يعتبر تخلص الطفل من الحفاض وتعوده على الذهاب إلى الحمام من أهم التحديات التي تواجه الأم، ولكن في بعض الأحيان تتفاجأ الأم بأن الطفل يفقد القدرة على التحكم في التبول، وهو ما يسمى بالتبول اللاإرادي، والذي يسبب حرجاً شديداً للأم والطفل، ويترك آثاراً نفسية سيئة مع تقدم الطفل في العمر، وتبلغ نسبة الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي قبل عمر 5 سنوات تقريباً 15%، وتقل تدريجياً مع تقدم العمر حتى تصل إلى 2% بعد عمر 10 سنوات. الدكتور وائل عبدالعال، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى إن إم سي
ما هو التبول اللاإرادي
يعرف التبول اللاإرادي بأنه فشل الطفل في التحكم في التبول، وبالتالي فإن البول ينساب تلقائياً وبشكل متكرر لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات سواء كانت أثناء النهار أو في الليل أثناء النوم وينقسم إلى تبول لاإرادي أولي؛ حيث لم يكن هناك أي تحكم بالتبول منذ الولادة، أو ثانوي وهو الذي يكون الطفل قد مر بفترة من التحكم في التبول، ثم أصيب بعدم التحكم بعد ذلك ويكون أكثر في الأولاد بثلاثة أضعاف البنات تقريباً.
أسباب التبول اللاإرادي النفسية
من أهم أسبابه العامل الوراثي إذا كان أحد الوالدين يعاني من تبول لاإرادي في الصغر، فقدان أحد أفراد الأسرة أو الانتقال للعيش بمنزل جديد، أيضاً عندما يولد طفل جديد بالعائلة يبدأ الطفل الكبير بالتبول مرة أخرى؛ لكي يلفت انتباه الأبوين له ويحصل على نفس الاهتمام الذي يحصل عليه المولود الجديد ذو الحفاضة، أو أن يكون الطفل مصاباً بأحد الأمراض السلوكية مثل فرط الحركة وقلة الانتباه، كما أن ضرب الطفل وتوبيخه أمام إخوته يزيد من المشكلة أكثر.
أسباب التبول اللاإرادي العضوية
هناك أيضاً أسباب عضوية تتسبب بالتبول اللاإرادي منها إصابة الطفل بمرض السكري أو حصوات الكلى والتهاب البول المتكرر، أو وجود تشوهات خلقية مثل شق بأسفل الظهر عند نهاية الحبل الشوكي، بعض أمراض الجهاز التنفسي العلوي مثل اللحمية تجعل الطفل ينام نوماً عميقاً، وتزيد من مشكلة التبول اللاإرادي، كما أن أمراض الجهاز الهضمي مثل الإمساك المزمن أو وجود ديدان مثل الدودة الدبوسية تسبب أيضاً عدم التحكم في التبول، ولكن يظل السبب الأكبر هو نقص إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول من الغدة النخامية، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة كمية البول المنتجة أثناء النوم.
الفحوصات اللازمة للتشخيص
للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية بعد مراجعة التاريخ المرضي للطفل وإجراء الفحص الطبي للتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية أو موضعية يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات البسيطة مثل تحليل بول؛ للتأكد من عدم وجود التهاب، وتحليل براز للتأكد من عدم وجود ديدان وأشعة على الفقرات القطنية للعمود الفقري للتأكد من عدم وجود شق داخلي، وعمل أشعة تليفزيونية على البطن والحوض للتأكد من سلامة الجهاز البولي أو أشعة بالصبغة في حال وجود تشوهات.
نصائح مهمة للسيطرة على التبول اللاإرادي
العلاج غالباً ما يبدأ بالنصائح فقط إذا تأكدنا من عدم وجود أسباب عضوية بتجنب التحدث عن المشكلة أمام إخوته ومنع عقابه وتوبيخه، وأن يقوم الطفل بالنوم بغرفة مستقلة، ويعاقب فقط بأن يغسل ملابسه المبتلة وينظف سريره وأن نقوم بتشجيعه عندما يبدأ بالتحكم في التبول وقضاء وقت أطول معه لزيادة شعوره بالاهتمام وتدريبه على تفريغ البول طوال النهار، كما يمكن للوالدين التناوب على إيقاظه أثناء الليل للتبول مع منع شرب السوائل قبل النوم بساعتين خصوصاً التي تحتوي على الكافيين.
العلاج بجهاز إنذار الرطوبة
عادة ما يتخلص الأطفال من التبول في الفراش تلقائياً، أو بتغيير نمط الحياة، ولكن إذا استمر الأمر إلى ما بعد عمر 7 سنوات فيجب التدخل بالعلاج، وتتضمن خيارات العلاج أجهزة إنذار الرطوبة وهي أجهزة صغيرة تعمل ببطارية تثبت بملابس الطفل الداخلية، وهي أجهزة حساسة للبلل تطلق إنذاراً يقوم بإيقاظ الطفل فوراً عند بدء التبول أثناء النوم، ويحتاج غالباً من شهر إلى 3 أشهر لإظهار فاعليته في السيطرة على التبول أثناء النوم.
العلاج الدوائي
أما العلاج الدوائي فيكون بأنواع معينة من الأدوية مثل عقار ديسموبريسين (مينيرين) الذي يقلل من إنتاج البول في الليل والذي يتم إعطاؤه عن طريق الفم كأقراص مرة واحدة يومياً بالليل لمدة تقارب 6 أشهر، وغالباً ما يظهر نتائج إيجابية، ويمكن إضافة عقار مضاد الكولين (أوكسيبوتينين) أيضاً إذا كان الطفل يعاني من صغر حجم المثانة للتقليل من انقباض المثانة وتهدئتها خاصة إذا كان التبول اللاإرادي يحدث بالنهار أيضاً، ويمكن الجمع بين الأدوية لتكون أكثر فاعلية.