"جل التسنين"..بين الفوائد والأضرار

مرحلة التسنين من المراحل المؤلمة التي يمر بها الرضيع؛ حيث لا يتوقف عن البكاء لفترات طويلة في الليل والنهار من شدة آلام أسنانه ، لدرجة أن الرضيع يفقد الكثير من الوزن في هذه الفترة لعدم رغبته في الطعام بسبب هذه الآلام ، وبالطبع لا تتحمل الأم رؤية آلام طفلها دون اللجوء إلى كل ما يخفف عنه، فتلجأ لوضع "جل التسنين"  لتسكين الآلام ، فهل هذا التصرف صحيح؟ وهل هناك أضرار لجل التسنين؟ وما هي مسكنات التسنين الأخرى التي يمكن استخدامها؟..لقاؤنا والدكتور مدحت يسري طبيب الأسنان للتعرف على المزيد

حقائق طبية عن "جل التسنين"

قامت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بنشر تقرير، وذلك بعد رصد ٢٢حالة من الأطفال في عمر خمس شهور لـ ٣ سنوات، دخلوا المستشفى في حالات طارئة بسبب جرعات زائدة ، أو استعمال خاطئ، لجيل الأسنان

والتحليل الطبي لتفسير ما حدث؛ أن الطفل عندما يبتلع كمية كبيرة أو متكررة من هذا المخدر الموضعي" جيل التسنين"  يمكن أن يتعرض لعدد من الأخطار

نوبات وتشنجات عصبية، هياج الطفل، اضطراب في نظم القلب، اضطراب ب..الجهاز العصبي، قئ، صرع، اضطراب في الرؤية

وأحيانا تصل الحالة إلى الوفاة ؛حيث سجلت المنظمة حالة نادرة للإصابة بنوع من الأنيميا، مما سبب عجز للهيموجلوبين عن حمل الأكسجين للخلايا وهي حاله مهددة للحياة

ونصحت المنظمة بإعطاء الطفل عضاضة لينة بعد تبريدها في الثلاجة، أو أن تقوم الأم بتدليك اللثة المتورمة بأصبعها برفق، والامتناع التام عن أي مخدر جيل للفم

 كما نصحت المنظمة مقدمو الخدمة الطبية؛ بعدم وصف أي مستحضرات تحتوي على ليدوكايين، أو بنزوكايين للأطفال و الرضع ، حيث ان هذه الأدوية لا يتم وصفها بدون إرشادات من الطبيب

"جل التسنين"..حلو المذاق ولكن!

 يتم وضعه على موضع الألم بداخل الفم فيقوم بتسكين الآلام لاحتوائه على ليدوكايين بنسبة 2%، والذي يندرج تحت عائلة المخدرات الموضعية، فيقوم بتسكين ألم الأسنان في الحال

سرعان ما يزول التأثير بعد أقل من ساعة؛ لأن الطفل يقوم بابتلاع الجل مع اللعاب، فيترك تأثيرًا خفيفًا، والسؤال : هل ابتلاع الطفل لليدوكايين أمر عادي؟

أضرار "جل التسنين"

تستخدم الأم جل التسنين بداية من فترة 5 شهور..بداية من مرحلة التسنين وحتى عمر الثلاث سنوات ،عندما تكتمل أسنان الطفل وتنتهي فترة الألم ،وتلك الفترة طويلة جدًا

أثناء فترة التسنين الحادة تقوم الأم بدهن جل التسنين عدة مرات في اليوم، وعندما يذهب تأثير المخدر ويبكي الرضيع تعيد الأم استخدامه لتسكين الآلام

 الآثار الجانبية..لجل التسنين

مثل الإحساس بالتنميل أو الحرقان أو الوخز، وهي غالبًا أعراض تسبب بكاء الرضيع عند وضع الجل

في كل مرة يبتلع الطفل كمية بسيطة جدًا من الجل مع لعابه، ما يؤدي إلى ابتلاع الطفل جرعة عالية من الليدوكايين على مدار تلك الفترة

 ومن المشكلات التي يتعرض لها الطفل.. : نوبات تشنج.. أضرار بالجهاز العصبي.. مشكلات بالمخ.. اضطرابات بالقلب. وربما الوفاة

ومن اجل هذا أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا بوقف استخدام جل التسنين الذي يحتوي على ليدوكايين لتسكين آلام أسنان الرضع

كما أعلنت أيضًا قبلها بعدة أعوام ارتباط استخدام جل التسنين، بحدوث مرض نقص قدرة كرات الدم الحمراء على حمل الأكسجين إلى مختلف أنسجة الجسم، وهي حالة يمكن أن تصل إلى مراحل حادة تهدد حياة الإنسان

وتشمل أعراضه.. صعوبة في التنفس.. الإحساس بالتعب، فقد القدرة على التركيز، مع زيادة النبض أحيانًا

 كما تزيد احتمالات الإصابة عند الأطفال، الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، لذلك لا تحاولي أبدًا استعمال جل التسنين، إلا بعد استشارة الطبيب المعالج

 واقصري الاستعمال عند الضرورة، ولا داعي للتكرار؛ فمرتين يوميًا كافية أو 3 مرات بحد أقصى

هل هناك بديل لجل التسنين؟

يمكن تسكين آلام تسنين الرضع عن طريق: استخدام العضاضة المائية أو العضاضة السيلكون، فالضغط على اللثة يساعد الطفل على تسكين الألم

وأيضًا يمكنك تركها في الثلاجة لفترة قصيرة لتكون باردة على لثة الطفل، ما يحسن إحساسه بالألم ويشعره بلطف

إدخال الأطعمة الصلبة الباردة أو المثلجة للطفل، كالخضروات والفواكه مثل شرائح الخيار فهو الأنسب لطراوته النسبية حتى لا يسبب شرقان

حيث يقوم الطفل بمحاولة أكلها عن طريق المص والضغط عليها بلثته، مما يسكن الألم ولا تصيبه بأي ضرر

يمكنك استخدام الأعشاب المهدئة المناسبة للطفل في هذه السن الصغيرة، فتقوم بتهدئة آلامه

"جل التسنين" تحت إشراف طبي

هناك دول قررت وقف بيع جل الأسنان الخاص بالأطفال في المحال التجارية والأسواق الكبيرة، على أن يقتصر بيعه على الصيدليات فقط

جاء هذا القرار بعد أن تبين أن هذا الجيل، الذي يحتوي على مخدر ليدوكايين، يشكل خطرا على صحة الأطفال، بحسب ما أفادت الهيئات الصحية الرسمية

التسنين عند الأطفال أمر طبيعي، والألم المرافق أيضا طبيعي، بصرف النظر عن مدى ما يسببه ذلك من إزعاج للطفل أو الأبوين

وإذا كان الوالدان مهتمين بصحة الأطفال الرضع، عليهم أولا استخدام حلقات الأسنان