يبدأ الأطفال في تطوير فهم الحب الرومانسي في سن مبكرة، ولا تقللي من أي مشاعر يكشفها لك الطفل، بل تعاملي معها بحذر، وتعرفي على طريقة الرد عليها، والتصرف حيالها، كما يرشدك بعض الاختصاصيين النفسيين. في هذه المعلومات حول كيف يبدأ الحب بين الأطفال، وما يعنيه لهم في مختلف الأعمار.
الحب في عمر ياض الأطفال
ما هو الحب: يبدأ الأطفال في هذا العمر بالفعل في تكوين مفهوم التقارب بين الصبيان والبنات، من خلال مشاهدة والديهم أو غيرهم من البالغين، فهم في هذه السن يستوعبون الرسائل التي يشاهدونها في وسائل الإعلام، مثل الحكايات الخرافية في أفلام الأطفال، والبرامج التلفزيونية، وإذا سألت الأطفال في هذا العمر عن الصديق أو الصديقة، فإن تعريفهم يرتبط عادةً بـ القرب الشخصي، هذا هو السبب في أنهم قد تسمع الكثير من الفتيات الصغيرات يقلن: أنا سأتزوج والدي، فيما يصر الطفل على أنه يحب جليسة الأطفال لمجرد أنها تقضي معه الوقت معظم الوقت.
ماذا تفعلين؟
لاحظي أن طفلتك أو طفلك الصغير في رياض الأطفال يبدأ بذكر أسماء الفتيات من عمره في الفصل، وقد يناقشك بحماس، إذا تكلمت عن نعومة وجهها أو ربطة شعرها الجميلة، وقد يشعر بالحرج عند ذكر اسمها، ويحاول تمويه الأمر بالصراخ. هنا ينصحك الخبراء ألا تضايقي الطفل برفضك لحديثه، بل كوني فضولية بلطف، واسأليه عمّا يحبه في زميلة الفصل هذه، فهذه الطريقة تمهّد لك المحادثات المستقبلية بينه وبينك.
لا تلفتي نظره إلى أن الأمر عيب، بل ساعديه أو ساعديها في استيعاب مفهوم وجود "صديق" أو "صديقة"، ووجهيه لواجباتك في مساعدة تلك الصديقة بعيداً عن مفهوم الإعجاب، اعترفي له أن لديه صديقة، ولكن في هذه المرحلة، شبهيها بأخته، أو إحدى القريبات في البيت، وكيف عليه حمايتها من أي غريب.
الحب في المرحلة المتوسطة
ما هو الحب: عندما يدخل الأطفال في سن البلوغ، قد تبدأ المشاعر أكثر ظهوراً، فالأطفال في هذا العمر يطورون فهماً أكثر تطوراً لما يعنيه الحب من خلال ملاحظتهم لمن حولهم، أو حتى متابعتهم لما يعرضه التلفزيون وتنشره وسائل التواصل الاجتماعي، من عبارات وصور سيتوقفون عندها كثيراً، فتبدأ مشاعر الطفل في هذه المرحلة ناحية الفتاة التي تدعمه، أو تشاركه في هواية ما أو أو تهتم بالسؤال عنه.
ماذا تفعلين؟
هذه المرحلة حساسة جداً، فالطفل يحبّ من دون مقابل، وسوء فهم أحاسيسه، يعرضه للشعور بالانفصال، يجعله يُقدم على تصرفات مليئة بتحدي الوالدين في المستقبل، فلا تصدري الأحكام عليه، وتطالبيه بالاعتراف بما لم يخطر على باله، حتى عن طريق المزاح، استمعي إليه واحترمي مشاعره، وساعديه في الوقت نفسه في التطلع إلى الأمام. انتبهي أن عواطفه تكون قوية، من المهم مساعدته في تقويمها، هو في هذه المرحلة سيميل إلى الانعزال، فشجعيه على الخروج، وقضاء الوقت مع الأصدقاء الآخرين (لكن تأكدي أنهم لا يعانون من المشكلة نفسها)، تابعي باهتمام واجباته المدرسية وهواياته. واستمعي لتقلباته وأجيبي على أسئلته.
يمكن للوالدين أيضًا مشاركة تجاربهم الخاصة مع الحب، والفتاة التي قابلها في تلك السن لكن بطريقة ومهذبة.
الحب في بداية المرحلة الثانوية
ما هو الحب: في هذه السن لا تكوني حسنة النية كثيراً، وتفترضي أنه حب أطفال، فإحساس المراهق هنا يتعلّق بدرجة نموه، فهو يحتاج في هذه المرحلة إلى الدعم والالتزام، ومن هنا تبدأ أحاسيسه بالنضوج. فكثير من الآباء قلقون من المفاهيم الخاطئة عن الحب، التي يراها أبناؤهم في وسائل الإعلام. والخوف الأكبر عليهم هو أن الإنترنت هو المكان الأول الذي يذهبون إليه للحصول على المشورة والمعلومات، وما يتم تصويره على أنه حب على الإنترنت وفي وسائل الإعلام غالبًا ما يكون مضللًا وغير واقعي.
ماذا تفعلين؟
بينما يوصي الخبراء بالحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكد من أن ما يشاهده الطفل في بداية المراهقة مناسب من لعمره، فإنهم يؤكدون على أهمية إجراء مناقشات حول ما يراه الابن، وحتى سؤاله عما إذا كان يعتقد أن الرسائل السحرية عن الحب الرومانسي واقعية؟، فبرغم قوة وسائل الإعلام، إلا أن الطفل المراهق يتأثر كثيراً بالبالغين من حوله وسلوكهم وطريقة تعاملهم مع هذه الإغراءات، فكونوا في البيت قدوته.
لكن إذا رأيت ما لا يعجبك، اتخذي موقفاً جدّياً وصارماً، واسألي ابنك عمّا يراه في تلك الفتاة مثلاً، لكن من غير أن تسيئي إليها، وقد تتفاجئين أنه يرى أشياء لا ترينها أنت، تحدثي عن صفات رفيقة العمر المناسبة، وإذا أظهر تعلّقاً بالطرف الآخر اسأليه: "هل ترى نفسك مع هذا الفتاة بعد 10 سنوات؟" سيفكر وإذا ارتبك في الإجابة، ساعديه على التطلع إلى المستقبل من منظور واقعي، فسيدرك أن الالتزام مع هذا الشخص، سيكون طويلاً قد يعيق دراسته مثلاً، وهو ليس ما يريده.