القراءة والمطالعة مصطلحان يعطيان معنى متقارب وهو النظر في المعارف ومطالعتها وقراءتها، وللتعرف علي الفرق بينهما لابد كما يقول الدكتور مصطفي سليم أستاذ النقد بجامعة عين شمس لسيدتي تعريف كل مصطلح.
القراءة: هي عمق في قراءة الكلمات والمعاني، وتفاعل ذهني معها، والاستفادة منها بالضرورة، وبالتالي القارءة غذاء للعقل، ومعرفة المزيد من المعلومات الفكرية، وبالتالي فالقراءة أعمق من المطالعة، حيث تغوص فيها في الكلمات، لذلك كان أمر إلهي من الله في القران الكريم "اقرأ"، وليس "اطلع".
المطالعة: هي الاطلاع على الكثير من الكتب مثلا بدون عمق، للبحث عن شيء، وبالتالي فهي معرفة معلومات لا يشترط الاستفادة منها، والمطالعة لا يشترط فيها أن تطلع على كتاب ما حرف حرف، وبالتالي فهي أشمل من القراءة لكنها ليست أعمق منها.
الفرق بين القراءة والمطالعة
فالمُطالعة: هي أن تأخذ نظرةً سريعة في كتابٍ ما فيتكوّن لديك خلفيّة عن هذا الكتاب وتتعرّف بشكل سريع على ما يحتويه من معارف وعناوين رئيسة وفرعيّة، أمّا القراءة؛ فهي أكثر عمقًا وهي لا تعني أن تقرأ كلّ حرف في هذا أو ذاك الكتاب وإنّما أيضًا أن تقف على أفكاره مُتأمّلًا مفكّرًا أو حتى ناقدًا له، وبهذا يتشكّل شيء شبيه بالحوار والنقاش الثاني بين القارئ والكاتب، ويُصبح قادرًا على أن يمتلك ذخيرةً معرفية يستطيع من خلالها أن يكون كاتبًا مُحترفًا مستقبليًّا.
فوائد القراءة والمطالعة معاً
- التحفيز العقلي: أظهرت الدراسات أن البقاء على قيد الحياة عقلياً يمكن أن يبطئ تقدم مرض الزهايمر والخرف أو ربما يمنعه، لأن الحفاظ على نشاط عقلك يمنعه من فقدان القدرة، تماماً مثل أي عضلة أخرى في الجسم، يحتاج المخ إلى ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على قوته وصحته، لذا فإن عبارة “استخدمه أو فقده” ملائمة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بعقلك .
- الحد من التوتر: بغض النظر عن مقدار الضغط الذي تتعرض له في عملك أو في علاقاتك الشخصية، أو المشاكل الأخرى التي تواجهها في الحياة اليومية، كل ذلك يختفي عندما تبدأ القراءة، يمكن أن تنقلك رواية مكتوبة جيدا إلى عوالم أخرى .
- المعرفة: كل ما تقرأه يملأ رأسك بمجموعات جديدة من المعلومات، ولا تعرف أبدا متى قد يكون مفيدا، كلما زادت معرفتك زادت تجهيزاتك لمواجهة أي تحد تواجهه على الإطلاق والقراءة ليست مقتصرة على تنمية المعارف الكبار بل والأطفال أيضًا وهم يقرءون الحروف الهجائية . -زيادة حصيلة المفردات كلما قرأت أكثر زادت الكلمات التي تكتشفها وسوف تشق طريقها حتما إلى المفردات اليومية، وكونك واضحًا وتتحدث جيدا هو أمر مفيد للغاية في أي مهنة، كما أن معرفة أنه يمكنك التحدث إلى كبار المسؤولين بثقة بالنفس يمكن أن يكون دفعة هائلة لتقديرك لذاتك، ويمكن أن يساعد هذا في حياتك المهنية حيث يميل أولئك الذين يتمتعون بقراءة جيدة وحسن التحدث والمعرفة بمجموعة متنوعة من الموضوعات إلى الحصول على الترقيات بسرعة أكبر .
- تحسين الذاكرة: عندما تقرأ كتاب، يتعين عليك أن تتذكر مجموعة متنوعة من الشخصيات وخلفياتها وطموحاتها وتاريخها وفروقها الدقيقة، بالإضافة إلى الأقواس المختلفة والمؤامرات الفرعية التي تتجول في كل قصة، ومما يثير الدهشة، أن كل ذاكرة جديدة تقوم بإنشائها تقوم بتشكيل نقاط تشابك جديدة (مسارات الدماغ)، وتقوية تلك الموجودة بالفعل، والتي تساعد في استدعاء الذاكرة على المدى القصير وكذلك استقرار الحالة المزاجية.
-
-
تقوية مهارات التفكير التحليلي: هل سبق لك أن قرأت رواية مذهلة وحللت اللغز بنفسك قبل الانتهاء من الكتاب؟ إذا كان الأمر كذلك ، فقد تمكنت من استخدام التفكير النقدي والتحليلي.
-
تحسين التركيز: عندما تقرأ كتاب، فإن كل انتباهك يركز على القصة، ويمكنك الانغماس في كل التفاصيل الدقيقة به، حاول القراءة لمدة 15-20 دقيقة قبل العمل، وسوف تفاجأ بمدى تركيزك بمجرد وصولك إلى المكتب.
- تحسين مهارات الكتابة: هذا يسير جنبا إلى جنب مع توسيع المفردات الخاصة بك، حيث إن قراءة الأعمال المكتوبة جيدا له تأثير ملحوظ على الكتابة الخاصة بك.
- الهدوء: بالإضافة إلى الاسترخاء الذي يرافق قراءة كتاب جيد، من الممكن أن يؤدي الموضوع الذي تقرأه إلى تحقيق هدوء داخلي، ويمكن أن تؤدي قراءة النصوص الروحية إلى خفض ضغط الدم وإحداث شعور هائل بالهدوء، بينما ثبت أن قراءة كتب المساعدة الذاتية تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية معينة وأمراض عقلية خفيفة .
- الترفيه على الرغم من أن الكثير منا يحب شراء الكتب حتى نتمكن من إضافة تعليقات توضيحية وعلامات على الصفحات للرجوع إليها مستقبلا، إلا أنها قد تكون باهظة الثمن، ومن أجل الترفيه ذي الميزانية المنخفضة، يمكنك زيارة مكتبتك المحلية والاستمتاع بمشاهدة عدد لا يحصى من المتاجر المتاحة مجانا، وتحتوي المكتبات على كتب عن كل موضوع يمكن تصوره .