بعيدا عن ملاهى رامز جلال الترفيهية بما تحمله من ترف وتكنولوجيا ورعب استمر طوال ثلاثين يوميا فى رمضان، تطل مدن ملاهى بدائية متنقلة بسيطة فى المناطق الشعبية فى مصر، تفتح أبوابها فقط في الموالد والمواسم خاصة الاعياد ، لتستقبل مئات الأسر الباحثة عن التسلية وإسعاد الصغار وقضاء أجمل الأوقات بما تقدمه من ألعاب بدائية وتراثية يسعد بها بسطاء الشعب فيجدون ما يروحون به عن أنفسهم بأموال زهيدة.
كيف تختلف ملاهى الاحياء الراقية عن أراجيح الملاهى الشعبية
تختلف ملاهى الاحياء الراقية كثيرا عن "أراجيح" الملاهى الشعبية ، والتى ترفع لائحة "ترفيه بلا حدود" لتخاطب الخيال فتخلق أجواء أسطورية حتى أنها قد تسبق الزمن، عبر العديد من الألعاب والمركبات الحديثة، والتى يتم فيها تسخير كل الأمكانات هندسيا ومعماريا وتكنولوجيا لتحقيق أقصى درجات الاستمتاع، وبالطبع كلما زاد الترفيه تصل الأسعار لأرقام خيالية..
بينما "أراجيح" الملاهى الشعبية تشترك في أن أغلبها يتم تحريكه يدويا بالدفع حيث يقوم العامل بدفع الارجوحة باستمرار كي لا تتوقف وقليل منها يتحرك بواسطة موتور كهربى لتزيد سرعتها آلياً.
أراجيح الملاهى الشعبية تراث لا ينضب
من الألعاب الشائعة بالملاهى الشعبية الميزان والحصان الخشب والقادوس والإوزة والكتاكيت، والساقية والصاروخ والمركب الذي يقف فيه أحد الأطفال بتوازن ثم يدفع بيده فيتأرجح لاعلى واسفل والطيارة الدوارة والنطيطة وكراسي السلسلة والأرجوحة الصندوق التى تتكون من مقعدين متقابلين يدفعها العامل يمينا ويسارا.
الملاهى الشعبية تحافظ على طقوسها منذ مئات السنيين
بعيدا عن الأحياء الراقية وصخب التكنولوجيا يجد البسطاء سعادتهم فى العيد، فما أن تطأ قدمك حى المرسي أبو العباس أو حى كرموز بالإسكندرية، أو حى الحسين أو السيدة زينب بالقاهرة حتى تجد الزمن وكأنه يعود بظهره للخلف ففى العشر الاواخر من شهر رمضان أو قبل الوقفة بأيام تجد عربات "الكارو" تنقل الأراجيح وترصها ليتم نصبها وتركيب معداتها في ساحات الميادين الشعبية لدهانها بالالوان الزاهية وتزيينها بالأعلام والشرائط الملونة وتركيب الإضاءات المختلفة الأحجام والالوان لتتألق الأراجيح بألوان صاخبة صريحة كرنفالية بانتظار بزوغ شمس العيد لتحقق حالة من البهجة والسعادة ينتظرها الصغار البسطاء كل عام.
يقول النبوي عبد الرحيم- صاحب ثلاث أراجيح يعمل بالمهنة التى ورثها عن أجداده، من خمسين عاما يقول عن استعداده للعيد.."تدخل الأرجوحة للورشة فيتم صنفرتها ودهانها حتى لا يأكلها الصدأ، كذلك نتأكد من عوامل الامان بها"
أول مدينة ملاهى بالشرق الأوسط فى مصر
يذكر أن أول مدينة ملاهى بالشرق الاوسط انشأها المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان بحى مصر الجديدة فى القاهرة، وأُطلق عليها اسم"لونا بارك"، وتم افتتاحها عام 1911، وكانت أراجيحها مشابهة للأراجيح الشعبية هذه الايام إلا أنها كانت أكثر بدائية وكان القائمون عليها يقدمون لكل من يشتري تذكرة مترو تذكرة ملاهى مجانية لتشجيع الشعب على ارتياد الملاهى.