رغم الزيادة النسبية للإنتاجات الدرامية السعودية والخليجية في موسم رمضان هذا العام، إلا أن زيادة عدد المسلسلات "الكم" لم يكن شفيعاً للجودة "الكيف"، حيث واجهت أغلب الأعمال السعودية والخليجية انتقادات شديدة على المستوى النقدي من الكُتّاب والنقاد، ومن قبلهم الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أكد الكاتب والناقد الفني رياض المسلم أن الدراما المحلية هذا الموسم لم تحضر بقوة كما كان في المواسم الماضية، وأنه لا يرى أي أعمال قوية في رمضان 2021 وخاصة على مستوى الدراما التراجيدية والاجتماعية، مبيناً أنه يمكن الحديث على مستوى الكوميديا عن عمل أو عملين بالكثير، وهذه المسلسلات يمكن أن ترتقي إلى تقدير جيد جداً.
وقال المسلم لـ "سيدتي": "للأسف لايوجد لدينا أعمال درامية حقيقية، وليس هناك مسلسلات تستحق المتابعة والمشاهدة في الدراما السعودية لهذا العام باستثناء كما قلت عمل أو عملين، وأعتقد أن هناك مشاكل كثيرة في هذا الموسم وعلى رأسها استمرار تداعيات جائحة كورونا، وهي أزمة مؤقتة واستثنائية، إلى جانب الأزمات المزمنة والمستمرة منذ سنوات في كتابة النصوص، وأزمة الأداء لدى الممثلين، وأزمة الإنتاج.
وأضاف: "بالنسبة للأعمال الخليجية في رمضان هي دراما مكررة، لا يوجد أي جديد في المسلسلات الخليجية، فالقصص والنصوص الدرامية متشابهة في الأعوام الماضية وليس فيها الحبكة الدرامية التي تكون كما في الدراما المصرية، فالعمل المصري يعتمد بداية على النص الدرامي، وهناك أعمال مصرية هذا العام جداً رائعة ومميزة على مستوى الإنتاج والإخراج والكتابة والفكرة والأداء التمثيلي لكبار النجوم الذين حضروا وبقوة على شاشة رمضان بعكس الدراما الخليجية والسعودية".
وتمنى رياض المسلم أن تتطور الدراما المحلية والخليجية في قادم الأيام، مطالباً بوجود هيئات متخصصة في التمثيل والدراما تسهم في تطوير مستوى الدراما السعودية، وتفرز جيلاً جديداً من العاملين في مجال التمثيل يمكنهم أن يضعوا الدراما السعودية في مكان أفضل مما هي عليه الآن.
تواضع فني
ومن جهته، أشار الكاتب والناقد والمخرج المسرحي رجا العتيبي إلى أنه يبدو أن ثمة اتفاقاً للسنة الخامسة على التوالي بأن دراما رمضان في السعودية والخليج لم تصل لتطلعات المشاهدين، مبيناً أنه يلمح ذلك جلياً في قنوات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر والتي منحت المشاهد الفرصة ليعبر عن رأيه بكل حرية وفي أي وقت.
وأضاف: "مع ذلك لم يتعدل شيء، ولم تنصلح حال الدراما، ما زال الوضع على ما هو عليه، ففي كل سنة تفذف لنا القنوات الفضائية بأعمال درامية مكررة، يقابلها وبشكل مكرر استياء واسع وشامل من المشاهدين، وهذا بات موالاً لم ينقطع".
وأوضح العتيبي أن ذلك يتقاطع مع الظاهرة الفنية السائدة التي لم تنضج بعد، فالأعمال الدرامية هي انعكاس لتلك الظاهرة الفنية السائدة، وهي ظاهرة متواضعة فنياً، لا يمكن أن تنتج أعمالاً متميزة وفقاً لشرط الموهبة، مشيراً إلى أن كل شخص يمكن أن يضع حلولاً ولكن الزمن كفيل بحل هذه المعضلة التي مازالت تؤرقنا.