الحياة الزوجية هي الحياة التي اختار كلّ طرف من الزوجين أن يخوضها بجانب الطرف الآخر،وللحياة الزوجية دور مباشر وكبير في نجاح كلّ زوج من الأزواج، على سبيل المثال إذا كانت الحياة الزوجية تتضمن كلّ مقومات النجاح، مثل: الحب، والتشاركية، والثقة، والصدق، والتفاهم، والاحترام المتبادل، والاحتواء، والاهتمام فإنّ ذلك ينعكس إيجاباً وبصورة مباشرة على حياة الزوجين بشكل كامل، حيث يكونون مُتَميزين في حياتهم العملية، ويشعرون بالرضا عن أنفسهم، ويُحِبون الحياة ومُقبلين عليها، وناجحون اجتماعياً، ويعيشون بشغف، تقول الدكتورة دينا حسن خبيرة العلاقات الاسرية نصائح ذهبية لحياة زوجية سعيدة :
التقدير وتقبل الخلاف
- تقبل الخلافات على أنها أمر طبيعي، قبل البدء بإعطاء أيّ نصيحة يجب على كلّ زوج من الأزواج إدراك حقيقة أنّه لا حياة زوجية دون خلافات، وأنّ الحياة الزوجية السعيدة والمثالية مليئة بالخلافات أيضاً، فوجود المشاكل والخلافات ضمن حدود معقولة أمر طبيعي في كلّ العلاقات البشرية بين الناس على اختلاف نوعها وأهدافها، والحياة الزوجية ليست استثناء من هذا التعميم، إذ إنّه لا يُمكن إيجاد شخصين مُتشابهين في كلّ شيء.
-التركيز على نقاط القوة،لكلّ شخص العديد من الإيجابيات والسلبيات ونقاط القوة ونقاط الضعف، وللحصول على حياة زوجية سعيدة لا بُدّ من استغلال الإيجابيات ونقاط القوة ، وتجنُّب السلبيات ونقاط الضعف لكلّ زوج من الأزواج، على سبيل المثال قد تكون الزوجة مُتميزة في الأمور المالية والاقتصادية أو قد يكون هذا الأمر من ضمن دراستها أو عملها، فتكون إدارة الشؤون المالية والاقتصادية للأسرة من اختصاصها، ويُمكن أن يكون الزوج مُميزاً في أعمال التصميم والديكور فيكون تنسيق أثاث المنزل من شأنه أو العكس، مع مراعاة ظروف كلّ منهما وخصوصيته، حيث إنّ استخدام نقاط قوة كلّ منهما حتّى لو كانت في أبسط الأمور اليومية يجعلهما يشعران بالرضا عن بعضهما البعض.
-التقدير، لا بدّ من معرفة أنّ الإنسان بطبيعته وفطرته يحتاج إلى التقدير ويشعر بالفرح عند سماعه كلام يدل على تقديره وأهميته في حياة الآخرين، حيث يعتبر التقدير من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في الحياة الزوجية، تحديداً وبشكل أخص تقدير الزوج لزوجته، إذ تشعر الزوجة في بعض الأحيان أنّها ليست مهمة في حياة زوجها، وبأنّه لا يُقدر وجودها، لذا يجب على الزوج أن يُعبّر عن تقديره لزوجته باستمرار، سواء كان التعبير عن ذلك شفهياً أم بتصرف أو فعل معين يُظهر تقديره لها، حيث ينعكس ذلك إيجابياً على حياتهما الزوجية.
-الاحتفال معاً،لا شكّ في أهمية وجود كلّ طرف إلى جانب الآخر في المواقف الصعبة، يقدم الدعم له ويقف إلى جانبه في الصعوبات والتحديات التي يواجهها، إلّا أنّ ذلك لا يقل أهمية من وجود كلّ طرف بجانب الآخر في الأوقات السعيدة أيضاً، لذا يجب استغلال هذه اللحظات والمواقف الجيدة بالتواجد معاً، ومُشاركة الفرحة سوياً، والاحتفال بالإنجازات مهما كانت بسيطة، فالحياة الزوجية حياة تشاركية مبنية على المشاركة الحقيقية لكلّ المواقف واللحظات في حياة كلّ زوج من الأزواج.
الوضوح وكسر الروتين
-التكلم بوضوح وصراحة،يعتبر التحدث مع الشريك بشكل واضح وصريح عن كلّ السلبيات أو الأمور المزعجة التي يراها كلّ طرف في الآخر من أفضل الطُرق للحفاظ على صحة العلاقة واستمرارها وديمومتها بصدق ونجاح وسعادة، مع مراعاة استخدام أسلوب لطيف وليّن واختيار التوقيت المناسب للحديث، حيث إنّ ذلك من شأنه أن يُعرّف كل طرف بأخطائه ويُقومها وأن يُحاول تجنبها وعدم تكرارها، ومن شأنه أيضاً تجنب تراكم المشاكل والتفاصيل البسيطة التي قد لا تكون مهمة ومؤثرة في نفس اللحظة إلّا أنّ تراكمها يؤثر بشكلٍ سلبي على العلاقة الزوجية.
-التسامح ،كلّ الناس يخطئون ولا يوجد أحد يمتلك العصمة عن ارتكاب الأخطاء، وقد يرتكب كلا الزوجين الأخطاء بحق بعضهما البعض، وقد ينزعج كلّ منهما من الآخر ويستشيط غضباً من أفعاله وتصرفاته، وقد يصل الأمر أحياناً إلى طلب الانفصال، لكن يجب إدراك أنّ رابطة الزواج التي بينهما والأبوة في حال وجود أطفال أقوى من جميع المشاكل والاختلافات، واللحظات المميزة التي جمعتهما تستحق المسامحة والغفران لأجلها، فالحياة الزوجية حياة استقرار وسكينة واطمئنان، فالزوج سكن ومأوى لزوجته والزوجة سكن ومأوى لزوجها، ولا يجب تحويل العلاقة الزوجية إلى ساحة حرب يهدف كلّ منهما اصطياد أخطاء الآخر والوقوف له بالمرصاد على كلّ هفوة أو خطأ يرتكبه، حيث يجب أن تقوم علاقتهما على مبدأ التسامح والمغفرة.
- كسر الروتين، إنّ دوران عجلة الأيام بنفس الروتين اليومي وتكرار نفس الأحداث يوم وراء يوم دون أيّ تغيير يُضفي بعض البرود والفتور على الحياة الزوجية، ويُمكن تجنب ذلك ببعض الأمور التي تُساعد على كسر الروتين، مثل: السفر أو القيام بمغامرة ما، وهذا من شأنه أن يعيد الانتعاش والحيوية من جديد إلى العلاقة الزوجية.
-الاهتمام بالمظهر،مع مرور السنوات وقدوم الأطفال وبدء تكوين عائلة يُصبح هناك الكثير من المسؤوليات المُلقاة على عاتق كلّ من الزوجين، فيزداد انشغال الزوجة التي أصبحت أُم بأطفالها ورعايتهم واهتمامها بمنزلها وعائلتها، ويزداد الحِمل على الزوج الذي أصبح أب في تأمين احتياجات أسرته، وبشكل تدريجي يقل اهتمام كلّ طرف بنفسه وبمظهره الخارجي، الأمر الذي قد يُولّد بعض النفور لدى الطرف الآخر والشعور بأنّ الحياة الزوجية أصبحت أقل رومانسية من السابق، لذا يجب على الزوجين الاستمرار بالاهتمام بالمظهر الخارجي، والنظافة الشخصية، واتباع نظام غذائي مُتزن، وعدم السماح لانشغالات الحياة أن تُنسيهما اهتماماتهما بنفسهما وبمظهرهما.