تشهد العديد من دول العالم موجة حر غير مسبوقة، وخصوصا كندا والولايات المتحدة أدت إلى مئات الوفيات والاصابات فضلا عن تعطل الحياة في كثير من المرافق العامة، وتأثر الطبيعة واحتراق الغابات.
ووفقا لمجلة ساينس أليرت العلمية تخوض كندا والولايات المتحدة أزمة كبيرة في ارتفاع درجة الحرارة طوال الأربعة الأيام الماضية، جعلت المواطنين يصابون بالصدمة والخوف بسبب تأثيرها الكبير على الصحة.
وسجّلت مدينة فانكوفر الكندية لوحدها عشرات الوفيات المفاجئة في حصيلة قياسية لموجة الحرّ التي تضرب غرب البلاد وأجزاء من شمال غرب الولايات المتحدة.
كما أدت هذه الموجة إلى إغلاق مدارس ومراكز تلقيح وإرجاء تصفيات مؤهلة لأولمبياد طوكيو فيما لجأ مواطنون إلى مراكز مكيفة وفرتها السلطات.
ونفدت مكيفات الهواء والمراوح من متاجر المنطقة في حين أقيمت مراكز في المدن للاتقاء من الحر والحصول على مشروبات.
وكانت الشرطة الكندية أعلنت الأربعاء عن وفاة 233 شخصا جراء موجة الحر الشديدة غير المسبوقة التي تشهدها مقاطعة بريتيش كولومبيا غرب البلاد .
وقال المتحدث باسم الشرطة الكندية بالمقاطعة ستيف أديسون في بيان إن غالبية الضحايا من كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 70 – 90 عاما.
وقال خبراء في الطقس والمناخ ان الارتفاع السنوي في معدلات درجة الحرارة أمرا ليس جديدا، بسبب أزمات المناخ والاحتباس الحراري، والتي بدورها كانت سببا في أحداث الحرارة الأطول والأكثر شدة وتغير المناخ لأكثر من 40 عامًا.
فيما قال نيك بوند عالم المناخ في جامعة واشنطن إن العامل الرئيسي لهذه الموجه هو ظاهرة "القبة الحرارية " هذه غير الاعتيادية لكن التغير المناخي واقع وقد أدى إلى ارتفاع حرارة الأرض ما زاد من حدة هذه الظاهرة
ويعمل العلماء حاليا لإيجاد حلول للسيطرة على معدلات ارتفاع درجة الحرارة، ومنها ضرورة التوعية المستمرة والحديث عن قضايا المناخ وتأثيرها طويل المدى، وضرورة إيجاد حلول عن تغير المناخ بشكل عام، حيث يعد الاحتباس الحراري أكبر حالة طوارئ واجهها الكوكب على الإطلاق.
ويواجه الخبراء أزمة نقص المعلومات للقضية الهامة، كغيرها من القضايا الهامة التي لا يتاح للجمهور المزيد من المعلومات عنها، ويعد تغير المناخ قضية صعبة يجب أن يلتف البشر حولها لمحاولة حل تبعاتها وتأثيرها.
لكن المختصين يعتبرون الاستخدام المفرط للرسائل المخيفة حول تغير المناخ واحدة من المشاكل الرئيسية في إشراك الجمهور في هذه القضية، غالبًا ما يُقال إن الانبعاثات الكبيرة خاصة للوقود الأحفوري مثل النفط والغاز والفحم تعد السبب الأكبر لارتفاع درجة الحرارة .