أم تترك أطفالها الثلاثة على شاطئ في الشارقة

منذ ثلاثة أشهر، شاهد رواد أحد شواطئ الشارقة ثلاثة أطفال، أكبرهم لا يتجاوز خمسة أعوام وأصغرهم لا يتجاوز عامين، يبكون على الشاطئ، ويرتعدون من البرد، فاتصلوا بالشرطة التي سلمتهم إلى دائرة الخدمات الاجتماعية.

بكل براءة قالوا: "ماما تركتنا وذهبت لشراء ألعاب لنا، لكنها لم تعد".

الأطفال يتكلمون بلهجة خليجية، وأمكن من أقوالهم معرفة أن والدهم مسجون حالياً على ذمة إحدى القضايا، كانوا في حالة مزرية بسبب بقائهم في الطقس البارد على الشاطئ، من دون طعام أو شراب ساعات طويلة.
في الدار التابعة لدائرة الخدمات، عاد الأطفال إلى حالتهم الطبيعية، في اللعب والتواصل مع الآخرين، بعد أن كانوا يقضون اليوم بكامله في البكاء طلباً لأمهم.

وأخيراً قبضت الشرطة على امرأة- يرجح أن تكون الأم- جنسية هذه المرأة، لازالت غير معروفة بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية بحوزتها، واستخدامها اسمين مختلفين في التحقيق، غير أنها خليجية الملامح واللهجة، وقد تكون إماراتية الجنسية، أو ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية.

لكنها أنكرت بملامح تخلو من أي إشارة عاطفية صلتها بالأطفال. وعندما عُرضوا عليها للتعرف إليهم، ارتبك الأطفال أمامها، ولم ينطقوا بكلمة، لكنهم قالوا للمشرفات بعد ذلك إن هذه المرأة هي أمهم.

اتصلت "سيدتي نت" برئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، عفاف المري، والتي قالت: "عادة ما تكون الدوافع التي تحض على التخلي، هي الفقر أو الابن غير الشرعي، لكن حسبما رأينا ليس هناك فقر في الموضوع، وأعتقد ان السبب هي المهلة التي وضعت لتعديل أوضاع الأجانب، يعني أن المرأة تخفي قصة، وهي بيد المحققين.

لكن على ما تبين أن الأب معروف وهو في السجن؟ بالفعل، وقد تم الاتصال به، وواجه المرأة لكن ليس هناك نتيجة، هي مصرّة على الإنكار.
ما جنسية الأب؟
لا أعرف قد يكون خليجياً!
ما مصير الأطفال؟

في مثل هذه القضايا عادة لا نرسلهم إلى أسر بديلة مباشرة إلا بعد التأكد من عدم وجود أقارب، وإلى الآن لم يظهر أحد، ولكن الأطفال متعلقون بالموظفات في الدائرة كثيراً، وحالتهم جيدة، والغريب أنهم شعروا بالخوف عند رؤيتهم المرأة، ووجدوا في مشرفات الدار بديلاً عنها، ولكن الأمر بدا محزناً للكثيرات مع اقتراب عيد الأم".