يجب على الأم أن تهتم بتطوير القدرات العقلية لطفلها مثلما تهتم بتغذيته وتحرص على صحته، فهذا العقل الصغير يجب عدم التقليل من شأنه وقيمته؛ حيث يحتوي عقل الطفل على ما يقارب المائة مليار خلية عصبية، ويمكن للأم أن تطور هذه الخلايا التي تقوم بمهمة هامة في حياة الإنسان وهي النمو المعرفي والعقلي للطفل من خلال عدة طرق تساعدك على التعرف عليها الإختصاصية النفسية سمر الريشي حيث تشير للآتي.
هل يمكن تطوير مهارات الطفل خلال الحمل؟
يجب على الأم الحامل أن تعرف أن جنينها يشعر بما يدور حوله، فهو ليس مجرد كرة في رحمها، بل هو كائن يشعر ويتألم كلما تقدمت شهور الحمل، ولذلك فيجب عليك أن تعرفي أن مهاراته وقدراته تبدأ بالنمو والتطور وهو في رحمك، عليك أن تتحدثي معه، هل تعلمين أن مهارة جديدة تنمو لديه حين يستمع إليك؟،كما عليك أن تهتمي بالتغذية الجيدة وعدم تناول أي أدوية خلال الحمل لكي ينمو دماغ طفلك بصورة سليمة وطبيعية.
تطوير مهارات الطفل في السنة الأولى
في السنة الأولى من عمر طفلك سوف تكتشفين أن عقله يلتقط كل ما يدور حوله، ففي الشهر السادس مثلاً فهو يعرف أن لعبته التي كسرها قد أحزنتك ويجب ألا تحضري له لعبة جديدة، فهنا يتعلم الطفل رغم صغره أن يحافظ على أملاكه الخاصة، كما أنك كلما تحدثت معه فعقله ينمو، وفي حال عدم الحديث معه فعقله سوف يضمر، لا تقولي أنه لا يفهم، بل هو يسمع ويخزن في عقله الباطن، قولي له: هيا بنا لنغير الحفاض، على سبيل المثال، فهو سوف يفهم وبالتدريج سوف يساعدك برفع ساقيه، فهناك فرق بين الطفل الذي يشارك والطفل الذي لا يشارك أو لا يبدي أي ردود فعل.
يجب أن يكون حديثك معه عبارة عن مجتمع بأكمله، غيري طبقات صوتك حسب الموضوع ولاعبيه طيلة الوقت فاللعب من أجزاء النمو الهامة والضرورية لنمو مهاراته.
رواية القصص
بعد السنة الأولى يمكن أن تروي لطفلك القصص عن العائلة والبيئة والحيوانات، فأنت تعرفينه على الحياة من خلالك، وتعرفيه على طريقة التعامل مع من حوله حين يكبر، لا تتركي شيئاً مبهماً، ودعي القصة تحكي له أسلوب حياة قادمة، فالقصص تعزز ثقته بنفسه وبعائلته، وتساعده على مواجهة المواقف الحياتية المقبلة.
لا تجعليه مستمعاً فقط
هل تعليمن أن طفلك سوف يشعر بالملل، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الطفل الذي يستمع فقط لا يتطور عقلياً ولا إدراكياً، عليك أن تحكي له القصص ولكن ليس طيلة الوقت، وحدثيه ولكن دعيه يتحدث، إن لم يكن يتكلم فهو سوف يهمهم وسوف يحاول أن يحرك شفتيه وكذلك عضلات فمه، وربما استخدم الصراخ في البداية، المهم أن تعطيه مساحة للتعبير لأن ذلك ينمي قدراته العقلية ولا يصيب عقله بالخمول، وكلما تقدم في العمر عليك زيادة مساحته لحديث خاصة بالنسبة للبنات.
تتبعي حركاته ونظراته
يجب عليك عدم تجاهل ما يشير له طفلك، كما أن يده حين يرفعها نحو شيء فهو قد اثار فضوله، لا تتجاهلي ذلك، بل على العكس قولي له الحقيقة مثل أن الذي رآه هو سيارة مسرعة وصوتها يزعج الناس، وضعي يديك على أذنيه، لا تتركي شيئاً يشير له الطفل دون تفسير، فهو يحلل ويسجل داخل عقله.
عززي ثقته بنفسه
هل ترعفين ما معنى أن يكون طفلك واثقاً بنفسه وقدراته مع سن الطفولة المبكرة، معنى ذلك أنه سوف يتقدم ويطور ذاته، سوف يكون لديه هوايات ومهارات وسوف يطورها، ربما أصبح طفلك نابغة لأنك وضعت يدك على مفاتيح شخصيته وقمت بتطوير وبناء هذه الشخصية، قراءة الكتب تثقف الطفل وتزيد من الحصيلة اللغوية والمعرفية لديه، كما أن الألعاب التعليمية وسيلة لكي يوسع خياله، وينمي تفكيره وقدرته على خلق مساحة أوسع مما هو متوفر لديه.
اتركوا أسئلتكم حول الموضوع في مربع التعليقات وسوف يجيب عليها خبراء سيدتي.