يطرأ على أذهان كثيرين،مع حلول شهر رمضان الكريم وخاصة أن رمضان فرصة للتغيير من الله -سبحانه وتعالى- على عباده الصالحين، وكيف نستقبل شهر رمضان ؟ بحسب الدكتور عمرو خالد يقول :يكون بالمحافظة على الطاعات، واجتناب المنكرات،كان -صلى الله عليه وسلم- يُبشرهم بقدومه؛ فقد رُوي عنه أنّه كان يقول: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).
قدوم شهر الصوم
أولًا: الفرح والسرور بقدوم شهر رمضان المبارك: إذ إن العبد الصالح يستقبل مواسم الخير والطاعات بالفرح والاستبشار؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هـذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ).
ثانيًا: استقبال شهر رمضان بالحَمْد والشُّكر لله - ينبغي للعبد الإكثار من حَمد الله، وشُكره، وممّا يدلّ على فَضل صيام رمضان ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كان رجلانِ من بَلِيٍّ حَيٍّ من قُضاعةَ أسلَما مع النبيِّ صلَى اللهُ عَليهِ وسلمَ، واستُشهد أحدُهما، وأُخِّر الآخَرُ سَنَةً، قال طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: فأُريتُ الجَنَّةَ، فرأيْتُ المؤخَّرَ منهما، أُدخل قبل الشهيدِ، فتعجبتُ لذلك، فأصبحْتُ، فذكرْتُ ذلكَ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أو ذُكر ذلِك لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أليسَ قد صام بعدَه رمضانَ، وصلى ستةَ آلافِ ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السَّنَةِ).
ثالثًا: إخلاص النية لله -سبحانه وتعالى-: فلا بُد من استقبال شهر رمضان بتجديد النية، وعَقد العزم على استغلال الأوقات المُباركة؛ بالتزام الطاعات، واجتناب المعاصي والسيّئات، وتطهير القلوب، والتوبة الصادقة، لا سيما أن الله -سبحانه وتعالى- يجزي العبد على نيته؛ إذ رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
رابعًا: الاستعداد المُسبَق لقدوم شهر رمضان، وذلك من خلال تربية النفس، وتعويدها على الطاعات، فقد ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم أغلب شهر شعبان؛ استعدادًا لاستقبال رمضان، فقد رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا).
نستقبل رمضان بالتوبة الصادقة وتعلم أحكام الصيام
خامسًا: التوبة الصادقة: على الرغم من وجوب التوبة في كل وقتٍ وحينٍ، ومن أي ذنبٍ قد يقترفه العبد، إلا أنها في شهر رمضان المبارك أوجب. سادسًا: معرفة قيمة الوقت: إذ إن الكثير من الأوقات الثمينة تضيع بسبب الجهل بقيمتها؛ فقد قَال الله -سبحانه وتعالى- واصفًا شهر رمضان: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)، وفي الآية إشارةٌ إلى أنّ موسم رمضان العظيم أيّامه قليلةٌ سريعة الذهاب، فلا بد من الاستعداد لاغتنامها؛ حتى لا يقع الندم على تضييعها بعد فوات الأوان.
سادسا: التقليل من الطعام: فالإفراط في تناول الطعام يُؤدي إلى التكاسل في أداء الطاعات، وعدم الخشوع عند الوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى-، كما أن تقليل الطعام من مقاصد الصيام، ومما يدل على أن الإفراط في الأكل مذمومٌ، ما رُوِي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لرجلٍ تجشّأ عنده: (كُفَّ جشاءَكَ عنَّا فإنَّ أطولَكم جوعًا يومَ القيامةِ أَكثرُكم شبعًا في دارِ الدُّنيا)، وكان سلمة بن سعيد -رحمه الله- يقول: "إن كان الرجل ليُعيّر بالبطن، كما يُعيّر بالذنب يعمله". كيف نستقبل شهر رمضان..
سابعا: تعلم أحكام الصيام: فقد ذهب أهل العلم إلى وجوب تعلم أحكام الصيام على كل من وجب عليه الصيام؛ إذ إن الجهل بأحكام الصيام، وآدابه، وشروطه من الأسباب التي قد تحرم المسلم من الأجر والثواب، ولَرُبما صام من لديه عُذرٌ شرعيٌّ يُوجب إفطاره، ولرُبَّما صام العبد ولم يَنل من صيامه إلّا الجوع والعطش؛ لجَهله بأحكام الصيام.
شعبان من مواسم الخير والطاعات
امنا: الاستعداد لرمضان في شعبان: يُعَد شهر شعبان من مواسم الخير والطاعات التي مَنّ الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده المؤمنين، لا سيّما أنّ شهر شعبان يسبق شهر رمضان المبارك؛ ولذلك ينبغي الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في شعبان، كما أن شهر شعبان بابٌ للوفاء بعهود المؤمنين مع الله؛ من صلاةٍ، وذِكرٍ، وطاعاتٍ، ومن بعض الأعمال التي يُمكن أداؤها في شهر شعبان: