الطين، المادة الوحيدة التي كانت متوافرة للبناء، على مرّ القرون، فأجدادنا سكنوا في مساكن من الطين، ولكن، المادة لم تواكب الحداثة في عالم العمارة، وقد تمّ منع البناء بالطين في النصف الثاني من القرن العشرين، وهجر معلمو وعمال بناء الطين المهنة، فضاعت الخبرة الطويلة، وتوجه عمال الطين إلى العمل في الوظائف الحكومية والأعمال التجارية.
الطين مادة طبيعية تستخرج من التربة المنتشرة بشكل واسع على سطح الأرض، وقد يرجع البناء بها إلى القرن التاسع قبل الميلاد. "سيدتي. نت" يستعرض مجموعة من المعالم التاريخية المهمة والقصور التي شُيدت من هذه المادة، وكلها من المعالم العالمية المسجلة لدى منظمة اليونيسكو. وفي الآتي عرض لأكبر قصور العالم المبنية من الطين وفق khanacademy
.
1. قصر السلطان الكثيري سيئون
يُعدّ قصر سيئون أحد المباني الطينية الأكبر في العالم، ويقع في وسط مدينة سيئون، ثاني أكبر مدينة في وسط محافظة حضرموت، ويشتهر بلونه الأبيض، وبأقواسه وزخارفه. شكَّل القصر مقرّ حكم سلطان الدولة العظيمة؛ صورته مطبوعة على ورقة الألف ريال النقدية اليمنية، لأهميته التاريخية.
تحوّل القصر في سنة 1920 إلى مقر العديد من السلطانات التي حكمت وادي حضرموت، قبل أن يتم إلغاؤه في سنة 1967.
ولكن على الرغم من أهمية القصر التاريخية، إلا أنه معرّض لخطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات الإهمال له، إذ إن هناك بعض الأضرار في الأساسات والسقف والجدران وبعض الأسطح، ليصبح من المعالم الأخرى المهددة في اليمن، حيث تواجه السلطات المحلية صعوبات في جمع الأموال لصيانة القصر الذي يضم متحفاً في سيئون.
تابعوا المزيد: كيب تاون: أفضل الوجهات السياحية في رمضان
2. قصر العمارة
"العمارة" أو "قصر العمارة" في منطقة" أبا السعود التاريخية" بالسعودية عبارة عن قلعة من القلاع تقع في وسط المدينة القديمة في نجران، وتعدّ مثالاً جيداً عن هندسة العمارة التقليدية في المنطقة.
شُيّد القصر من الدهن (الطين والقشّ)؛ أساساته من الحجارة، وفيه 65 غرفة. يتخذ المبنى هيئة القلعة الكلاسيكية ذات الجدران المستطيلة العالية وأبراج الحراسة المستديرة عند الزوايا الأربع. في الداخل، بئر يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام.
3. قصر مالقاطة أو قصر أمنحتب الثالث
مالقاطة، مفردة تعني المكان الذي يتمّ فيه التقاط الأشياء؛ هذا الموقع هو مجمع قصر مصري قديم شيّد خلال المملكة الحديثة، من قبل فرعون الأسرة الثامنة عشرة أمنحتب الثالث. يقع القصر على الضفّة الغربية لنهر النيل في طيبة، بصعيد مصر كان شيّد القصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وكان اسمه القديم «بيت الابتهاج» Per-Hay. في الأصل، كان القصر معروفاً باسم قصر آتون المبهر. الطوب اللبن هو المادة المستخدمة في العمارة. وكان مقر إقامة أمنحتب طوال الجزء الأخير من عهده.
يحتوي القصر على العديد من قاعات الجمهور والقاعات المركزية والفناءات والفلل ومجمعات القصر الأصغر للعائلة المالكة وشقق المسؤولين.
4. الجامع الكبير في دجيني
يعدّ أحد عجائب العمارة في أفريقيا؛ المسجد الكبير في دجيني (مالي حالياً) هو أيضاً أعظم إنجاز للعمارة السودانية الساحلية، حيث يُعدّ أكبر هيكل مبني من الطين في العالم. وتحيط به أحياء منخفضة الارتفاعات من المنازل المبنية من الطوب اللبن التي تشكل المدينة.
تأسّست مدينة دجيني بين سنتي 800 و1250م. وازدهرت كمركز كبير للتجارة والتعلّم والإسلام. بعد ذلك بوقت قصير، أصبح المسجد الكبير أحد أهم المباني في المدينة، لأنه أصبح رمزاً سياسياً للسكان المحليين، زمن القوى الاستعماريّة، مثل الفرنسيين الذين سيطروا على مالي في سنة 1892. على مرّ القرون، أصبح المسجد الكبير مركزاً للحياة الدينية والثقافية في مالي.
تابعوا المزيد: أشهر مطاعم بالرياض للإفطار في رمضان 2021
5. قصر القشلة
هو قصر تاريخي بُني في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود في سنة 1941 في وسط حائل، في قلب المنطقة المركزية. استمر بناء القصر سنةً ونصف السنة، ثم أضيف إليه المسجد ومبنى السجن وبعض الملحقات الأخرى، والتي فرغ من بنائها في سنة 1943.
القصر مبني من الطين، ويتخذ الشكل المستطيل. يمتدّ من الشرق إلى الغرب بطول 241 متراً، ومن الشمال إلى الجنوب بعرض 141 متراً، وهو يتكون من دورين. يحتوي الدور الأرضي على 83 غرفة، بالإضافة إلى القبب، والدور العلوي على 59 غرفة، بالإضافة إلى مباني الخدمات الأخرى. كل الغرف يطلّ على ساحة القصر. للمبنى مدخلان؛ الرئيسي منهما يقع في الواجهة الشرقية وبه زخارف عدة، والآخر في الجهة الجنوبية وهو المستخدم للدخول.
6. قصر الحمراء
هو عبارة عن مجمع قصر وحصن يقع في غرناطة، بالأندلس (إسبانيا)، ومبني من الطين الأحمر. شُيد في الأصل كحصن صغير في سنة 889م. على أنقاض التحصينات الرومانية، ثم تم تجديده وإعادة بنائه في منتصف القرن الثالث عشر على يد الأمير العربي النصري محمد بن الأحمر من إمارة غرناطة.
أُعيد اكتشاف قصر الحمراء، بعد هزيمة نابليون، الذي أجرى تدميراً انتقامياً للموقع. وهو راهناً من مناطق الجذب السياحي الرئيسة في إسبانيا، وأحد مواقع التراث العالمي على لائحة اليونسكو.
7. قصر سلوى
قصر سلوى، هو أكبر مبنى قائم في قلاع موقع الطريف المبنية بالطين اللبن، وله أهمية كبيرة باعتباره المنزل الأصلي لعائلة آل سعود المالكة، بما في ذلك مؤسس الدولة السعودية الأولى الأمير محمد بن سعود، وموطن الملوك والأبطال.
يُعدّ موقع الطريف للتراث العالمي لليونسكو في الدرعية رمزاً لتاريخ المملكة العربية السعودية الغني، ومكاناً هامّاً للتراث الوطني المحفوظ في متحف في الهواء الطلق.
تابعوا المزيد: أهم فنادق المدينة المنورة المطلة على المسجد النبوي