الشغف كلمة نسمعها طوال الوقت خصوصًا بين جيل الشباب وهي في اللغة يعني الحب الشديد للشيء، و"الشغافة" هي الغلاف الذي يحيط بالقلب، لذلك فالشغف يدل على شدة التعلق. والإنسان الذي يعرف شغفه في الحياة محظوظ للغاية، لأن ذلك يساعده على عيش الحياة بالطريقة التي يفضلها، لكن ذلك ليس القاعدة أيضًا، ولا يجب أن يكون ضاغطًا على الآخرين، بحسب الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية معنى أنك ما زلت تبحث عن شغفك أن هناك شيء خاطئ في حياتك أو أنها ناقصة، فالحياة كلها ما هي إلا رحلة بحث واستكشاف، وهناك أشخاص لديهم ميول واضحة، وآخرون لا بد أن يبذلوا مزيدًا من الجهد في استكشاف ذواتهم وأنفسهم. هناك أشخاص مغرمون بمعرفة كل شيء عن شيء واحد فقط، وهناك آخرون يريدون معرفة شيء واحد عن كل شيء وبينهما فرق كبير وكلاهما بنفس القدر من الأهمية.
المهم ألا تجعلك بحثك عن الشغف مصدر حزن وضغط في حياتك، اجعلها رحلة بحثية فقط واستمتع بها، وهذه الخطوات الخمس قد تسهل عليك الرحلة.
*كيف أجد شغفي.
-جرد مواهبك وأعرف ما الذي تجيد فعله، لا نتحدث هنا عن الأشياء التي تجيد فعلها لكنك لا تحبها. لكن تلك الأشياء البسيطة التي تجعلك تشعر بالبهجة والسعادة وأنت تقوم بها. فكر فيما تحب القيام به لكنك لا تعتقد أنك تجيده، فكر في الأمور التي أثنى عليك الآخرون فيها من قبل لكنك لم تأخذ الموضوع بجدية. يمكن أن يكون الأمر يتعلق بأي شيء، قد تكون محب حقيقي لأفلام الأنمي أو تهوى جمع الطوابع أو التفتيش في التاريخ، تحب التصوير أو التعليق الصوتي، جرب أي شيء تعتقد أنك تهتم به، حوله لشيء على أرض الواقع ، اقرئي أيضا: أمور تساعدك في التغلب على الفشل الوظيفي
-انتبه لما تشعر بالغيرة تجاهه عندما تجد أنك تشعر بالغيرة تجاه فعل يقوم به شخص ما، أو أنه يزعجك حقًا، جرب البحث أعمق داخلك، واسأل نفسك بصدق لماذا يحدث ذلك؟ فيمكن أن يكون شعورك هذا نابع من كونك لا تقدر على القيام بنفس الشيء فتصب غصبك على الشخص، هذه الخطوة تحتاج شخصًا صادقًا مع نفسه، كما تحتاج تدريب وتجربة أكثر من مرة.
-ما الذي كنت تحبه وأنت طفل؟ ربما تكون هذه هي أبسط طريقة لاكتشاف شغفك، هل كنت في طفولتك مهووسا بالخيول؟ أم الرسم؟ أم كنت تحب الزراعة أو حتى اللعب بالبلايستشين لأطول فترة ممكنة؟ كلها أشياء يمكن أن تكون شغفك الحقيقي المهم أن تجربها وتمنح نفسك الفرصة للاكتشاف والتنقيب في طفولتك وتجربة أكثر من شيء بأكثر من طريقة. وحتى لو لم تكن طفلًا مهتمًا بشيء بعينه، فقط تجد نفسك تقضي وقتًا طويلًا على الإنترنت تتصفح عن مواصفات السيارات أو تشاهد الكثير من المحتوى المتعلق بالموسيقى وإن كنت لا تعرف حتى كيف تعزف.. كلها مؤشرات يمكنك الاستفادة منها والعمل عليها. اقرئي أيضا: 7 طرق للتحفيز عندما تفقد الحماس لتستعيد نشاطك
-ابحث عن أفكار وجرب أكثر من مرة اسأل الآخرين عن شغفهم وما الذي ساعدهم في اكتشافه، وابحث في الإنترنت عن مزيد من الأفكار على الإنترنت، فكلما وجدت المزيد من الاحتمالات، زادت فرصك في العثور على شغفك الحقيقي. وإذا وجدت شغفك بالفعل، لا تقدم استقالتك من وظيفتك الثابتة فمن الأفضل أن تظل فيها أثناء بحثك عن الاحتمالات، يمكن أن تعمل بشكل جزئي لتوفير بعض المال والحفاظ على أمانك المادي، فأنت بالطبع لا تريد المجازفة بكل شيء. من الأفضل اختبار فكرتك الجديدة قبل القفز فيها، افعل ذلك كهواية أو وظيفة جانبية في البداية حتى تتمكن من معرفة ما إذا كنت شغوف بها حقًا أم إنها مجرد فترة مؤقتة وسينتهي الأمر.
-انظر للتجربة كمغامرة لا تضغط على نفسك للشعور بالشغف، لأنه من المهم للغاية اكتشاف الأشياء التي تحب الانخراط فيها لكن بدون أن يشكل هذا عبء نفسي عليك، أن تكتشف الأمور بنفسية طفل يحب اللعب والمغامرة ولا يجعل أي شيء يعيقه عن ذلك. وعندما تفتح عقلك وتلاحظ الأشياء التي قد تستمتع بفعلها، فأنت تتعلم وتنمو وتتقدم، وبالتالي تشعر بمستويات أعلى من الرضا عن تجربتك لأنك تحاول، المهم ألا تتعجل النتائج، كل شيء سيحدث في وقته المناسب، استمر في المحاولة مرة بعد أخرى ولا تيأس. اقرئي أيضا: نصائح للحفاظ على الأداء وقت العمل تحت ضغط وفي النهاية اعلم أن حتى أكثر الناس شغفًا يمرون بمراحل من الإحباط فهذه طبيعية الحياة ولا تنخدع بالمظاهر المثالية التي تراها على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الإعلام لأنها غير صحيحة، كلنا بشر وكلنا نمر بمشاعر سلبية وأيام صعبة، لكن الفرق كله يكمن في استمرارية المحاولة.
*أنواع الشغف
هناك عدة أنواع من الشغف الذي بداخل الكثيرين منا ولكن نتحدث عن أكثر أنواع الشغف شيوعاً وهي وفق التالي: -الشغف في العمل البعض يتسائل كيف أحدد مجالي في الحياة فيجد شغفه فجأة في العمل وهذا ما يعطيه جرعة إيجابية لتحقيق ما يصبو إليه. وقد يحتاج إلى دورات بذات المجال مثل “دورة اكتشف شغفك” على سبيل المثال كي تساعده على اختصار الوقت واكتشاف شغفه. ولا يكتفى بمعرفة أنه لديك شغف في العمل بل يجب تعزيز ذلك برسم أهداف معقولة يمكن الوصول إليها وحبذا لو تكن كالتالي:
• أهداف بعيدة ثابتة.
• أهداف قريبة متغيرة وفق الظروف.
-الشغف في الدراسة هناك أنواع من الناس يجدون شغفهم في الدراسة فنجدهم متفوقون وقد أحرزوا درجات مرتفعة في امتحاناتهم. وهؤلاء لابد من تعزيز مهاراتهم بحيث يصلون لمراحل عليا في الدراسة ولو تطلب الأمر إرسالهم للخارج من أجل إكمال دراستهم. ويساعد الشغوفون في الدراسة نسبة الذكاء التي يتمتعون بها مسبقاً وهي الطريق الذي يمهد لهم الوصول للتفوق.
-الشغف في الحب هناك من يعاني من عدم إثارة المشاعر العاطفية لديه وهذه بحد ذاته مشكلة لديه، ويجب إثارة هذا الشغف عبر عدة عوامل. ومن بينها قضاء أوقات رومانسية مع الطرف الآخر وخلق أجواء مناسبة للزوجين والذهاب برحلات مستمرة. كما لتوثيق الذكريات دور في إثارة هذا الشغف، ولا يتطلب سوى قلم وورقة وكتابة الذكريات المتعلقة بالطرف الآخر.
-الشغف في الحياة هناك نوع من الناس يحب أن يستمتع بالحياة ويريد تحقيق ذلك ولكنه تنقصه الأدوات لفعل ذلك كتكاليف السفر مثلاً. ولذا على الشغوفين في الاستمتاع بحياتهم أن يؤمنوا الأرضية المناسبة لذلك ويجعلون الاستمتاع بالحياة من الأهداف البعيدة الثابتة. وليست المهمة بالمستحيلة، حيث نجد أن هناك الكثير من الناس القريبين منا يعيشون حياتهم بأبسط الأدوات المتوفرة.