السؤال هو هل هو حباً في الاستقرار النفسي أم الأمان المادي.. أم أن هناك أسباباً أخرى؟! إذ يبدو أن هناك اختلافاً حدث في مقاييس اختيارات الفتيات لعريس المستقبل؛ فبعد أن كان التقارب العمري- وما يتبع من اتفاق وتوازن دراسي واجتماعي- هو الفيصل؛ انعكس الحال وأصبح هناك عدد لا يستهان به من الفتيات يفضلن الارتباط برجال أكبر عمراً؛ مجموعة ترى فيه الاستقرار والإحساس بالأمان؛ هرباً من ميوعة الشباب، وشريحة تؤكد أنه الاستقرار المادي والحماية من غدر الزمان....في النهاية أنت صاحبة القرار ؛ تفضلين العريس الأكبر سنا..أم صاحب العمر المتقارب معك؟! بحثاً عما يحيط بهذا الاختيار من سلبيات وإيجابيات كان لقاؤنا ومضمون دراسة أعدت بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، وتعليق للدكتورة فاطمة الشناوي، استشاري العلاقات الزوجية بمركز شعلان الطبي
تابعي المزيد: كيف تتأثر العلاقة الزوجية بأجواء المنزل؟
"زواج الانتقادات"
- كشفت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية و أشرفت عليها الدكتورة "عزة كريم"، خبيرة علم الاجتماع، أكدت أن هناك 38% من الفتيات يرغبن بالزواج من رجال أكبر منهن سناً، ولا يهم أن يصل الفارق..إلى خمسة وعشرين عاماً.. وهو ما يطلق عليه "زواج الانتقادات"؛ نظراً لتباين الآراء فيه
- وضمت عينة البحث أكثر من ثلاثة آلاف فتاة يدرسن بالمرحلة الثانوية والجامعة، وبعضهنّ في سنوات عملهن الأولى، وقد أرجعن رغبتهن ما بين شعور بالأمان، إضافة إلى الاستقرار المادي الأفضل، وأن أكثر ما كان يعجبهن في هؤلاء الرجال هو الشعيرات البيضاء وسمة النضج؛ لمرور الخاطبين بتجارب عدة مثيرة في حياتهم
- كما أكدت الدراسة أن فتاة اليوم لم تعد تشعر بالأمان مع من يتقارب معها في العمر؛ تراه مغامراً، متهوراً، لا يزن الأمور بميزان العدل والخبرة.
- الشباب اليوم يمضون معظم حياتهم بحثاً وراء المغامرات، وربما الموضة أو شراء أنواع جديدة من أجهزة التكنولوجيا
- عكس الرجل الأكبر سناً؛ فهو يقدّر زوجته، يفهمها يحبها، يثق فيها، يُشعرها بكيانها ويحترمها كإنسانة.. فماذا تريد الفتاة أكثر من ذلك؟
- وبطبيعة الحال، لا ينطبق هذا الرأي على كل الفتيات، بدليل أن المتبقيات، حسب أرقام الدراسة، 64% لم يرغبن في هذا الشكل من الارتباط
الرأي المعاكس
- ترى الدراسة أن الزواج عامة ليس معادلة كيميائية مضمونة النجاح، ولا ننكر أن الفارق العمري والثقافي والاجتماعي كلما زاد، كانت هناك هوة كبيرة بين الزوجين
- كما لا نستطيع الجزم بأن الزواج بين اثنين متقاربين في العمر هو الناجح، أو أنه كلما زاد عمر الرجل على امرأته؛ كان زواجاً يهدده الفشل وعدم الانسجام
تابعي المزيد: 5 أسرار لفترة خطوبة ناجحة
طرق للتعايش
- وضعتها الدكتورة "فاطمة الشناوي"، استشاري العلاقات الزوجية، تعليقاً على مضمون الدراسة..ولهؤلاء الفتيات اللاتي رغبن في العريس الأكبر...
- تمسكي بفضيلة "التجاهل"؛ اتركي الآخرين يعتادون الأمر، ودعيهم ينشغلون بك، وعيشي أنت حياتك وتمتعي بسعادتك
- لا تجعلي فكرة موت الأكبر سناً تؤرقك، فالموت حق على كل إنسان، أصغر سناً كان أو أكبر
- يقولون إن اختيارَ الشريك الأكبر أو الأصغر عامل سلبي أو إيجابي؛ حيث يتوقف تبعاً لنوع العلاقة التي تربط بينهما وأسلوب تفكيرهما
- لا تشغلي نفسك بالمقارنات، وتفاعلي بثقة وثبات مع النكت والقفشات التي تلقى أمامك، بعد فترة سيتوقفون عن إزعاجك
- تعاملي بروح رياضية مع الفضوليين الذين ينصبون أنفسهم ناصحين ومرشدين
- فارق العمر في أحيان كثيرة يكون عاملاً أساسياً في التقارب؛ الأكبر هنا يتحمل تصرفات الأصغر، وطريقة تفكيرها البسيطة
- بمرور الوقت سيعتاد الناس من حولكم أمركما، ولن تبدو العلاقة حدثاً غريباً.. وربما أصبحت سعادتك وانسجامك مثار حسد
ماذا تقول أمثالنا الشعبية وماذا يحكي التاريخ؟
- كانوا ينصحون الرجل إذا غزا الشيب مفرقه وأصاب جسده الوهن بالزواج من عروس تصغره؛ ليسترد عافيته، ويعود إليه شبابه
- ومن المعتقدات القديمة.. أنهم كانوا يقيمون احتفالاً سنوياً لعيد "وفاء النيل"، ومن مظاهره أن يقذفوا بأجمل فتاة عذراء بجوف النيل.. فتغوص في أعماقه رغبة في أن يفي النيل بوعده ويفيض.
- ""الشايب يُدلل والشاب يعلل" هكذا تُردد أمثالنا الشعبية، فهناك الفتاة التي فقدت أباها وهي صغيرة، ولذلك تفضل اختيار الزوج الأكبر ليملأ هذا الفراغ
- وربما كانت الفتاة متعلقة بأبيها بشكل زائد؛ فتختار من يشبهه شكلاً وسلوكاً ونضجاً وعمراً.. ليستمر عطاء التدليل والحب غير المشروط
- ولا نستبعد أزمة العنوسة، والتي تشكل نسبة عالية بين الفتيات العربيات عامة، والتي جعلت الشاب ممتنعاً عن خوض تجربة الزواج؛ لعجزه عن الوفاء بمستلزماته ومسؤولياته
- ليصبح الاختيار الأمثل للعريس هو: الناضج، الذي يزداد جماله بشعيراته البيضاء مع تقدم العمر..والذي تتألق جاذبيته أكثر؛ لمكانته الاجتماعية المرموقة، وحسابه المصرفي، وسيارته الفارهة
تابعي المزيد: أفكار رومانسية للإحتفال بيوم الحب
كيف تفكر فتاة اليوم في عريس المستقبل؟
- ترى الدكتورة فاطمة أن النضج من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الارتباط، فالرجل الذي يتسم بالنضج؛ غالباً ما تكون قراراته حكيمة ومتفهمة، وفضلاً عن أن الحب لا يعرف فارقاً
- طبياً.. تميل الفتيات بشكل عام إلى النضوج قبل الأولاد، لذلك ربما كان هذا هو السبب، والرجال الناضجون يعرفون ما يريدون من حياتهم، لذا لن يعبثوا بشريكتهم أو بحياتهم، إنهم يعرفون كيف ومعنى أن يكون لديهم استقرار
- الرجل الأكبر سناً يتمتع بخبرة في الحياة تجعله أكثر ذكاء وحنكة في التعامل مع الفتيات الأصغر سناً وطريقة التعامل معها تكون أكثر هدوءاً وتفهماً ما يجعلها تنجذب إليه
- حسن تعامل الرجل الأكبر سناً مع الفتاة وفهمه لما تريده وتحتاج إليه، يجعلها تشعر بأنه شديد الرومانسية، وأنه يفهمها ويحاول إسعادها وتلبية رغباتها
- هدوء أعصابه ورزانته تجعله قليل الانفعال، واثقاً في تصرفاته وقراراته، متحكماً في غضبه، والفتاة الآن أصبحت لا تقبل العصبية أو التطاول
- الإحساس بالميل والانجذاب والإعجاب ليس دليلاً على حب حقيقي.. وأنه مجرد انبهار وقتي بهذا الشخص، وربما لا يصلح شريكاً للحياة
تابعي المزيد: في يوم الحب نصائح لك للمحافظة على علاقتك الزوجية