الماء ضروري لإتمام جميع العمليات الحيوية بالجسم، إذ يحميه من الجفاف ويخلصه من السموم والعناصر غير المرغوب بها، ويساعد على تجديد الخلايا وتقوية الذاكرة وتنشيطها، إذ يساعد على اكتمال نمو المخ بشكل سليم، وغيرها من الفوائد التي لا حصر لها، لذا ينصح بضرورة حرص الأمهات على تقديم الماء لأطفالهن بعد إتمامهم ستة الأشهر الأولى من عمرهم عندما تقوم بإدخال بعض الأطعمة الصلبة إليه، فيفضل عدم إعطاء الرُضع المياه قبل عمر 4 أو 6 أشهر؛ لأن هذه المرحلة هي مرحلة الرضاعة الطبيعية أو اللبن الصناعي، وكلاهما كافٍ للطفل، كما أنكِ لست في حاجة لأن تملئي معدة طفلك بالمياه، والتي ربما تقلل من شهيته للرضاعة، الدكتور أحمد عبدالعال، استشاري طب الأطفال، من مستشفى برجيل يحدد، العمر الذي يمكن فيه إعطاء الرضيع الماء.
حتى في الجو الحار أو أثناء مرض الطفل بالإسهال أو القيء، فإن طفلك لا يحتاج للمياه في ذلك العمر لتجنب الجفاف، ولكن فقط عليكِ بزيادة عدد مرات الرضاعة، وهي كافية له، أو إذا استدعى الأمر فسيحتاج طفلك إلى محلول معالجة الجفاف، لأنه بحاجة إلى الأملاح والمعادن وليس للمياه فقط.
يوجد استثناء. ففي حالة واحدة فقط ينصحك الطبيب بإعطاء طفلك القليل من المياه، حوالي ربع كوب في اليوم إذا كان طفلك يعاني من الإمساك لتحسين حالته.
ما هي المشاكل التي يتعرض لها الرضيع عند شرب المياه قبل عمر 4 أو 6 أشهر؟
1. فقدان الوزن ، نظراً لأن شرب الرضيع للمياه في هذا العمر يملأ معدته ويقلل من شهيته للرضاعة، فلا يستطيع أن يزيد في وزنه كما ينبغي.
2. قلة لبن الأم نظراً لقلة رضاعة الطفل
3. توجد بعض الأبحاث التي تربط بين شرب المياه لحديثي الولادة وزيادة خطر الإصابة بالصفراء.
4. إصابة الرضيع بما يعرف بتسمم المياه، وهي حالة غير شائعة ولكنها ربما تحدث عند شرب الرضيع لكثير من المياه بسرعة، فيسبب ذلك طرد كلية الرضيع للصوديوم وأملاح الجسم، فيصبح دم الرضيع مخففاً، ويمكن أن يسبب ذلك -لا قدر الله- تشنجات للطفل أو غيبوبة.
بعد البدء في إدخال الطعام الصلب للطفل، تبدأ الأم تقديم الماء له، وقد تشعر بالحيرة بشأن كمية المياه التي يحتاجها طفلها في اليوم، فالطفل الرضيع لا يستطيع التعبير عن احتياجاته بشكل واضح، لذا يجب على الأم أن تعرف احتياجات طفلها وتقدمها له، حتى يكبر ويستطيع التحدث والإفصاح عن رغباته أو تلبيتها بنفسه.
تختلف كمية الماء التي يحتاجها الطفل يوميّاً حسب عمره ووزنه وحالته الصحية، وهناك عوامل أخرى أيضاً مثل درجة حرارة الجو ونشاطه الحركي والبيئة المحيطة به.
من عمر ستة أشهر حتى 12 شهراً:
لا يحتاج الطفل في هذا العمر إلى تناول كميات كبيرة من الماء، بل يكفي تقديم من 60 إلى 120 ملليلتراً يوميّاً، لكن بالتأكيد يمكن زيادة هذه الكمية وفقاً لحالة الطفل، مثل إصابته بالإمساك أو عند ارتفاع درجة حرارة الجو، لكن يجب ألا تزيد كمية المياه المقدمة للطفل على 240 ملليلتراً في اليوم، حتى لا تحل محل الحليب وتتسبب في احتمال إصابته بسوء التغذية أو التسمم المائي.
من عمر 12 شهراً حتى 24 شهراً:
كلما زاد عمر الطفل ووزنه زادت كمية الطعام التي يتناولها، وزادت أيضاً احتياجات جسمه من المياه، لتسهيل عملية الهضم وتجنب الإصابة بالإمساك، ولإتمام العمليات الحيوية الضرورية في الجسم، وفي هذه المرحلة، يحتاج الطفل إلى تناول ما لا يقل عن 320 ملليلتراً إلى 560 ملليلتراً من المياه يوميّاً، إلى جانب حليب الرضاعة الذي يمد جسم الطفل الرضيع بأغلب احتياجاته من السوائل والعناصر الغذائية الضرورية للنمو.