خطبة العيد الفطر المبارك هي شبيه بخطبة الجمعة حيث يقوم الامام يخطب خطبتين يفصل بينهما بالجلوس، يعظ الناس فيهما ويذكر ما يتعلق بالعيد، عيد الفطر، يذكرهم ويذكر ما في عيد الفطر من شكر الله على نعمه صيام رمضان، ويحثهم على الاستقامة على طاعة الله، وأن يستمروا على الخير، وأن لا يرجعوا إلى معاصيهم بعد رمضان، وأن يستقيموا على التوبة، ويحثهم على أنواع الذكر والخير والعبادة والطاعة، وأنواع العبادات، والصدقات، والمسارعة إلى الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحثهم على كل خير في صلاة عيد الفطر ويبين لهم حكم زكاة الفطر. تتناول خطبة عيد الفطر المبارك كيف يفرح المسلم بالطاعة، ويسعد من حوله بسلوكه، ليتحول العيد إلى موسم فرح للمجتمع بكل معتقداته.
ويكون مضمونها عن:
-كمال شريعة الإسلام وخصوصية أعيادها
- فرحة العيد تذكرنا بنعم منها: الحياة والعافية والأمن ووجوب شكرها
- مشروعة فرحة العيد ووجوب الاقتصار على المشروع
-تحذير من تساهل ولاة الأمور في يوم العيد تجاه مسؤولياتهم
-لعيد فرصة لوصل من يشرع وصله وتصفية ما في النفوس
-موعظة للأخوات المسلمات
-سؤال الله القبول والثبات على الأعمال الصالحة لكن قبل حضور المصلي لاداء صلاة العيد ثم الاستماع لخطبة العيد لابد ان يسبقها بعض الأمور وهي:
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال وجميل الثياب: فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: (أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى ) [وهذا إسناد صحيح]. قال ابن القيم: ( ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه ) [زاد المعاد 1/442]. وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين. قال ابن حجر: ( روى ابن أبي الدنيا والبهيقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ) [فتح الباري 2/51]. وبهذين الأثرين وغيرهما أخذ كثير من أهل العلم استحباب الاغتسال والتجمل للعيدين.
ثانياً: يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطرأن يأكل تمرات وتراً: ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال: { كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً } [أخرجه البخاري].
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به – ويُسر به النساء – يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي: لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: { أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى } [حديث صحيح بشواهده]. وعن نافع: ( أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره ) [أخرجه الدارقطني وغيره بإسناد صحيح]. وأما التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم تثبت عن النبي ولا عن أصحابه، والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً: لحديث علي قال: { من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً } أخرجه الترمذي وقال: ( هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وألا يركب إلا من عذر ) [صحيح سنن الترمذي]. خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر: لحديث جابر قال: { كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق } [أخرجه البخاري].
سادساً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة: لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: { اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله } [صحيح سنن أبي داود].
سابعاً: من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها: وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي : { أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم } [أخرجه أصحاب السنن وصححه البهيقي والنووي وابن حجر وغيرهم].
ثامناً: ولا بأس بالمعايدة وأن يقول الناس: ( تقبل الله منا ومنكم ): هذه بعض من آداب وسنن العيد التي ينبغي علينا أن نحرص عليها وأن نتأدب بها تأسياً بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي الختام بقي أن نذكركم بمسألة مهمة جداً ينبغي التنبه لها ألا وهي : زكاة الفطر : وهي كما تعلمون بأنها واجبة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: { فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة } [أخرجه البخاري] وزاد أبو داود بإسناد صحيح: { فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين } [صحيح أبي داود]. فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. والأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا؛ لأنهم هم المخاطبون بها. أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه. ولا يجزئ إخراج قيمتها؛ لمخالفته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وفعل أصحابه، وقد قال : { من أحدث في أمرها هذا ما ليس منه فهو رد} [أخرجه مسلم].