تُعتبر فترة الخطوبة هي الوقت الذي يُقضيه الرجل والمرأة في التعارف بينهما وفهم خصائص وصفات بعضهما البعض. وخلال هذه الفترة يقومان بوضع الخطوط العريضة التي ستنظم حياتهما بعد الزواج. وبحسب الدكتور مدحت عبد الهادي خبير العلاقات الاسرية هناك أحاديث رئيسة ينبغي على كلّ رجل وامرأة يريدان الزواج، أن يتطرقا لها قبل عقد القران، كما أنّ الحلول للمشاكل المتعلقة بهذه الأحاديث، يجب أن تكون مقنعة للجانبين، وهذا لا يعني التطرف في الموقف؛ بل يمكن الوصول إلى حل وسط يتم الاتفاق عليه في كلِّ مشكلة تطرح على بساط الحديث، والأحاديث الهامة هي .
*مواضيع يجب مناقشتها أثناء الخطوبة
-العلاقة مع الأهل بعد الزواج ماذا إن حدث خلاف بين الرجل وزوجته؟ هل يصل الأمر إلى الوالدين أم يظل حبيسًا في جدران بيت الزوجية؟ وإلى أي مدى يتدخل الوالدان في حياة الرجل والمرأة في بداية حياتهما الزوجية..؟ وإلى جانب العلاقة مع الوالدين يجب كذلك تحديد حدود العلاقة مع الأقارب خاصة من الجنس الآخر. كل هذه الأمور تؤثر في إستقرار الحياة بعد الزواج. فوضع حدود للعلاقة مع الأهل تُعد من أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة؛ حتى لا يتسبب هذا الأمر في حدوث مشكلات بعد الزواج.
-الاتفاق على شكل الروتين اليومي بعد الزواج كثيرًا ما تشتكي النساء بعد الزواج أن الرجل قلّ إهتمامه بها عن فترة الخطوبة. وربما يكون أحد أكبر أسباب حدوث ذلك هو زيادة مسؤوليات الرجل، وحاجته للعمل بشكل أكبر لسد احتياجات المنزل. وعلى الجانب الآخر يرى بعض الرجال أن زوجاتهم لم تعد تهتم بهم بعد الزواج وأصبحت تنشغل بأمور البيت أكثر. وتفاديًا لوقوع هذه المشكلات يجب أن يقوم كلا الطرفين بشرح مسؤولياته للطرف الآخر، ومحاولة تفهم إضافة مسؤوليات جديدة على عاتق كل منهما. بالإضافة لذلك يجب عليهما الاتفاق بشكل واضح على عدد المرات التي سيخرجون فيها سويًا كل شهر، وعدد الزيارات التي سيقومون بها للأهل في كل أسبوع وغيرها من الأمور.
-الخصوصية بعد الزواج قرار الرجل والمرأة أن يتزوجا لا يعني أنهم أصبحا شخصًا واحدًا بشكل كُلي. فالزواج هو علاقة شراكة وليس علاقة إنصهار، وأول قواعد الشراكة هي أن لكل من الطرفين حريته وخصوصيته الكاملة التي يجب أن يحترمها الطرف الآخر. فكل طرف يجب أن يعلم أن زواجه من الطرف الآخر لا يجعله مالكًا له، ويجب أن يترك له بعض الأوقات التي يقضيها مع أصدقائه أو بمفرده. كذلك فالاحتفاظ بسرية كلمات المرور لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها هي حق أصيل لكل من الزوجين.
-عمل المرأة بعد الزواج أصبح عمل المرأة المتزوجة من أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة والتوصل بها لإتفاق. فالمرأة لم تعد تكتفي بدورها كربّة منزل فحسب، بل أصبحت تبحث عن تحقيق إنجازات لها على المستوى العملي أيضًا. وكذلك يجب أن يتفق الرجل والمرأة في فترة الخطوبة على كيفية قيام الزوجة بالموازنة بين عملها وبيتها بعد الزواج.
-الخصوصية المالية للزوجة من أكثر الأمور التي يزداد حولها الخلاف بين المتزوجين موضوع الفصل المالي بين الزوجين. فالعديد من الأزواج يرون أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يجب على الزوجة المساهمة في مصروفات البيت. كثير من الزوجات تقمن بذلك عن طيب خاطر منها. أما اللائي يرفضن فيكون السبب الأبرز في ذلك هو تعامل الزوج مع هذا الأمر على أنه فرض على الزوجة. وعلى هذا الأساس فالخصوصية المالية يجب أن تحتل قائمة المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة.
-وضع حدود للأصدقاء من الجنس الآخر كثيرًا ما تحدث مشكلات بين الزوجين بسبب علاقة كل منهما مع أصدقائه وزملائه من الجنس الآخر. حيث أن بعض الأشخاص لا يستطيعون التفرقة بين ما كانت عليه علاقات صدقاتهم قبل الارتباط وما يجب أن تكون عليه بعد الزواج. ويجب أن يتفق الرجل والمرأة أثناء فترة الخطوبة على حدود علاقاتهم مع أصدقائهم من الجنس الآخر تفاديًا لوقوع مشكلات بالمستقبل.
-المسؤوليات تجاه تربية الأبناء في المستقبل من أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة هي المبادئ العامة لطريقة تربية الأبناء في المستقبل. وعلى هذا الأساس يؤهل كل من الرجل والمرأة نفسه للقيام بهذه المسؤولية. وهنا يمكن الاستعانة ببعض الكتب المتخصصة في تربية الأبناء للاستعداد مسبقًا خاصة إذا كان الطرفان متفقين على عدم تأجيل الإنجاب
*حدود الاختلاف والثقة .
-إحترام وجود الاختلاف في سمات كل شخصية ليس ضروريًا أن يكون الزوجان نسخة طبق الأصل من بعضهما البعض. بل أن كثير من الناس يرون أن الاختلاف في السمات بين الرجل والمرأة هو من الأمور التي تساعد على إستمرار الزواج فترة أطول. وفترة الخطوبة وُجدت بالأساس لزيادة التعارف قبل الزواج. وهنا يجب أن يتناول الرجل والمرأة في فترة الخطوبة كل تلك الأمور التي يختلفون فيها في وجهات النظر. ويحاولون الوصل إلى مناطق مشتركة بينهم، أو يتفقون على إحترام كل طرف لآراء وأفكار الطرف الآخر في مواضيع الخلاف بينهما.
- الحديث عن الإخلاص والثقة: ينبغي على الخطيبين، أن يضعا أسساً قوية للإخلاص والثقة المتبادلة قبل الزواج؛ لكي يتم تفادي حدوث سوء تفاهمات تؤدي إلى عواقب سيئة لا ضرورة لها، كما يجب أن يكون هذا شعار العلاقة الزوجية بينهما بعد الدخول في عش الزوجية.
- طريقة التعامل مع الشجارات بينهما: لا يوجد أزواج لا يتشاجرون؛ لأنّ الشجارات الزوجية هي من نتاج التعايش والتأقلم، ومن الضروري جدّاً أن يتفق الرجل والمرأة على طريقة لوقف الشجارات قبل أن تأخذ أبعاداً خطيرة، ويجب عليهما أن يرسما خطوطاً حمراء وحدوداً للشجارات، ينبغي التوقف عندها. وترى الدراسة أنّ الإنسان يتفوه بكثير من الكلمات، وربما الشتائم وتبادل الاتهامات، ولكن يجب عدم ترك الشجارات تصل لمرحلة المس بالكرامة.