إنّ النجاح في الحياة الزوجيّة التي يسعى لها كل شريكين، ليست مسؤولية طرف واحد فقط، وإنما هي أمرٌ مشتركٌ بين الزوجين، يقوم على المَحبّة، والتّسامح، والثقة، والتعاون بين أفراد الأسرة، فالتجاهل وعدم الاهتمام من أي طرف في الحياة الزوجية خطر كبير من شأنه أن ينعكس على الجو الأسرى بشكل عام، وعلى الأبناء بشكل خاص، وقد يهدد باستقرار الحياة الأسرية، ويؤدي إلى إنهيارها، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية نهاد عبد الحكيم لتخبرك عن حل لمشكلة عدم اهتمام الزوج بزوجته
عقبات عدم اهتمام الزوج بزوجته
تقول خبيرة العلاقات الأسرية نهاد عبد الحكيم لسيدتي: الاهتمام أحد العناصر المهمة للحفاظ على استمرارالحياة الأسرية، فقد يفقد الأزواج الاهتمام بزوجاتهم في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى إشتعال المشاحنات بسهولة بينهما، وقد تتحول الحياة الزوجية من علاقات حب وترابط وتفاهم إلى علاقات ساكنة لا يحركها الحب والاهتمام وتكون حياة مملة خالية من الود والترابط والتفاهم، مما يؤدي لتحطم آمال الأحلام الوردية، وتكاثف سحب المشاعر الباردة فتزيد التأثيرات النفسية والعاطفية السلبية فقط بسبب عدم اهتمام الزوج بزوجته.

كيف تتصرف المرأة إذا شعرت بعدم اهتمام زوجها؟
تقول نهاد عبد الحكيم إن عدم اهتمام الزوج بزوجته وإهماله المستمر لها يجعل الفجوة بينهما تزداد مع الوقت وقد تصل العلاقة إلي مرحلة الانهيار وللتعامل مع هذه المشكلة إليك الحلول الآتية:
مصارحة الزوج
المصارحة بين الأزواج يجب أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل والاهتمام والشراكة، فالحياة تشاركية في معظم الأشياء وتقوم على الاهتمام، فالزواج لا يعني إلغاء احد الطرفين لصالح الطرف الآخر، وإنما هو حالة تكاملية بين الرجل والمرأة، فالمصارحة والوضوح هما أهم الطرق للتعبير عن مابداخلك، لذا فلابد أن تضفض الزوجة وتبوح بما بداخلها من قلق وتوتر، وعن انشغالها بعدم اهتمام الزوج بها، لذا لابد من التعبير عمّا يزعجها أويغضبها كزوجة بذكاءٍ وحكمةٍ وفي الوقت المناسب، حتى لا تنساق في دوامة التفكير السلبي المتمثلة في عدم تقدير الزوج واهتمامه بها، فهذا سوف يجعله يفكر ويراجع نفسه، ويعيد ترتيب أوراقه من جديد.
أعطيه مساحته الخاصة
بمجرد شعورالزوجة بعدم اهتمام الزوج، ستبدأ بالانزعاج من تصرفه هذا، لذا لابد أن تترك له مساحة شخصية، ووقتًا ممتعًا يقضيه بمفرده بعيداً عن إطار العلاقة والقيود، فقد يشعر ببعض التوترات في عمله، أو يواجه إحدى المشاكل مع أصدقائه ويحتاج إلى الانفراد بنفسه والتفكير، أوالراحة والتركيز، كالنوم أحيانًا في غرف منفصلة أو القيام برحلة منفردة، أو الخروج مع الأصدقاء، فهذا سيجعله يعود للاهتمام بالزوجة كسابق عهده.
تغيير طريقة التفكير
في بعض الأحيان يكون سبب عدم اهتمام الزوج وإهماله لزوجته، هو أسلوبها الحاد في الحديث، أو اللجوء للصوت العالى أثناء الحوار والتشبث دائمًا بفكرة أنها دائمًا على حق وهو دائمًا على خطأ، وميلها للأفكار السلبية، لذا ينبغي على الزوجة أن تجعل تواصلها مع زوجها فرصة للتعبير عن المشاعر الإيجابية للحد من أي خلافات، أو مشاحنات موجودة، ولاستعادة اهتمام الزوج.
إعادة تنظيم الأولويات
لابد من تقبل فكرة اختلاف الأولويات بين الزوجين للتعامل مع عدم الإهتمام، فلا ينبغي أبداً أن تعتقد الزوجة أن شريكها يفكر مثلها تماماً، وأن له نفس الأولويات، فلكل شخص اهتماماته وأولوياته، فقد يكون الزوج مشغولاً بالكثير من الأعمال والمسؤوليات في العمل، وبالتالي يهمل وقته واهتمامه بزوجته، فعلى الزوجة أن تتقبل هذه النقطة وتتجاوزها، كما يمكنها محاولة إعادة تنظيم الأولويات والوقت المخصص لها عند زوجها، وتخصص وقتًا مشتركًا لهما معاً.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: أهمية الحوار بين الزوجين
البحث وراء الأسباب

قد يكون هناك أسباب وراء عدم اهتمام الزوج بزوجته، مثل الضغوط في العمل أو مشاكل شخصية، أو يكون إهمال الزوج لزوجته وعدم اهتمامه بها ردّاً على إهمال زوجته له، ولذا لا بُدّ من التفاهم للوصول إلى نقطة اتِّفاق، وتلاقٍ بين الطرفين، ولابد للزوجة من محاولة فهم الأسباب ومحاولة المساعدة في حلها، فقد يظهر بعض الأسباب تستطيع الزوجة حلها، بدون الدخول في خلاف كبير.
تطوير المهارات
ينبغي على الزوجة أن تعمل علي تطويرنفسها، من خلال حضور الدورات المتخصصة لذلك لتنمية مهاراتها الشخصية، وأن تحرص دائماً على أن تهيئ لزوجها في البيت جواً يساعده على تجديد نشاطه واستئناف عمله كل صباح بسرور وأمل، وحتى لا يؤدي إلى نفور زوجها منها وشعوره بأنها بلا فائدة ولا طموح، ومن هذه المهارات مهارة الاحتفاظ بهدوء الأعصاب والثبات الانفعالي في أوقات الأزمات، والقدرة على التفكير وإيجاد الحلول واتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة الأسرية مع الزوج، حتى تستطيع الفوز باهتمامه من جديد.
الاهتمام بالتجديد
الاهتمام بتجديد الحياة الزوجية بشكل إيجابي، وتجديد الزوجة نفسها بشكل شخصي، من خلال الاهتمام بالمظهر الجيد فهو دليل على الرضا عن الذات، والحفاظ على جمال المظهر، والحرص على حياتها الزوجية من خلال تعلم نقاط القصور لديها والعيوب التي بها، لتتمكن من تقويمها وعلاجها، فهذا بدوره يجعل الزوج يشعر بالاهتمام بالزوجة بشكل دائم، ويجعلها محور تفكيره دائماً.
الوقت المشترك
الوقت المشترك بعيداً عن الالتزامات اليومية يقرب كثيراً من المسافات، ويجدد العلاقة بين الزوجين ويقوي الروابط العاطفية وينعشها، ويعزز المحبة بينهما، لذا لابد من محاولة القيام بالهوايات المشتركة معاً، من خلال الخروج معًا للتنزه أو للقيام بأنشطة مشتركة، مثل الطهي أو ممارسة الهوايات المفضلة معاً، والحرص على النقاش والتواصل بشكل مفتوح طوال الوقت مع الزوج، وتجنب الوقوع في الأخطاء التي تنفر الزوج من الزوجة.
اللجوء لاستشاري متخصص
عندما تكون هناك فجوة في التواصل بين الزوجين و يظهر عدم اهتمام الزوج بزوجته رغم محاولاتها المتكررة للفت انتباهه، وعندما يصعب الوصول لنقطة تلاقي، فلابد للجوء إلى استشاري علاقات أسرية أو خبير متخصص واحترافي، فقد يساعد الشريكين على تجاوز تلك المشكلة الزوجية، ويمكنه التعرُّف إلى نقاط الخلاف ويقدم الطرق إلتي تساعد علي تجاوز هذه الحالة بنجاح، ويعين الشريكين على إعادة الاستقرار بينهما في الحياة الزوجية.
ونحو المزيد من ذات السياق تابعي الرابط لتعرفي الإجابة على السؤال التالي: كيف أتعامل مع زوجي الذي لا يهتم بي؟