مع دخولنا في الاجازات الصيفية البعض يبحث عن دورات موارد بشرية او دبلوم موارد بشرية او ماجستير موارد بشرية وبغض النظر عن المسمي فان المناسب لك أن تبدأ بالتفكير بمستقبلك المهني من الآن والبحث عن طرق لتتخرج من الجامعة وأنت تملك تأهلياً وخبرة عمليين من خلال استغلال فترة العطلة الصيفية لحضور الدورات التي تحتاج لها بعد التخرج أو التدرب في إحدى الشركات حسب مجال تخصصك.
فإذا قررت أن تحضر دورات تدريبية تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية ستجد أنك في حيرة من أمرك، دورات كثيرة..أسماء مدربين أكثر من الدورات…إعلانات جذابة وعناوين تحتار من كثرتها ما يفيدك وما تحتاجه، وأسعار خيالية لا تناسب طالباً لا يعمل أو يعمل بدوام جزئي، لذلك فان المعيار الأخير في اختيارك وتقييمك لاى دورة تدريبية كيف تختار ما تحتاجه من هذا الكم الهائل والذي يحمل الغث والسمين. والمعيار الأهم بالنسبة لك هو النظر الى عدة نقاط مهمة جدا وهى كالتالي
* حدد ميولك واحتياجاتك:
أمران مهمان عليك أن تحددهما قبل أن تدخل أي دورة تدريبية ولو كانت مجانية ولن تدفع فيها فلساً واحداً، لأنك إن لم تدفع مالاً دفعت وقتاً ثميناً يمكن أن تستغله في أمر آخر، وهذه أمور لن يخبرك أحد بها،فأحضر ورقة وقلماً وسجل:
-ما تحتاجه: ما هي المهارات التي قد تحتاجها بعد التخرج، وهذا يتبع المهنة التي تريد العمل بها، فالمعلم يختلف عن المحاسب عن مدير التسويق أو الطبيب. فاسأل من يعمل في نفس المهنة واعرف ماذا تحتاج لتؤهل نفسك قبل الدخول في سوق العمل. هناك بالطبع مهارات يحتاجها الجميع: مثل التواصل، حل المشكلات، التفكير النقدي والإبداعي، العمل على الحاسوب بحيث تعرف عن كل برنامج أمور بسيطة خاصة وما يلزمك للعمل تتعمق به أكثر.
-ما تحبه: أحياناً نميل إلى تعلم أمور بعيدة تماماً عن دراستنا، قد تتعلق بهواية أو عمل جانبي تقوم به أو تتطوع به في أوقات فراغك، ورغم أنها قد تكون مجرد هوايات أو أمور ثانوية ضمن قائمة أولوياتك، لكن في النهاية ستحتاج بعض المهارات للقيام بها بشكل صحيح، وهذا يوسع آفاقك المعرفية ويزيد من خبراتك وفرصك العملية. قد تتعلم التصميم لا لتمارسه كمهنة ولكن لأنك تحب هذا، أو تطور لغتك وقدراتك التعبيرية لتكتب بين الفينة والأخرى لنفسك أو كمدون في أحد المواقع، لا يعني هذا أن يصبح التدوين أو الكتابة مهنتك الرئيسة لكن حتى كمهنة ثانوية لا بد لك من عمله بإتقان وبشكل جيد.
* حدد الأولويات:
بعد أن كتبت ميولك واحتياجاتك، قد تفاجأ بالرقم الذي تراه وعدد الدورات التدريبية التي عليك حضورها وبالتالي ربما وجدت نفسك تجلس دون أن تفعل أي شيء وأنت محتار بين هذه أو تلك. في أي مهنة هناك أساسيات لا يمكن البدء دونها وأخرى يمكن أن تتعلمها بنفسك بالتدريج إما من خلال العمل نفسه أو من الورشات والدورات والتي ستضيف إلى خبرتك خبرة ومهارات جديدة، هذه أمور لن تعرفها إلا من خلال سؤال من يعمل في نفس المجال.
*عملية الاختيار: ما تحتاج أن تعرفه أن تضع مالك ووقتك في مسارهما الصحيح فلا يضيعان، فتحضر ما يفيدك وممن يفيدك، وربما هذه فائدة الورشات التي تقيمها الشركات لموظفيها إذ أنهم يحضرون لهم من سيعطيهم ما يحتاجون بالضبط حسب ما تحدده إدارة الشركة. لا يتعلق الأمر بمكان تدريب فخم أو أسعار مرتفعة، يتعلق الأمر بالمدرب وبمادته التدريبية فقط، فلا تخجل من سؤال المركز الذي تريد الحضور فيه أو المدرب نفسه لو أمكن عن شهادته الجامعية، وأين تدرب هو..ومالديه من خبرات عملية يجب أن توافق الموضوع الذي يقدمه، كي تخرج من الدورة بالفائدة التي تبحث عنها.
-ماذا سوف ادرس فى الدورة؟ (محتوى الدورة): ومن خلال المحتوى قد تستطيع ان تلمس وتتعرف على المواضيع التي سيتم دراستها خلال تلك الدورة، فاحيانا البعض يتعامل مع ذلك الامر بدهاء من خلال تغيير مسمي الدورة مع تغيير طفيف في المحتوى لذلك يجب ان تأخذ حذرك وتتأكد من ان المواضيع المقدمة في الدورة هي مواضيع جديدة بالنسبة او انها ستقدم بطريقة جديدة او بمستوي متقدم وتضيف لك معلومة جديدة
-هل تلك الدورة مفيدة لى؟ (اهداف الدورة): وهى الأهداف التي يحددها مصمم البرنامج التدريبي او المدرب والتي يتوقع ان يحققها المتدرب في نهاية الدورة، ويجب ان تدقق قليلاً في الكلمات المستخدمة وتستفسر من مقدم الدورة عن المقصد من الكلمات ومعانيها.
-هل يجب ان احضر تلك الدورة؟ (من المستهدفين بالحضور): واهمية تلك الجزئية تكمن في شيء هام جداً، وهو ان مستوى الحضور يؤثر بشكل كبير جدا في مستوى النقاشات وأسلوب الشرح، فان كان الحضور اغلبهم من مديرى الموارد البشرية وكنت انت مبتدأ فستجد ان اسئلتهم ومناقشاتهم اكبر من مستوى استيعابك وأيضاَ جزئيات كثيرة في الشرح سيتم اغفالها لالمامهم باغلب تلك النقاط، واذا كنت مديراً للموارد البشرية وشاركت في دورة اغلب حضورها من موظفي الموارد البشرية حديثى الخبرة فستجد ان اغلب الأسئلة والمناقشات قد مرت عليك سابقاً ولا تحتاجها، وافضل البرامج التدريبية هي التى يكون فيها تنوع في المستويات الوظيفية للمشاركين.
-من سيقدم تلك الدورة؟ (المدرب / المحاضر) وهو المايسترو لأى دورة تدريبية ومن حقك الاطلاع على السيرة الذاتية للمدرب والتى تعطيك انطباع أولي عن خبراته ومهاراته السابقة والتأكد من انها قريبة من موضوع الدورة التى سيقدمها لك، لكي تضمن ان تحصل على خبرة جديدة من واقع تجربة عملية وليست مجرد تجربة نظرية، وأيضا يمكنك البحث عن أراء المشاركين السابقين وانطباعهم عن المدرب، فهناك البعض قد تبدوا سيرتهم الذاتية جذابة جداً ولكن مهارات الالقاء والتفاعل مع المشاركين ضعيفة والعكس صحيح.
* الجدية: الالتزام بالحضور والتفاعل وتطبيق المعلومات في العمل لو كنت تعمل، كل هذه أمور هامة من الأفضل أن تحرص عليها لتكون بالفعل قد بدأت خطوتك الأولى في تطوير نفسك وشخصيتك.
