الفن هو عبارة عن طريقة يقوم الأشخاص من خلالها بالتواصل بشكل مباشر أو غير مباشر مع مجتمعه ، يؤثر الفن على المجتمع بصورة كبيرة مما ينتج عنه ترابط شديد بين الفن والحياة الاجتماعية ، وبحسب المؤلف وسيناريست عبد الرحيم كمال يقوم الفن بعمل هذا عن طريق غرس مجموعة من القيم والآراء التي تؤثر بدورها على إحساس الشخص الذاتي ، ويحافظ الفن بدوره على ذاكرة المجتمع الجماعية ، حيث نوثق عن طريق الفن التاريخ المبني على الحقائق في أي زمان وأي مكان ، والفن يعني التواصل ، كما أنه وسيلة يمكن بها التغيير الاجتماعي ، وقد كان الفن موضع دراسة للعديد من الباحثين الذين ربطوا بين الفن والدماغ البشري ، حيث أنه يكون للفن آثار إيجابية على الحياة الشخصية للأشخاص ، وعلى المجتمع أيضًا .
*تأثير الفن
- تعزيز قيم الجمال والإبداع إنّ الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية والمشاركة بالبرامج التي تُعنى بعرض الجانب الإبداعيّ للفنون يخلق لدى أفراد المجتمع نوعاً من التقدير لقيم الجمال والإبداع، ويُنمّي لديهم إحساساً فنيّاً مُرهفاً وذوّاقاً لكلّ ما هو جميل، وينعكس أثر هذا الإحساس على تعميق مشاعر الالتزام بالمحافظة على مصادر جماليّة المكان من معالم ومبانٍ، وإشعارهم بأهمية إغناء بيئتهم المحيطة بمناطق بديعة خلّابة؛ كالحدائق والساحات الخضراء.
- تعميق مشاعر الاعتزاز والفخر تتجلّى أهمية الفن في بناء مجتمعات أفضل، وذلك من خلال دوره في تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلّق بتاريخ أمّتهم، وغنى ثقافتهم، وسموّ مكانة ما تركوه من إرث حضاريّ يُعبّر عنهم، حيث يُعدّ الفن وسيلةً مهمّةً من وسائل التثقيف بالتاريخ ومنتجات الحضارات المختلفة، فإن تحقّقت للإنسان الرؤية الواضحة والشاملة حول هذه الأمور بات أكثر استشعاراً بعظم ثقافته وأكثر اتصالاً بماضيه، وأضحى المجتمع قويّاً متماسكاً لا يهتز بسهولة أمام الشدائد والمحن، ولا تُضعف من لُحمته أيّة محاولة لإضعافه وتفكيكه.
- تحسين المستوى المعيشي للأفراد تُساعد الفنون على إنعاش الوضع الاقتصادي للدولة، وتحسين المستوى المعيشيّ لمواطنيها، وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة، والحدّ من تفشّي ظاهرة البطالة في المجتمع، بالإضافة إلى دعم قطاع السياحة وجذب السياح الشغوفين بها، والذين عادةً ما يمكثون فترات أطول ويكونون أكثر استعداداً للإنفاق من غيرهم من السياح.
- تُعتبر الفنون دعامةً مهمّةً من دعامات الاقتصادات القويّة المتقدّمة، وعنصراً مؤثّراً في ميزانيات الدول ومعدّلات نموّها الاقتصادية.
*دور الفن في الارتقاء بالمجتمعات
يلعب الفن دورًا هامًا في بناء المجتمع ، حيث يساعد الكثير من الأشخاص أن يقوموا بالمشاركة ، لذا يعتبر الفن أداة قوية تقوم برعاية ، وتنمية شباب المجتمع ، حيث يهتم بكل من طاقة الشباب وإبداعهم ، وفيما يلي دور الفن في الارتقاء بالمجتمعات الحديثة .
-يقوم الفن بتعزيز التواصل بين الثقافات، في جميع انحاء العالم حيث أن الفن لغة عالمية تقوم بكسر أي حواجز ثقافية موجودة .
-يقوم الفن بحفظ التاريخ ، كما أنه له تأثير كبير على كل من الثقافة والمجتمع ، ويغير رؤية الشخص لثقافة مجتمعه ، وتاريخه . -يقوم الفن بتغيير آراء الأشخاص من حيث النواحي الدينية ، أو حتى الأخلاقية حيث أنه يخاطب العواطف ، ويجعل الأشخاص يقومون بتغيير القرارات بسهولة .
-يقوم الفن بالحفاظ على مشاعر الثقافة ، حيث أن يتميز الفنان بجنون مشاعره ، وهنا يأتي دور الفن في الحفاظ على هذه المشاعر على شكل لوحة ، أو مقطوعة موسيقى ، أو منحوتة .
*دور الفن في التعليم
يقوم الفن بإحداث فرقًا كبيرًا في حياة العديد من الأشخاص بشكل عام ، وقد تستفاد مجتمعات بأكملها من الفنون ، وتفيد الكثير من الدراسات أن تعلم كيفية الرسم ، أو الغناء ، أو غيرها من الفنون يمكن أن يساعد الأشخاص في أن يصبحون أكثر سعادة وصحة . وهنا سنقوم بإبراز دور الفن في التعليم والذي يتمثل في :
تنمية الإبداع يساعد الفن في جعل الأطفال يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل ، وذلك من خلال الإبداع في كل من الرياضيات أو العلوم ، حيث أن كل منهما سيساعد الطفل على التفكير الإبداعي ، والتفكير بطرق مختلفة مما سيساعدهم في المستقبل .
تحسين الأداء الأكاديمي لا يقوم الفن بتطوير الإبداع لدى الطفل فقط ، ولكن يعمل على تحسين الأداء الأكاديمي أيضًا ، حيث أن الأطفال الذين يشاركون بانتظام في الفنون لديهم إنجازات أكاديمية أكثر من غيرهم .
نمو المهارات الحركية قد يفيد الفن الأطفال الأصغر سنًا كثيرًا ، حيث ان الأشياء البسيطة مثل الخربشة بالقلم ، أو حمل فرشاة الرسم من الأمور المهمة في تنمية المهارات الحركية لدى الطفل الصغير .
زيادة الثقة قد يؤدي إتقان شيئًا ما إلى بناء ثقة الشخص بنفسه ، وتساعد الفنون الطفل على منحه ثقة كبيرة بنفسه ، حيث أن وقوف الطفل على خشبة مسرح ، أو ظهوره أمام حشد جمهوري يمنحه فرصة لكي يعبر عن نفسه بمنتهى الثقة .