الشخص النكدى دائم الشكوى، دائم الحديث عن السلبيات، ينظر للحياة بمنظار قاتم ، يضفى أجواء من التوتر والإزعاج فى كل مكان، والشخص الزنان لحوح يكرر طلباته بشكل مستمر، وفترة الخطوبة تكون فترة اكتشاف وتعارف لكلا الشخصين، فإذا اكتشفت أن خطيبك يجمع هاتين الصفتين فإن هذه النصائح ستكون مثمرة لك.
د. راجية عبد المولى أستاذ علم النفس التربوى كلية التربية جامعة بنى السويف تقول : النكدى والزنان (أو اللحوح) صفتان سيئتان بشكل كبير إذا اكتشفت أن خطيبك من هذه النوعية فيجب أن تكونى على إدراك أن الأشخاص دائمو الشكوى والذين يقومون بالتعبيرعن سلبيات الحياة طوال الوقت يستنزفون عواطفك، خاصة لو كانوا لحوحين، فالنكد والإلحاح صفتان مزعجتان خاصة عندما يكرر الشخص النكدى طلبه بإصرار طوال الوقت..
تقول د. راجية النكد صفة لا ارادية والإلحاح صفة مكتسبة، فالنكدي لا يمكنه التحكم في تصرّفاته، شعوره القاتم هو الذى يوجهه، بينما الإلحاح على الرغم من أنها صفة قد تكون ملتصقة أكثر بالأطفال إلا أن بعض الأشخاص يحتفظون بهذه الصفة على الرغم من نضجهم مما يزعج كل من يتعامل معهم.
كيف اكتشف أن خطيبي نكدى وزنان
تقول د. راجية : الشخص النكدى سريع الانفعال، جاد بشكل مبالغ فيه، يصر على التدقيق على مسائل صغيرة، لا ينسجم مع الناس بسهولة، متقلب المزاج، وهو سلبي وغاضب وممتعض أغلب الوقت، والزنان او اللحوح يكون متطلبا طوال الوقت يكرر طلباته بطريقة غير منطقية ولا يعطى لنفسه فترة حتى يتم تنفيذ طلبه بل يظل يلح ويلح..
للتعامل مع هذه الشخصية أ. نيّرة أحمد سليمان خبيرة التنمية البشرية والعلاقات الأسرية تقول هذه الشخصية قد تكون صعبة للغاية خاصة إذا كنت من اصحاب النظرة الإيجابية في الحياة، وتنصحك ..
- كونى صبورة: يجب ان تكونى شخصية صبورة وهادئة وتتحلى بسعة الأفق لأقصى درجة خاصة مع الطلب المتكرر
- لا تأخذى أى شيء على محمل شخصي: يمكنك أن تستعينى بـ" الاتفاقيات الأربعة" التي أشاعها دون ميغيل رويز وهو كاتب ومتحدث تحفيزي مكسيكي وخبير تنمية بشرية للتخلص من الأمور التي تسلبنا الفرح وتخلق معاناة لا داعي منها ، وهى: (لا تاخذ الامور على محمل شخصي ، اعط اولوية لكلماتك، لا تعطى افتراضات، أبذل قصارى جهدك دائما)
- حفزيه على التعامل والتفكير المنطقى : عندما يلح خطيبك فى طلب ارجعيه للمنطق وناقشي معه امكانية تنفيذ طلبه ولا تدعيه لنكده وسوداويته ترسل له رسائل مفادها عدم اهتمامك بطلبه
- استمعى إلى ما يشكو منه، وانظرى إذا كانت الحلول ممكنة: عندما يشتكى خطيبك من شيء ما، لاتظهرى الضيق منه حاولى إبطال خدعة شعوره القاتم بالشكوى بإيجاد حلول لما ينظر له على انه أمر واقع، وتحدثى معه بمنطق هادئ.
- ركزى على جوانبه الإيجابية، وذكِّريه بهذه الجوانب أيضًا: ابحثى عن الجانب الإيجابي فى شخصيته وحاولى تعزيزه ، فهذا الشخص هو من اخترته لتكملى معه الحياة لذلك فهناك الكثير من الأشياء الإيجابية والرائعة التى يخفيها تحت عباءة الشكوى والنكد.
- حاول مساعدته على اكتشاف اضاءته الذاتية: عندما يبدأ خطيبك عزفه المنفرد لسيمفونية الشكوى حاولى أن تغيرى دفة الحديث حاولى أن تكتشفى داخله أو حوله حلول ذاتيه لشكواه أو ايجابيات تساعد فى دحض حجته فيكتشف أن هناك بعض النور يشع من ظلام شخصيته،
- ضعى حدودا صحية: إذا كانت السلبية المستمرة هى شعاره والإلحاح الدائم هو سلوكه ، واذا بدأت تشعرين بالإحباط فلا بد من أن توقفى هذا لبعض الوقت لتنعمى بالراحة والهدوء النفسي ولتستعيدى طاقتك مرة أخرى فى شحذ طاقة الايجابية الفارغة لديه والحد من سلبيته.
- اعتني بنفسك: في حين أنه ليس من المقبول مطالبة شخص ما بتغيير سلوكه المتأصل جذريًا بداخله ، فلديك كل الحق في التعبير عن نفسك ولكن لا تكونى قاسية.
بالنهاية الحب يغير كل شئ فبالصبر والتسامح والثقة والاحتواء والتعامل الذكى تستطيعين تغيير ما يمكن تغييره والباقى تكيفى معه.