لا تختلف الكثير من الثقافات والحضارات عبر تاريخها، والعادات المجتمعية العربية والغربية، بشأن أهمية عسل النحل وفادة الكثيرة، وأنه مادة صحية وشافية للكثير من الأمراض، مصداقا لما ورد في القرآن الكريم ذكره في سورة النحل "فيه شفاء للناس".
وبحث العلماء على مدى عقود في أسرار هذه المادة الفريدة التي تنتجها نحلة صغيرة عبر تحليق لأيام في الحقول جامعة الرحيق من الأزهار في رحلة ملحمية لا يمكن إحصاء مساحتها وعدد جولاتها بدقة.
وكشف مجموعة من العلماء والباحثين في جامعة (Nebraska‐Lincoln) الأمريكية عن نتائج دراسة جديدة تعمقوا فيها بالبحث عن مكونات ضمن العسل لم تدرس سابقا.
ووجد العلماء في دراستهم التي نشرت في مجلة "Journal of Extracellular Vesicles" العلمية المتخصصة، خاصية فريدة تجعل العسل مادة مضادة للالتهابات.
واكتشف الباحثون مكونا جديدا أطلق عليه اسم (extracellular vesicles)، وهي عبارة عن حبيبات بالغة الصغر مغطاة بأغشية بروتينية وأحماض نووية.
واختبر الفريق فعالية هذه الحبيبات بعد وضعها مع خلايا الدم البيضاء، وطبقوا عملية التهابية مخبرية على العينة.
وبينت النتائج أن هذه المادة استطاعت وبشكل كبير تقليل إنتاج الكثير من المواد التي تدخل وتساهم بعملية الاتهاب كبعض البروتينات، وأثبتت هذه الجزيئات فعاليتها بعد تجربتها على عينة من الفئران.
و يعد العسل من أكثر المواد الغذائية المستخدمة في المجال الطبي، خصوصا بهدف العلاج عن طريق تناوله من خلال الفم كعلاج لالتهابات الفم والحنجرة والمعدة والأمراض الهضمية بالإضافة إلى استخدامه كبلسم للجروح والحروق في بعض الحضارات والكثير من الحضارات الأخرى.
وتشير الأبحاث إلى احتواء العسل على مضادات أكسدة ومضادات الالتهابات متعددة الخصائص، ويقدم كدواء للكثير من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والكبد والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض.