نواف طفل عنيد عمره لا يتجاوز الـ 8 سنوات، يعيش مع عائلته في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، طلب من والده أن يشتري له تلسكوباً صغيراً، كي يراقب فيه الهلال ويتعرّف على موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك.
بدأ نواف بمراقبة الهلال من نافذة غرفته الصغيرة في الطابق الثالث من الفيلا التي يسكن فيها مع عائلته.
وفي الوقت نفسه راح يحضّر للعيد، حيث طلب من أمه أن تسارع باصطحابه إلى السوق ليشتري ملابس جديدة، لأن عيد الأضحى في 5 يوليو.
استغرب والده من تحديده لليوم، وقال له: لكن يا نواف إن مركز الفلك حدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم 21 يوليو. فكيف خرجت بهذه المعلومة؟.
فقال نواف، وهو يقف واثقاً من نفسه، بكل غرور: التلسكوب الخاص بي كشف ذلك، وأنا متأكد مما أقول.
ضحكت أمه وقالت: أنت متسرّع جداً يا نوّاف، لكنني سأذهب معك إلى السوق لنشتري ملابس جديدة، وسأجعلك تسمع ما يقوله الباعة في السوق.
عند أول متجر دخل مع أمه، التي طلبت من البائع أن يعرض عليه ملابس تناسب ذوق نوّاف، فقال البائع، البضاعة الجديدة، ستأتينا بعد 5 أيام، فإذا كنت حريصة على شراء الجديد للعيد، فعودي إلينا يوم الثلاثاء القادم.
فصرخ نواف، وهو يضع يده على خدّه، وقال للبائع: هل تقصد أن نأتي ثاني أيام العيد؟
دهش البائع مما يقوله الطفل، وردّ قائلاً: لكن مركز الفلك حددّ أول أيام عيد الأضحى في 21 يوليو، ألم تسمع بذلك؟
رفض نواف ما قاله البائع، وأمسك بيد أمّه وخرج غاضباً من المتجر.
تكررّت القصة مع نوّاف في 3 متاجر، هو يصرّ أن العيد في 5 يوليو، والبائع يصرّ على أنه في 21 يوليو، وذلك بعد أن يطلب منه الانتظار لشراء قطعة من الموديلات الجديدة.
خرج نواف من المول، وهو غاضب يتأفأف ممّا سمع، وانتفض في مكان صفّ السيارات وقال وهو يعبر أمام سيّارة من دون أن ينتبه: كلّهم أغبياء، أليس هناك بينهم ذكيّ يوافقني؟
وفجأة ضربت السيارة نواف، الذي كان يعبر عن غضبه، وأوقعته أرضاً، فراح يصرخ من الألم، فنزل صاحب السيارة وحمله على الفور إلى المستشفى، ورافقتهما والدة نواف، التي اتصلت بالوالد الذي تواجد في المستشفى بعد دقائق من وصول نواف.
كشف الطبيب على نواف، وأجرى له كامل الفحوصات للاطمئنان، وقال: سليمة إن شاء الله، هو شِعر بسيط في عظم اليد، وسنضطر لوضع دعامة لرفع يده نواف مدة 10 أيام. ثم وضع الطيبب الدعامة، وخرج ليرى مريضاً آخر، بعد أن نصحهما بأخذه إلى البيت، حيث لا حاجة للمبيت في المستشفى.
ركب نواف مع والده ووالدته في السيارة، وظل صامتاً طوال الطريق، وعندما وصلوا البيت نزل نوّاف من السيارة، ووقف أمام والده، ثم نظر إلى عينيه بخجل وقال له: أريد أن أطلب منك طلباً يا أبي: "هل يمكننا تأجيل العيد إلى 21 يوليو".
نظر الأب إلى وجه الأم، وتعالت ضحكاتهما بينما هما يدخلان باب الفيلا.