نظمت إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى للأسرة بالشارقة، مؤخراً، جلسة توعوية افتراضية بعنوان "رحلة سارة وراشد مع التنمر الإلكتروني"، قدمها ثلاثة من الأطفال واليافعين (سفراء الأمن الإلكتروني)، بحضور عدد من الأطفال وأولياء الأمور.
وفي بداية الجلسة، التي أقيمت عبر منصة التواصل المرئي "زووم"، بالتزامن مع اليوم العالمي للوقاية من التنمّر الإلكتروني، وبالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ووزارة التربية والتعليم. أشادت نهلة حمدان من إدارة سلامة الطفل، بسفراء الأمن الإلكتروني، الذين اكتسبوا خبرة في مجال التوعية حول أضرار التنمر الإلكتروني ووسائل حماية الأطفال من أساليب التنمر المختلفة، وأشارت إلى أن زيادة الاعتماد على استخدام الإنترنت في التعليم والتسوق الافتراضي والألعاب، يرفع من احتمالات تعرض الأطفال لمخاطر التنمر الإلكتروني، الأمر الذي يتطلب زيادة الوعي لحماية الأطفال.
ووظف سفراء الأمن الإلكتروني سلامة الطنيجي وبـتـول التميمي ومـايـد الـمـر، خلال الجلسة شخصيتي "سارة" و "راشد" الافتراضيتين، اللتين أطلقتهما إدارة سلامة الطفل، ليكونا ضمن منشورات وفيديوهات الإدارة في أنشطتها التوعوية، حيث أخذوا المشاركين في رحلة مع هاتين الشخصيتين للتعرف على التنمر الإلكتروني وأضراره ووسائل مواجهته.
تعريف التنمر الإلكتروني
وقدمت سفيرة الأمن الإلكتروني سلامة الطنيجي في بداية مشاركتها بالجلسة تعريفاً للتنمر الإلكتروني، مشيرة إلى أنه سلوك مسيء متعمد من شخص يستهدف شخص ما عبر الإنترنت باستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الحاسب الآلي والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية وذلك وفق أشكال عدة منها إرسال تعليق صحيح أو خاطئ أو مشاركة صورة للضحية بهدف الشتم، أو الإذلال، أو الابتزاز، أو الترهيب، أو المضايقة.
بين التنمر الاعتيادي والافتراضي
بدورها، تحدثت سفيرة الأمن الإلكتروني بـتـول التميمي حول الفرق بين التنمر الاعتيادي، الذي يحدث على أرض الواقع في الحياة اليومية، وبين التنمر الإلكتروني الذي يدور في العالم الافتراضي، منوهة إلى الأضرار النفسيّة للنوع الثاني والانعكاسات السلبية على من يتعرض له، وأوضحت كذلك الفرق بين المزاح والتنمر الإلكتروني الذي قد يؤدي إلى الإيذاء الجسدي والنفسي على الضحية.
وأشارت التميمي إلى أن التنمر الإلكتروني ينتشر بين شريحة واسعة من الناس ومن الصعب السيطرة على انتشاره، وقالت: "بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي يتعرض لها الضحية جراء التنمر الإلكتروني، فإن من قام بالتنمر يتعرض أيضاً للعقوبات وخسارة الأصدقاء وغيرها من الأضرار".
معالجات وحلول
أما سفير الأمن الإلكتروني مايد المر فأشار إلى إلى عدة طرق لمواجهة التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت المختلفة، أبرزها حماية الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على أهمية تواصل الأطفال مع آبائهم في حال تعرضهم لهذا النوع من التنمر، بالإضافة إلى تقديم العديد من الإرشادات المتعلقة بحماية الطفل لنفسه من التعرض للتنمر الإلكتروني.
ولفت المر إلى أهمية بناء الثقة بين الوالدين والأبناء، وزيادة الوعي حول الاستخدام السليم للأجهزة الإلكترونية، والتواصل مع الأرقام التي حددتها الشرطة في كافة مناطق الدولة في حال التعرض لمضايقات أو تنمر عبر الإنترنت.
تفاعل ونقاش
وتضمنت الجلسة فقرات تفاعلية تمثلت في توجيه أسئلة استبيان حول التنمر الإلكتروني، بهدف مشاركة المتابعين عبر تطبيق "زووم " في الرد على الأسئلة، كما فُتح باب النقاش في نهاية الجلسة، وشارك فيه عدد من الأطفال الذين عرضوا تجاربهم وأساليب تعاملهم مع مواقف التنمر الإلكتروني التي واجهوها، كما شاركت إحدى الأمهات في النقاش وأشادت بما تم تقديمه من معلومات مفيدة، تسهم في توعية الأطفال بكيفية التعامل مع التنمر الإلكتروني وتأمين حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي والحفاظ على خصوصياتهم.
يشار إلى أن "سفراء الأمن الإلكتروني"، هي مبادرة أطلقتها إدارة سلامة الطفل في مارس 2019، لدعم الطلبة اليافعين في إمارة الشارقة بالمهارات التي تجعلهم قادرين على إرشاد أقرانهم حول أفضل الممارسات التي تحميهم عند استخدام الإنترنت.