وضعت المحكمة الاقتصادية المصرية، موعدا نهائيا لحسم النزاع الدائر منذ عام بين الفنان محمد رمضان والطيار أشرف أبو اليسر، بعدما قررت حجز الدعوى المرفوعة من الأخير بطلب تعويض قيمته 25 مليون جنيه إلى جلسة 7 أبريل المقبل للنطق بالحكم.
المحكمة أغلقت بالأمس باب المرافعات في القضية رقم 119 لسنة 2020، واستلمت المذكرات الخاصة بالدفاع عن محمد رمضان، وكان من المفترض مثوله أمامها للاستماع إلى أقواله، وأكدت أنها ستنطق بالحكم النهائي في تعويض أشرف أبو اليسر بمبلغ 25 مليون جنيه عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به، بسبب قيام رمضان بنشر صورة له ادعى فيها أنه يقود الطائرة بنفسه، ما تسبب في سحب رخصة طيران أبو اليسر ومنعه من مزاولة المهنة نهائيا لانتهاكه معايير السلامة أثناء الطيران، بالإضافة إلى سحب رخصة مساعده لمدة عام.
وكان المحامي مجدي حلمي، طالب الفنان محمد رمضان، بتعويض موكله الطيار أشرف أبو اليسر، نظرًا للأضرار المادية والأدبية بسبب صورة نشرها الفنان، على متن طائرة يقودها الكابتن أشرف أبو اليسر، قال فيها إنها تجربة لقيادة الطائرة.
وذكرت الدعوى أن الفنان محمد رمضان، استغل صورة موكله في الترويج لنفسه بنشر فيديو كليب لأغنية جديدة له سماها "مش بتفتش في المطار"، مستغلًا صورة الكابتن طيار أشرف أبو اليسر في مشهد استعراضي في قيادة الطائرة، ما أدى إلى إلحاق الأضرار الجسيمة المالية والأدبية له.
يذكر أن الأزمة اندلعت بعدما نشر محمد رمضان عبر صفحته الشخصية على موقع إنستقرام ، فيديو له من داخل الطائرة، المتجهة من القاهرة إلى الرياض ليشاركهم تجربته الأولى في قيادة الطائرات، ودخل بالفعل قمرة الطائرة وتلقى التعليمات من الكابتن، وظهر في الخلفية صوت شقيقه محمود وهو يقسم بالله أن محمد من يقود الطائرة وليس الطيار الأصلي.
رمضان قال في الفيديو إنها المرة الأولى التي يقود فيها طائرة، حيث قام بالدخول إلى غرفة قيادة الطائرة، وقام بالجلوس بجوار الكابتن، وقام بالتعتيم على الحوار الدائر بينه وبين الطيار ببث أغنية له دون كشف السبب، وبعدها عاد الصوت ليقسم شقيقه محمود أن الطائرة تطير بقيادة محمد رمضان.
وأصدر وزير الطيران المصري، تعليماته إلى سلطة الطيران المدني من منطلق مسئوليتها عن السلامة الجوية بجمهورية مصر العربية بإجراء التحقيقات اللازمة للوقوف على ملابسات تلك الواقعة، وبناء على نتائج التحقيقات وبعد التأكد من ثبوت ارتكاب مخالفات لقوانين الطيران المدني المصري، اتخذت الوزارة إجراءات رادعة حيال ما حدث من أفعال وصفتها بالمستهترة وغير مسئولة، تقرر الآتي: إلغاء رخصة الطيار قائد الرحلة أشرف أبو اليسر وسحبها مدى الحياة وعدم توليه مستقبلا أيه أعمال تخص الطيران المدني سواء إدارية أو فنية، وسحب رخصة الطيار المساعد لمدة عام.
أول تعليق من أشرف أبو اليسر بعد سحب ترخيصه لمزاولة المهنة
وخرج الكابتن طيار أشرف أبو اليسر عن صمته معترفا بأن ما حدث خطأ مهني جسيم يستوجب إيقافه عن العمل، ولكنه حمل المسئولية الكاملة لرمضان، لافتا إلى أنه خدعه مرتين الأولى عند طلب التقاط الصورة مدعيا أنها للذكرى ولن تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والثانية عندما وعد بدعمه وقت الأزمة وتخلى عنه ورفض مقابلته بعد صدور قرار بمنعه نهائيا عن العمل.
الكابتن طيار أشرف أكد أن الواقعة تم تضخيمها وأصبحت قضية راي عام بمعلومات مغلوطة، مؤكدا أن الطائرة خاصة وتسع ثمانية أفراد فقط ولا توجد كابينة عازلة أو فاصل بينه وبين المسافرين، وأضاف أشرف أبو اليسر: أن محمد رمضان طلب أن يلتقط معه صورة تذكارية ليشاهدها ابنه، ولم يصرح وقتها برغبته في نشرها، والمعتاد عرفا السماح بالتقاط الصور داخل الكابينة وقت عمل الطيار الآلي خاصة وأن ركاب الطائرة من الأمراء والرؤساء والوزراء وكبار رجال المجتمع، ولم يحدث أن نشر أحدهما الصورة أو ادعى أنه قاد الطائرة بنفسه.
وتابع قائلا: صادف أن الطيار المساعد غادر مقعده لقضاء حاجته، فجلس رمضان على مقعده علما أن التحكم الكامل في الطائرة يتم عبر مقعدي فقط، وفوجئت بعدها بعمل فيديو ادعى فيه رمضان أنه يقود الطائرة بنفسه وقام بوضع أغنية له.
وواصل مؤكدا أنه مع نشر الفيديو أدرك العواقب سريعا، لأنه يملك خبرة 40 عاما في مجال الطيران وتدريب الطائرين في القوات الجوية المصرية والطيران المدني، ويعلم أن ما حدث خطأ لا يغتفر وعقوبته الإيقاف عن العمل لأنه لا يوجد تبرير لدخوله غرفة القيادة، وقال: قلت لرمضان أنه سيتسبب في خراب بيوت كثيرة بسبب هذا الفيديو، ولكنه رد مؤكدا عدم تخليه عنا وتدخله بنفوذه وعلاقاته لاحتواء الأزمة.
أشار أبو اليسر إلى أنه صمت طوال الفترة الماضية منتظرا دعم رمضان ولكنه لم يحدث، وقال إنه حاول الوصول إليه وتوجه إلى مكتبه ولكن لم يتمكن من رؤيته، مشيرا إلى أن إيقافه عن العمل مدى الحياة بمثابة حكم إعدام خاصة وأنه صار بلا دخل منذ شهر أكتوبر من العام 2019.
واختتم حديثه قائلا: ما يحزنني أن محمد رمضان لم يسأل عني ولو بالتليفون، وفشلت في الوصول إليه رغم الذهاب إلى مكتبه ومقابلة محاميه الخاص، رغم أنه أعلن أنه لن يتسبب في إيذائي وخراب بيوت أخرى.