من الغرب مروراً بالدول العربية المختلفة، ثم الخليجية، وصولاً إلى المملكة العربية السعودية انتشرت في محالات الملابس الشبابية بنطلونات الـ low waist والمشهورة باسم "طيحني".
وأيًّا كانت المسميات فالنتيجة واحدة وهي شعور بالخجل من ذلك المنظر المروع الذي نواجهه حينما يصادفنا شاب أو عدة شباب وجزء كبير من ملابسهم الداخلية ظاهرة للعيان، توشك على السقوط لتكشف عما تحتها.. وللأسف فإنّ معظم هذه الملابس الداخلية تكون بألوان لافتة للنظر، فبعضها يكون باللون الفوشيا أوالموف أوالأحمر، وبعضها تحمل صوراً لزهور ولأسماء وماركات وكأننا في عرض علني للملابس الداخلية، التي اختفى الأبيض التقليدي منها ليطغى الملون والمزركش والتي ستظهر من تحت البنطال الطائح..
فما أصل هذا التيار الوافد؟ وما سر الإعجاب به؟ وكيف السبيل للتعامل معه؟ هذه التساؤلات يوضح لنا تفسيراتها المستشار الاجتماعي عبد الرحمن القراش.
منشأ الظاهرة من السجون
يحلل لنا المستشار الأسري عبد الرحمن الظاهرة، ومنشأها قائلاً: "الحقيقة هذه الظاهرة الوافدة على المجتمع العربي يعدّها البعض حرية شخصية ولا يقبل فيها جدالاً بل يحارب أهله من أجل لبسه، ولو تفكرنا كيف نشأت هذه الظاهرة فقد كان نظام السجون الأمريكية خاصة التي يكثر فيها المساجين السود تأخذ بعض الاحتياطات من ذلك أنها كانت تخلع الأحزمة من المساجين لسبب الخوف من الاعتداء بها على السجّانين، وتبقى بناطيلهم من دون أحزمة، ما يؤدي إلى سقوطها إلى أسفل الخصر أو أكثر، ويظهر السروال الداخلي للسجين.
من هنا بدأت ثقافة موضة low waist، ثم انتشرت مع المغنين ونجوم الراب وموسيقى الهيب هوب بإظهار البوكسرات بألوان جديدة ومتطورة، وبعدها انتشرت بين الشواذ لاستخدامها كأداة إثارة، ففتح الباب على مصراعيه لشركات الدعاية والإعلان لابتكار ماركات الملابس الداخلية بأشكال متعددة. ومن خلال الإعلام وغيره من الوسائل انتقلت هذه الموضة إلى شباب مجتمعنا الإسلامي والعربي الذي يقلد كلّ ما يأتي من الغرب دون معرفة مصدره، غير مراعٍ للذوق العام أو العيب، معتقدين أنهم بذلك يواكبون العصر.
من المستفيد؟
سألنا القراش عن المستفيد من هذا التسطيح الثقافي السلبي، فأجاب: المستفيد الأول هم من غزانا بتلك الموضة التي جعلت من بعض شبابنا منخلعين من مبادئهم ورجولتهم ومبتهجين بتصرفاتهم متناسين أوامر دينهم، ما يقلل قيمتهم في عيون مجتمعهم ليبحثوا بعدها عمن يحتويهم، ومن لم يصدق فليتابع أخبارهم في مواقع الإنترنت فسيجد العجب العجاب. أما المستفيد الآخر فهم التجار الذين يستوردون هذه الملابس الداخلية لبيعها من 10 إلى 200 ريال للواحد وهي لا تساوي 5 ريالات.
التطور ليس بالملابس الداخلية
ويرى القراش الحل في ضرورة الوعي والتفكير الجيد السليم لدى الشباب في كل فعل وكل تصرف فليس معقداً ولا رجعياً من ينتقد هؤلاء الفئة من الشباب، الكل منا يريد مواكبة الموضة ومجارات التطور والتنافس في اكتساب الجديد، ولكن ليس بالسراويل الداخلية الفوشية أو ذات الورود الحمراء، التي باتت تظهر للمارة والعيان بكل وضوح وكأنها قطعة ملابس خارجية منتقاة بعناية، ويضيف: بصراحة لا أعلم كيف سوف يعجب الفتاة في السوق عندما يظهر الـ Underwear ذو الألوان الزاهية، أو كيف سوف يتزوج وهو بذلك الحال، أو كيف سيكون قدوة لأبنائه.