كتابة - لينا الحوراني
كان ميسي طفلاً أنانيّاً ومغروراً ومدلّلاً، لا يرفض والده له طلباً، خصوصاً إذا تعلّق بكرة القدم التي يحبّها بشكل جنوني، وكان سعيداً جداً لأن أهله أطلقوا عليه اسم اللاعب الأرجنتيني ميسي من فرط حبهم له.
الغريب أن الطفل ميسي لم يكن يجيد لعب كرة القدم، ولم يطلب من أهله يوماً أبداً تدريبه عليها، وكان يترفّع عن مشاركة فريق أطفال أهل الحي في اللعب، وإذا دعوه ليكون مع الفريق، كان يخفي ضعفه وعدم مقدرته على اللعب ويقول لهم: "أنا لا ألعب إلا بكرة ذهبية".
كان جواب ميسي يثير ضحك أطفال الحي، الذين وصفوه بالمغرور، الذي لم يكن يصدّق، أن الكرة الذهبية ليست صالحة للّعب، وهي مجرد رمز تمنح لأفضل لاعب في السنة.
فكّر ميسي فيما سمعه من أطفال الحي، ولمعت فكرة مغرورة في رأسه، تحديداً عندما بلغ سن الـ 8 من عمره، حيث طلب من والده في عيد ميلاه أن يحضر له كرة ذهبية، وما كان من الأب الذي تعوّد ألا يرفض طلباً لميسي من شدة حبّه له، إلا أن راح يفكّر في طريقة يحقق فيها رغبته، فاشترى كرة من السوق، وأخذها إلى صاحب محل دهانات في المنطقة، طالباً منه تغيير لونها إلى الذهبي، مقابل أجر سخيّ، فبذل الأخير جهده، ومزج اللون الذهبي بمثبت للألوان، وقام بطلاء الكرة به، التي أصبحت تلمع كالذهب.
في ليلة عيد ميلاده الثامن، دعا ميسي أطفال الحيّ، ليحتفلوا معه بهذه المناسبة الخاصة، فاجتمعوا في حديقة منزله، التي يتوسطها مسبح كبير، ليجدوا أمامهم ما لذّ وطاب من الحلويات. فأكلوا وشربوا ورقصوا، إلى أن جاء وقت فتح الهدايا.
كانت هدايا أصدقاء ميسي عبارة عن ألعاب على شكل سيارات، أو لعبة إلكترونية، أو تعليمية، لكن مفاجأة الحفل كانت هدية والد ميسي له، وهي عبارة عن كرة قدم ذهبية، تم تسليط الضوء عليها، وهي تدخل من باب الحديقة متوضعة فوق قالب الكيك.
صفق الأطفال وهم منبهرون بالكرة الذهبية، والتي رفعها والد ميسي وقدمها لابنه، الذي تأبّطها تحت ذراعه، وراح يرفع يده الأخرى وهو يحيي أصدقاءه من أطفال الحي.
فقال له أحد الأطفال في الحفل: ما رأيك يا ميسي، بما أنك الآن تملك كرة ذهبية، أن نلعب مباراة ودية احتفالاً بعيد ميلادك؟
لم يفكّر ميسي أبداً بعدم مقدرته على اللعب، فقد تخيّل أنه أصبح لاعباً حقيقياً بمجرد امتلاكه للكرة الذهبية.
وعلى الفور تم تشكيل الفريقين، وكان اللعب عند الطرف الآخر من الحديقة الواسعة مقابل مسبح المنزل، حيث ثم تثبيت عارضتين، وبدأ اللعب. الذي كان حماسياً منذ بدايته، وقد أخذ ميسي دور مهاجم الفريق، وتم دفع الكرة بين أقدام اللاعبين الأطفال، وعندما وصلت الكرة إلى قدمي ميسي، ركلها ركلة طارت بها خارج الملعب، لتسقط وسط مياه المسبح الكبير.
ركض الأطفال على الفور لجلب الكرة، لكنهم تفاجأوا بتصبّغ مياه المسبح باللون الذهبي، حيث عادت الكرة إلى لونها الأصلي وهو الأبيض.
حزن ميسي وراح فريق الأطفال يواسونه، لكنّ أحدهم أنقذ الموقف وأحضر الكرة مرة أخرى وأعطاها لميسي، الذي ركلها وسط الملعب، وبدأت المباراة من جديد، حيث قرر ميسي أن يلعب كرة القدم مع أصدقائه من دون غرور، بعد درس تعلّمه وهو "ليس كل ما يلمع ذهباً"!