تختلف طقوس جهاز العروس بين الماضي والحاضر في البلدان العربية، وقد تختلف تلك الطقوس من منطقة لأخرى في نفس البلد ... سيدتى التقت 4 أجيال من عائلة واحدة للحديث عن اختلاف جهاز العروس بين الماضى والحاضر فى مصر.
جهاز العروس 1915 سرير نحاس ولمبة جاز
تقول الحاجة فاطمة (بطة) 81 سنة - جهاز العروس كان بسيطا، فوالدتى تزوجت فى مطلع القرن الماضي بشوار (جهاز العروس) بسيط ، وكان عبارة عن 4 دكك (كنب اسطامبولى ) ، (صندوق من الخشب يستخدم كخزانة للملابس ، يُغطى بوسائد قطنية منجدة ملونة ، وسرير بناموسية (ستائر من التل) من النحاس المكفت ، او من الخشب المطعم بالعاج والابنوس ، 6 لمبات جاز كبيرة وصغيرة بالإضافة الى سبعة أوانى من النحاس الاصفر المكفت بالفضة مختلفة الاحجام بعضها أصغر من بعض ، وسبعة أطباق مختلفة الاحجام أيضا وغير ذلك من الملابس الجديدة والطشت والإبريق والمبخرة.
جهاز العروس 1949 كنبة وست كرسي
وعن جهازها تقول : قام العريس بتجهيز 4 غرف ، غرفة النوم كانت سرير نحاس والناموسية التل الشبيكة، والتى صنعتها بنفسي ، ودولاب من خشب الورد وتسريحة بمرآة، وكذلك غرفة للضيوف من الخشب المحفور عبارة عن كنبة و6 كراسى و4 فوتيه (كرسي بيد) و2 منضدة واشترطت على زوجى أن يشترى الجرامافون فقد كنت عاشقة لأغانى منيرة المهدية وحياة صبرى، وعبد الوهاب، احتوى الجهاز على 4 مراتب قطنية وأغطية ( لحاف) واشترينا 6 بطاطين صوف و4 سجاجيد و6 كليم للارض ومن شيكا لاميزون اشترينا الملاعق والسكاكين الفضة والحلل النحاس وباقى ادوات المطبخ ، والمصابيح التى تعمل بالزيت.
الستينات والسبعينات والاجهزة الكهربية
السيدة نجية عبد الرحيم – مدرسة لغة عربية – 66 سنة ابنة الحاجة بطة عن جهازها تقول: تزوجت ببداية السبعينات وكان جهازى كعروس به سرير نحاس بناموسية، وغرفة المعيشة من القطيفة المنجد (4 فوتيه و2 كنبه ومنضدة من الزجاج بأرجل معدن او خشب) والصالون المذهب بمرآه كبيرة والمطبخ احتوى على البوتاجاز طبعا فزوجى كان تاجرا مقتدرا، واشترينا الثلاجة الأيديال والغسالة اليدوية والأوانى النحاس استبدلناها بالألومينوم والستائر الدانتيل اصبحت ذات براقع قطيفة .. وبالطبع اشترينا كل الاجهزة الكهربائية حتى التلفزيون، وكان احدث صيحة الحلل التيفال ، وحلة الضغط واشتريناها مستوردة.
التسعينات الأثاث المودرن وألوان الباستيل
مرفت ابراهيم – موظفة بالجامعة 47 سنة – ابنة الحاجة نجية، تقول تزوجت مطلع التسعينات، وكان الجهاز مودرن وغرفة المعيشة تتكون من 4 فوتيه منجد كله بألوان باستيل ومشجر، والصالون المذهب أحد الامورالأساسية في الزواج في مصر وكان غرف النوم بلاكار من الأرض للسقف.
البساطة والتكنولوجيا عنوان الأثاث
ندى – 23 سنة – خريجة سياحة وفنادق ومخطوبة، تقول .. الجهاز اليوم مختلف تماما فالبساطة هى العنوان حتى عندما أردنا أن نشتري أثاثا كلاسيكيا اشترينا من طراز البوست مودرن لكي يتناسب مع مساحة المنزل الصغيرة نسبيا ، لدينا اليوم كل الاجهزة التى تساعد المرأة العاملة من الغسالة الاوتوماتيك الديجيتال، والبوتاجازات بلت ان (Built In) ، او البوتاجازات المدمجة او المنزلقة ، و بوتاجاز النطاق (Range) متعددة الوظائف بالاضافة الي ادراج للتخزين وارفف متعددة، والثلاجات النوفروست الديجيتال، وبالنسبة لادوات المطبخ ، هناك الحلل السراميك والزجاج الحرارى والجرانيت والكيتشن ايد .
تضحك ندى وتقول .. لا اعتقد ان تيتة بطة تعرف الكيتشن ايد على الرغم من انها متفتحة وتحب أن تعرف كل جديد فى عالم المطبخ.
نجيب اسكندر جورج – مهندس ديكور يقول قديما كان يغالي كثير من الاهل في جهاز العروس ، ونظرا لارتفاع تكاليف المعيشة قلصت كثير من الأسر من مطالبها في الجهاز، كذلك الحياة السريعة التي نحياها وقلة الزيارات جعلت كثير من الفتايات يتخلين عن الصالون الاكتفاء بغرفة المعيشة مودرن، كما قررت الكثيرات التخلي عن الكماليات ومنها طاقم الصيني والاستعاضة عنه بطاقم أركوبال وتحول المطبخ لمطبخ مفتوح (أمريكي) أو منضدة وكراسي لتناول الطعام بدلا عن غرفة الطعام والنيش والبوفيه والاكثر من ذلك فإن بعض الفتايات يؤكدن إمكانية تخليهن عن التلفزيون لصالح شراء كمبيوتر حديث، فسمة العصر بعد التطور وعصر التكنولوجيا أصبح جهاز العروسة أكثر تطورا وبساطة فهو يحتوى على الاجهزة الكهربائية وما قل ودل من الأثاث.
بالنهاية الحاجة بطة تقول لسيدتى .. على الرغم من التكنولوجيا التى ملئت حياة الجيل الجديد ولكنها تسرق الوقت والبركة .. واعتقد ان التكنولوجيا لم توفر الوقت ... بل سرقت الوقت...!