها أثناء وقت الفراغ أو تسجيلها صوتياً إذا تعذر عليهن كتاباتها بسبب مشاغلهن كأمهات حديثات الولادة، وقد تمكنت النساء من الكتابة عن لحظات خاصة بعضها قاس ومثير للحزن وبعضها مؤثر وملهم، وقد ظنت الكاتبة للوهلة الأولى أنها ستحصل على حوالي 20 فقرة من عشرين ام ولكن مع انتشار خبر المشروع انتهى المطاف بالحصول على 277 مساهمة من كل أنحاء بريطانيا.
اكتئاب ما بعد الولادة
وقد أشارت إحدى الأمهات واسمها (روكسي افضل) في حديثها مع BBC إلى أن مشاركتها في هذا الكتاب كان بمثابة متنفس كبير وفرصة للتفكير في أفضل وأسوأ لحظات مرت عليها في العام الماضي وقد منحتها هذه المشاركة الفرصة لتكون صادقة مع نفسها وهي تتذكر كيف أن هذه الجائحة قد أجبرتها على إلغاء حفل استقبال طفلها وحالت بينها وبين شراء ما كانت ترغب به من ملابس وهدايا للطفل بسبب إغلاق المتاجر، وأنها تشعر بأن هذه الفرحة قد سُرقت منها لأنها بقيت وحيدة بلا دعم من العائلة ودون وجود الأصدقاء من حولها وإن ما حدث قد قلب حياتها وهي الآن تتلقى علاجا لتجاوز مرحلة اكتئاب ما بعد الولادة.
علاج نفسي
أما (ليزا بايووتر) فإنها قد أجبرت على التفكير باحتمال الوفاة مثل كثير من الأمهات اللائي ولدن أثناء الجائحة وقد كان ينتابها شعور طاغ بانها وحيدة ولا يوجد أي شخص قريب تلجأ اليه، وقد وجدت في فكرة هذا الكتاب فرصة مناسبة للكتابة عن أشياء تريد أن تقولها ولكن لم تكن لديها أدنى فكرة عن كيفية إيجاد الوقت لذلك لأنها انشغلت بعد الولادة بتغيير الحفاظات، وفي مواعيد المستشفى وغيرها من المسؤوليات، لكن هذا المشروع قد أسهم كثيراً ..و كأنه.علاج نفسي ..وإنها قد استمتعت بالشعور بأنها جزء من صوت جماعي في هذا الوقت الصعب من العزلة والإغلاق.
