أظهر تحليل كيميائي جديد أجراه فريق كيميائي وفيزيائي في جامعة نوتر دام بولاية إنديانا الأمريكية، أن الكثير من مستحضرات التجميل ربما يحتوي على مركبات "كيماوية دائمة" تعرف باسم PFAS، وهي شديدة الثبات وقد تسبب أضراراً.
وتشمل مركبات PFAS وهي اختصار للفاعلات بالسطح الفلورية، آلاف الكيماويات الثابتة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تظل في الجسم لسنوات، وفي البيئة لقرون، والآثار الصحية لقليل فقط من هذه المواد معروف، ولكن جرى ربطها بارتفاع نسبة الكوليسترول، وأمراض الغدة الدرقية وغيرها من المشاكل.
ويقول الكيميائي والفيزيائي جراهام بيزلي، من الجامعة ذاتها، لا توجد مركبات جيدة معروفة من PFAS.
وفي أول أكبر مسح لمستحضرات التجميل للبحث عن PFAS في الولايات المتحدة وكندا، وجد بيزلي وفريقه، أن 42% من أكثر من مائتي منتج تم اختبارها بها تركيزات عالية من الفلورين، ما يشير إلى وجود PFAS، بحسب موقع "ساينس نيوز".
وقال بيزلي، إن المخاطر الصحية المحتملة لهذه المواد الكيمياوية في المكياج لم تتضح بعد، ولكن بالإضافة إلى هضم الناس هذه المركبات، أو امتصاصها عند وضع المكياج، يمكن لمستحضرات التجميل التي تصل إلى الصرف الصحي أن تدخل في مياه الشرب.
وقام فريق بيزلي بقياس كمية الفلورين، وهو مكون رئيسي في PFAS، في 231 مستحضراً تجميلياً. وتبين احتواء 63% من كريمات الأساس و55% من منتجات الشفاه و82% من الماسكرة المقاومة للمياه على نسب عالية من الفلورين وصلت لـ384ر0 ميكروجرام لكل سنتيمتر مكعب من المنتج وهو منثور على ورقة.
وكانت المنتجات العالية الثبات أو المقاومة للمياه تحتوي بشكل خاص على الكثير من الفلورين. وهذا منطقي، حيث إن "الكيماويات الدائمة" مقاومة للمياه.
جدير بالذكر أن مركبات الـ"PFAS"، تتألف من مواد كيميائية من سلسلة من ذرات الكربون والفلور، التي لا تتحلل في البيئة.
وتستخدم هذه المواد الكيميائية في جميع أنواع المنتجات التي نشتريها، مثل أواني الطبخ غير اللاصقة، والهواتف الخلوية، ومنتجات التجميل.
وقد وجدت العديد من الأبحاث أن التعرض لـ"PFAS" مرتبط بتلف الكبد، واضطرابات المناعة، والسرطان، واضطراب الغدد الصماء، ما يعني أنها تتداخل مع عمليات الهرمونات الطبيعية في الجسم.