مع تغيرات العصر، تتغير نزعات الشابات والشباب وميولهم، وما يريدونه من الآخرين، فلم يعد يرضي الفتاة فستانٌ جميلٌ وعِقدٌ يزين رقبتها، ولم يعد بمقدور الشاب أن يسمع ويطيع! أمانيهم لا تعني التمرد؛ بل فتح باب النقاش والأخذ بآرائهم. حال شاباتنا وشبابنا في ملف صريح، رغبوا من خلاله أن يواجهوا ما يضايقهم، ترصده «سيدتي نت» في 4 بلدان عربية.
في السعودية: ارفعوا قيودكم
لازالت العلاقة بين الأهل والأبناء قائمة على التواصل الشديد، الذي قد يفسر أحياناً حجراً للحرية، وأي بُعد قد يعرضهم للتوبيخ، نعم لا بأس بالقليل من الحريَّة، هذا ما يطالب به سليمان محمد، موظف تمويل في شركة، فالتربية الصحيحة وحدها تكفي، كما يأمل أن تتغير العلاقة بين الآباء وأبنائهم من محاولة كسب الرضا إلى الصداقة، حتى الإخوة يتمنى دعمهم لبعضهم أكثر، ويتابع: «بعض قرارات الأهل غير قابلة للنقاش، فيضطر كابن للخضوع دون قناعة، مع أنَّ النقاش قد يؤدي لاقتناعي بهذا القرار، لكنني أتورط بالجلوس مع الكبار في المناسبات التي يرسلني أبي إليها؛ حتى أصبحت أفكر مثلهم».
فيما بدت الفتيات سعيدات بالحدود التي طالما كانت في صفهن، فهن يرفضن الانفتاح بشكل مبالغ فيه، ويرين في الوسطية الحل الأفضل؛ حيث تحتاج أسماء فطاني، موظفة، لمن يوجهها من دون صراخ أو خصام، تستدرك قائلة: «المشكلة أن الأهل يهتمون لكلام الناس؛ لدرجة قد تتسبب بالقطيعة بين الإخوة، بجانب ذلك اعتماد والدي عليّ في كثير من المسؤوليات؛ ففي كثير من الأحيان؛ أخشى أنني رجل هذا البيت من بعده، رغم وجود إخوتي، الشباب الأكبر مني سناً، وبالنسبة للأصدقاء، أتفاجأ من تغير بعضهم، وعدم تقدير بعضهم الآخر، مهما فعلت في حقهم».
رغم نجاح بعض صداقات أسماء عبر مواقع التواصل؛ لكنها تخشى أن بعضها الآخر لم يجرّ سوى الشر وخيبة الأمل، وهي تراها في العمل جميلة إن لم يتم التدخل في التفاصيل الشخصيَّة للطرف الآخر.
في الإمارات: دعونا نخطط لمشاريعنا
الابتعاد عن المسؤوليات العائلية والتفكير في افتتاح مشروع؛ هو هدف شباب وشابات الإمارات، وهذا ربما ترك مجالاً أكبر للإحساس بالفخر، في حال وجد المحفز، وهو حال أحمد عادل سليمان، طالب إدارة أعمال وموظف بنك، وذلك بسبب نجاحه في عمله وتفوقه في دراسته الجامعية؛ بل إنه كما يقول، يعمل لفتح مشروع خاص به، ورغم وقته المزدحم طوال اليوم والإرهاق الواضح عليه، يعلّق: «رغم أن والدي يلومني أحياناً لابتعادي الكامل عن المناسبات العائلية».
لا يختلف حال الشابات كثيراً عن حال الشباب في الإحساس بالمسؤولية والرغبة بالاستقلالية المادية، وربما أكثر، حتى إن مريم عبدالله المطروشي، طالبة في كلية الإعلام، تنتظر التخرج بفارغ الصبر لتعمل، وبذلك تحصل من خلال استقلالها الاقتصادي على المزيد من الحرية؛ فلا تضطر إلى طلب مصروف من أهلها حتى تحقق رغبتها بالسفر، تتابع قائلة: «أحب أن يكون لي مبلغ من المال أنشئ به مشروعاً خاصاً بي، كمركز تجميل، وعندما أتزوج؛ يجب أن أختار أنا زوجي، ولا يفرض أهلي علي اختيارهم، وأطالب أهلي وإخواني بتخفيف التدخل في شؤوني وسؤالي عندما أخرج «متى ترجعين؟»، ومن ستكون معك من صديقاتك؟، ونصائحهم الدائمة. لا تضعي مكياج لافتاً، ولا تلبسي كعباً عالياً لأنه مثير للانتباه، وبالنسبة للصديقات؛ لن أقترب مجدداً من اللاتي يغرن مني أو يتحدثن من وراء ظهري أو يفشين أسراري.
في مصر: كلّه من أهالينا!
انحصرت مطالب لشبان المصريين داخل نطاق عائلاتهم، فالكل مقتنع أن ترميمها سيرسم وحده الطريق السالكة خارج البيت.
يسعى طارق أسعد، طالب، إلى أن يتقرب أكثر من أمه؛ مكمن أسراره، ويصرح بأن علاقته بوالده مضطربة، لكنه سيحاول تحسينها، فيما يطالب إخوته بمزيد من الحب، يستدرك قائلاً: «عادة ما يحترم أصدقائي رأيي، ولا أريد أكثر من ذلك، لكنني أريد المزيد من الاختراعات التكنولوجية».
فيما يأمل عبدالرحمن حشيش، طالب أن ينهي والده عمله بالخارج؛ حتى يمكث معهم، ويتابع: «سأحاول أن أتوصل لطريقة سهلة للخروج من المنزل دون كثرة الأسئلة التي اعتدت عليها، أما أصدقائي فسأجد طريقة معهم؛ ليكونوا أكثر صراحة دون خديعة».
لم تبتعد نورهان أسامة، طالبة في المرحلة الثانوية، عن البيت؛ فهي تطالب عائلتها بمعمل مصغر لأبحاث المواد الكيماوية داخل البيت حتى تمارس هوايتها، فيما تجهز لصديقاتها أسلوباً جديداً في التعامل، وهو المناقشة في الأدوية فقط!
في فلسطين: تفاصيل تؤرقنا
برأي الجميع، أن الكل يلهث وراء مصلحته، حتى أن الاتهامات وصلت إلى عرض مواقف الآخرين، بكل صراحة على أمل أن تتغير في العام الجديد، حيث يستغرب أحمد سعيد، موظف، كيف أن كل علاقته بأسرته هي طبق طعام يجده على المنضدة عندما يعود من عمله، يتابع قائلاً: «هم دائماً منشغلون بالتليفزيون والكمبيوتر، كما أن أصدقائي يحبون الأكل على حسابي، وهذا يزعجني، أما زملائي في العمل؛ فالذي يمت بصلة قرابة للمدير منهم؛ يرمي كل العمل».
الفتيات في فلسطين يشكون من التفرقة بين الجنسين، وفي العائلة الواحدة، لذلك تطالب مي مجدي، خريجة علوم، أهلها بالحزم في القرارات معها ومع أخيها، وتتمنى من الصديقات اللاتي يستعرضن عبر الفيس بوك، أن يتذكرن أن هناك فقراء، تتابع: «إخوتي يعاملونني كأني قنبلة في البيت، ويريدون زواجي بأسرع وقت، ويشون بي بأني أقوم بأعمال غير لائقة».
الرأيان: الاجتماعي والنفسي
أوضحت الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة، سمراء عزوز، من السعودية، أنَّه غالباً ما تكون العقبة أو المعوِّق أسريَّاً، حيث يقف أحد الأبوين أو كلاهما في طريق المستقبل؛ فيرفضان لابنهما أو ابنتهما أن يختارا حقلاً دراسياً معيّناً، أو أن يواصلا دراستهما، أو أن يعملا في بلد تتاح الفرصة فيه للعمل باختصاصهما.
الدكتور أحمد عبدالفتاح، أخصائي الطب النفسي في الشارقة، يجد أن الطلبات تعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي مرت بها مجتمعاتنا الحديثة.
محمد صادق، أخصائي نفسي من فلسطين، يرى أن طلبات هذا الجيل تدل على الإحباط بكل المقاييس؛ بسبب الفقر والحصار.
يرى الدكتور نبيل إسكندر جاويش، أستاذ علم النفس جامعة المنوفية، من مصر، أن متطلبات الشباب تشبه الخطابات العاطفية.