لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك.
هذا النداء العظيم الذي يعم أرجاء العالم مع دخول أخر شهر من السنة الهجرية "ذي الحجة" من كل عام، معلناً انطلاق أعظم رحلة في العالم الحج إلى بيت الله الحرم "رحلة الذنب المغفور". فكيف تتم هذه الرحلة؟ "سيدتي" تعرفكم على ذلك في التالي:
خذوا عني مناسككم
تفاصيل الحج ومناسكه رسخت في حجة الوداع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أخبر الصحابي جابر بن عبدالله في حديثه "رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه". وتتمثل مناسك الحج في:
ويعني إعلان النية لأداء الفريضة ويتم لفظا بقول "لبيك اللهم حجاً" وبمجرد نطقها تحرم عليه جميع محظورات الإحرام.
- التلبية
ترديد "لبيك اللهم لبيك" بعد الإحرام مباشرة وحتى رمى جمرة العقبة الكبرى يوم عيد الأضحى.
- طواف القدوم
أول طواف للحاج بعد وصوله مكة وهو 7 أشواط حول الكعبة ثم يتنظر الحج بمكة حتى يوم التروية.
يوم 8 ذي الحجة ويذهب الحاج في صباحه إلى "منى" ويبيت هناك ويصلى الصلوات في مواقيتها قصراً وليس جمعاً.
- الوقوف بعرفة
وهو يوم الحج التاسع من ذي الحجة، حيث يتوجه فيه الحاج بعد الشروق إلى جبل عرفة ويصلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً ويبقى هناك إلى غروب الشمس.
- المبيت بمزدلفة
بعد غروب يوم عرفة ينطلق الحاج إلى "مزدلفة" ويصلى فيها صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت هناك إلى طلوع الفجر.
- رمى الجمرة الكبرى والذبح
صباح يوم العيد 10 ذي الحجة يتوجه الحاج بعد صلاة الفجر إلى "منى" ويرمى الجمرات ثم يذبح ويحلق رأسه أو يقصره.
- طواف الإفاضة
بعد الحلق أو التقصير يتوجه الحاج إلى البيت الحرام ويطوف بالكعبة سبعة أشواط طواف الإفاضة. ومن ثم يصلى الحاج ركعتين وراء مقام إبراهيم أو في أي بقعة من الحرم.
بعد الصلاة يتوجه الحاج للسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط وبعد الانتهاء يعود إلى "منى" للمبيت بها.
- يوم التشريق الأول
بعد صلاة ظهر 11 ذي الحجة يرمى الحاج الجمرات ويدعو الله ثم يذهب إلى منطقة "منى" ويبيت هناك.
- يوم التشريق الثاني
في 12 ذي الحجة يفعل الحاج ما فعله في اليوم الأول ثم يرجع إلى منى لقضاء الليلة بها.
- طواف الوداع
في اليوم الثالث للتشريق يكرر الحج نفس ما فعله أول وثاني يوم
ثم يتوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع من سبعة أشواط
وبذلك يكون قد أتم الحج.
كيف يكون الذنب مغفور في الحج؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حج فلم يرفث ولم يفسق كان كيوم ولدته أمه» ويوضح الشيخ ابن عثيمين معناه أن الإنسان إذا حج، واجتنب ما حرم الله عليه من الرفث، وإتيان النساء، والفسوق، وهو مخالفة الطاعة، بأن يترك ما أوجب الله عليه، أو يفعل ما حرم الله عليه، هذا هو الفسوق، فإذا حج الإنسان ولم يرفث، ولم يفسق، فإنه يخرج من ذلك نقياً من الذنوب، كما أن الإنسان إذا خرج من بطنه أمه فإنه لا ذنب عليه، فكذلك هذا الرجل إذا حج بهذا الشرط فإنه يكون نقياً من ذنوبه.