تظل حالة الحب والمشاعر الحلوة طوال فترة الخطبة وعقد القران، وما إن يرتبط الزوجان وينجبا طفلاً أو اثنين ويبدأ الانشغال بالطفل؛ تتراجع مشاعر الرومانسية لدى كثيرات من الزوجات، ما يؤثر في الحالة المزاجية والنفسية وفي علاقتهن بأزواجهن، وهؤلاء يمثلن نسبة تزيد على 20%، وهناك 4 نساء ضمن 10 يذهبن للعلاج النفسي من مشكلات زوجية ..عن هذه المشكلة تحدثنا الدكتورة آمال عويضة أستاذة الطب النفسي بمركز البحوث الاجتماعية
زوجات مشغولات جداً
تؤكد الدكتورة آمال في البداية، أن القضية تدق ناقوس الخطر على الحياة الأسرية، ورغم أنه من الطبيعي أن يفقد الحب بعض حلاوته بعد أشهر أو سنوات قليلة من الزواج؛ لكن هذا لا يعني فقدان الحب أو زوال الرومانسية، قدر دلالته على انشغال الزوجين وانغماسهما بتأسيس أسرة محبة
وهناك الزوجة التي تنشغل عن زوجها بعد مجيء الطفلين الثاني والثالث، وأخرى مشغولة بحملها وعملها بشكل لا يترك مساحة للتعبير عن الحب والاشتياق
وثالثة تشعر بالملل والبرود تجاه زوجها فتتعلل بالحجج لتهرب، في مقابل زوجات لا يستطعن الاستغناء عن الكلمة الحانية من الزوج بين فترة وأخرى، أو لمسة رقيقة وكلام طيب
الأزواج يلقون بالمهمة كاملة على الزوجة
لا شك أن قدوم طفل جديد في المنزل ينشر السعادة والبهجة من حوله، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يواجه الزوجان بعض المشكلات خلال هذه الفترة
وهو أمر طبيعي خلال الأشهر الأولى بعد الإنجاب حتى يعتاد كل من الشريكين على التغيرات الجديدة التي طرأت على الحياة، ويتكيفا معها
تقضي الزوجة وقتاً طويلاً مع الرضيع؛ ما يشكل ضغطاً نفسياً وعبئاً كبيراً عليها فتصبح أكثر عصبية، وخاصةً إذا لم تجد مساعدة من قبل الزوج؛ حيث إن بعض الأزواج يلقون بالمهمة كاملة على زوجاتهم، ما يسبب المشاحنات
تقضي الأم الساعات مع طفلها
فيشعر الزوج بأن زوجته أصبحت بعيدة عنه، وليس لديها وقت للجلوس معه وإجابة لطلباته
كما أن المرأة في هذه المرحلة لا تجد وقتاً للعناية بنفسها، وتقل ثقتها بذاتها، وخاصةً مع تغير شكل الجسم
مع الوقت، يصبح هناك فتور في العلاقة الزوجية، ويعتاد كل منهما هذا الوضع الجديد
بعد الإنجاب ومرور العديد من السنوات، يفقد الزوجان القدرة على النقاش ويختلفان في معظم الأمور حتى أبسطها
يبدأ الزوجان حياتهما وكل منهما يسعى إلى إرضاء الطرف الآخر، ويبذل جهداً كبيراً حتى يجعله سعيداً، أما بعد الإنجاب فيتغير الأمر
يستمتع الزوجان في بداية الزواج بالتحدث مع بعضهما بعضاً في كل شيء، ولكن بعد الإنجاب، قد يصل الأمر إلى انعدام الحوار الذي قد يصل إلى الخرس الزوجي
من أهم عوامل استمرار الزواج هو الحفاظ على رومانسية العلاقة بين الزوجين، في البداية يفضلان أن يقضيا الأوقات معاً، ولكن بعد الإنجاب يختلف الأمر
يتغير مفهوم الحب قبل الإنجاب عما بعده؛ فالحب يأخذ شكلاً آخر أو مساراً جديداً، ففي الماضي كانت الزوجة تحب زوجها، الآن أصبحت تحبه بشكل مختلف
البحث عن لغة حوار مشتركة
بحثاً عن الحلول لهذه المشكلة؛ لا بد من البحث عن لغة حوار مشتركة، يتم بها التواصل والرضا والانسجام، وإلا كان البديل شدة في الأعصاب وتوتراً وعصبية وخلافاً على أتفه الأسباب
بالكلمة الحلوة وبالصبر وبعض التنازلات تُحل الكثير من الأمور؛ فيسود جو من الحب والهدوء والانسجام
فرق كبير بين الزوجة المتفهمة، الهادئة ، وبين صاحبة الصوت العالي، العصبية التي لا يهدأ لها بال؛ فالجمال من نصيب الأولى، والقبح صفة الثانية
رفض الزوجة للاهتمام بزوجها تحت أي سبب من الأسباب مرفوض بكل المقاييس، وكل الخوف أن تدفع الزوجة الثمن غالياً بعد فترة من الزمان
أثبتت الأبحاث أن كل امرأة تحمل بداخلها جمالاً شريطة أن تبحث عنه وتجده فيراه الآخرون..أنجبت أو لم تنجب بعد
العشرة الطيبة قادرة على تغيير الكثير
الزوج هو شريك رحلة العمر والكفاح، وهو الصديق والأخ والرفيق والحبيب، وحده يعرف نقاط ضعفك وملامح قوتك وجمالك أيضاً
زواج بعد قصة حب أو حب يأتي بعد الزواج؛ أمران يتساويان بعد مرور سنوات من الزواج
الحب يصنع المعجزات، والعشرة الطيبة قادرة على تغيير الكثير من الصفات، وليس بالمال وحده يسعد الإنسان؛ فهناك قصور تتلألأ أضواؤها، ثم يكتشف أصحابها بعد فترة أنها بُنيت على الرمال
كلمة حلوة طيبة، مشاعر صادقة، لمسة حانية، تنازل، تسامح وهدية مفاجئة؛ مفردات ناعمة تترجم معاني الحب والاهتمام بين الزوجين