تنتظر جميع الأسر المصرية والعربية اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، للتجمع حول الطاولة وتحضير العجين لتجهيز بسكويت العيد بهيئته المعروف بها وطعمه اللذيذ، والذي يفضله الكثير من الأطفال والكبار معا، عند تناوله مع كوب شاي بلبن عند الإفطار بأول أيام العيد، أو تقديمه للضيوف ضمن حلوى العيد الشهيرة..ولكن الكثير من الأشخاص لا يعرفون ان هناك أصل تاريخي لهذه الحلوى؛ ولا نعرف من أين أتت وماذا يعني أسمائها؟ رغم أن صنعها وإعدادها بالمنزل أصبح اليوم من العادات الثابتة في عيد الفطر، حيث اعتاد ت الأسر على تناول الكثير من أنواع الحلويات استقبالا للعيد ومن دون ان نعرف أصلها مثل ألبيتي فور والكحك والبسكويت ولكل قصة طويلة؛ حيث دخل التاريخ الفرعوني..والأصول الأوربية.عن تاريخ حلوى رمضان وعيد الفطر يحدثنا أ محمد عبد الهادي..صاحب مصانع حلويات عبد الهادي المعروفة والمنتشرة بالقاهرة
بسكويت العيد..أصول ايطالية
الاسم لاتيني، ويعني المخبوز مرتين في الايطالية، وهو كحك صغير محلى أو مقرمش،والمصانع الرائدة في بريطانيا وفرنسا وأمريكا تعين اليوم فيزيائيين لابتكار أجهزة يمكن بها قياس درجة القرمشة للحفاظ على جودة البسكويت المطلوب ، ويعود أصل الاسم في اللغة الإيطالية إلى كلمة بيسكوتي (biscotti) وتعني نوع من الكعك الصغير المحلّى أو المقرمشات، التي تقدم عند تناول وجبة الإفطار، واشتهر بعد ذلك في جميع الدول العربية، بنفس المكونات مع بعض الإضافات المختلفة .
وفي مصر اعتادت الأسر تحضير بسكويت عيد الفطر، والذي يسمى بـ"بسكويت النشادر"، و يتميز بأنه متوسط الطول ويصنع من خلال ماكينة خاصة، يضع بداخلها العجين، لتخرج منه الشكل المعروف به بسكويت العيد منذ سنوات طويلة، لوضعه على الصاجات، ثم إدخاله الفرن.
ولقد أضيفت بعض النكهات الجديدة على بسكويت النشادر، مثل إضافة نكهة جوز الهند أو الشيكولاتة، وتزيينه بالمكسرات، ولسهولة تحضيره تفضل بعض الأسر إعداده في المنزل ضمن حلوى العيد الأخرى
ألبيتي فور فرنسي
روايات كثيرة تؤكد ان أصل ألبيتي فور انه فرنسي، وصنع لأول مرة في القرن الثامن عشر، وذلك أثناء عملية تبريد الأفران المصنوعة من الطوب بعد استخدامها..وذلك للاستفادة من الحرارة الكامنة داخل الفرن
بيتي فور..كلمة فرنسية تعني الفرن الصغير، وهو من الأطباق الفرنسية المفضلة، ويقدم للضيوف مع الشاي أو القهوة ويوجد بيتي فور مالح أيضا
الكحك فرعوني
أجمعت الروايات التاريخية ان كحك العيد يعود إلى العصر الفرعوني ؛ كان يعده المصريون القدماء على أشكال دائرية في الأعياد ، وقبل زيارة الموتى والقبور، حيث وجد علماء الآثار طريقة تحضير ألكحك وصوره منقوشة على جدران المعابد الفرعونية الموجودة بالأقصر ومنف، وكان يصنعه الفراعنة للتقرب إلى السلطة الحاكمة..ويحشونه بالدنانير الذهبية
كما حرص المصريون القدماء على توزيع ألكحك بالمقابر عند زيارة القبور،وتحضيره كذلك في الأفراح،أما ألكحك المنقوش المعاصر فيعود إلى الدولة الطولونية، وفي العصر الفاطمي كان الخلفاء يخصصون 20 ألف دينار لصناعة كحك العيد بداية من شهر رجب حتى حلول عيد الفطر
حلوى الغريبة..عربية
تعرف الغريبة باسمها في العديد من الدول العربية مثل ليبيا وتونس ومصر والمغرب لكن تعرف في الجزائر باسم "الغريبية" والشكرلمة في العراق
أشارت بعض الروايات التاريخية إلى إن أصل الغريبة قد يكون عربي والبعض أو تركي، لكنها تعتبر من الحلوى المشهورة في الأعياد والمناسبات وخاصة في عيد الفطر
وللغريبة أنواع مختلفة منها غريبة الفرينة والمصنوعة من الطحين، وغريبة الحمص وغريبة الدرع المصنوعة من الذرة البيضاء، وغريبة رقائق اللوز وهى إحدى أنواع الحلوى المغربية، وغريبة النخالة، وهى مغربية أيضاً وتصنع من النخالة والسكر والخميرة وغيرها من المكونات الأساسية للغريبة.
ولم تقتصر شهرة الغريبة في الدول العربية فقط بل امتدت للعديد من الدول فهي معروفة في أسبانيا والفلبين واليونان وكذلك إيران حيث تعرف بالفارسية باسم "قورابیه"، وهو نوع من البسكويت، والذي يصنع من عدة مكونات مختلفة مثل اللوز و الفستق و جوز الهند.
أم علي..تعود للدولة الأيوبية
وهي من أهم أطباق الحلوى المصرية وهي سهلة التحضير ولها جذور تاريخية تعود إلى الدولة الأيوبية؛ وهي مصنوعة من شرائح الرقاق والحليب والكريم والمكسرات والزبيب ويرش عليها جوز الهند والسكر.
ويقال إن شجرة الدر هي من ابتكرت هذه الوجبة بعد أن قتلت غريمتها أم علي ووزعت شجرة الدر الحلوى الجديدة على جموع المصريين احتفالا بالمناسبة.
البسبوسة..عثمانية الأصل
وهي من أحب أنواع الحلوى للأطفال في رمضان وحالة استقبال عيد الفطر، ويطلق عليها أسماء مختلفة باختلاف البلاد وتنتشر في أنحاء الشرق الأوسط وتركيا التي تطلق عليها اسم «ريفاني»
وهي تصنع من السيمولينا المشبعة بالسكر، وأحيانا تتم إضافة جوز الهند أو ماء الورد إلى الشراب المسكر وتضاف إلى البسبوسة أحيانا المكسرات أو الكريم وهي تؤكل بلا إضافات
وتعود جذورها إلى الدولة العثمانية، وأشهر أنواع الكنافة العربية هي الكنافة النابلسية نسبة إلى مدينة نابلس في فلسطين، والتي تعود جذورها إلى القرن العاشر الميلادي.
البقلاوة عثمانية الأصل وتاريخها يعود إلى..1650
وهي أيضا عثمانية الأصل وتنتشر في مجمل أنحاء الشرق الأوسط وانتقلت منه إلى أوروبا، مثل اليونان وبلغاريا وقبرص وجورجيا، في السنوات الأخيرة.
وظهرت كلمة بقلاوة في اللغة الإنجليزية للمرة الأولى في عام 1650 وكانت مستعارة من اللغة التركية، ويقال إن كلمة بقلاوة العربية مستعارة أيضا من اللغة التركية
القطايف تعود إلى عصر الدولة الفاطمية
وهي حلوى عربية يتم تناولها أحيانا خلال شهر رمضان وفي عيد الفطر وهي تعود إلى عصر الدولة الفاطمية، وهي فطائر يتم حشوها بالمكسرات وتغطيتها بالعسل والسكر والكريم وبعضها يقلى أو يخبز في الفرن ويتم رش السكر عليها قبل تناولها