يُعتبر الزواج شراكة طويلة الأمد وملزمة بين الزوجين، لكن هذا لا يعني أن المتزوجين لا يشعرون بالوحدة أبداً؛ فالوحدة هي حالة نفسية يشعر فيها الأشخاص أن علاقاتهم ونوعيتها ليست في المكان الذي يحتاجون إليه. يمكن أن يكون الإنسان وحيداً على الرغم من أنه مُحاط بمجموعة كاملة من الأشخاص.
وفي سياق الزواج، يأتي الشعور بالوحدة إذا كان الزواج لا يفي بالحاجة إلى الرفقة أو الحب أو المودة أو أي احتياجات اجتماعية أخرى؛ فالقرب الجسدي ليس هو العامل الوحيد للتقارب في العلاقة، ولكن القرب العاطفي هو العامل الأساسي لمدى انسجام الزوجين مع بعضهما بعضاً، فإذا كانت هناك فجوة عاطفية؛ فقد يجلس الزوجان بجوار بعضهما، ولكن يشعران كأن محيطات تفصل بينهما!
ونظراً لأهمية الموضوع؛ ترصد «سيدتي» من خلال موقع «Mom Junction» أسباب الشعور بالوحدة بين الزوجين وطريقة علاجها.
أسباب الشعور بالوحدة بين الزوجين
1- نقص في الاتصال
عندما لا يتواصل الزوجان مع بعضهما بعضاً، يشعران أن هناك مسافة بينهما التي يمكن أن تُشعر بالوحدة الشديدة لأحدهما أو لكليهما. ومن أسباب هذا البُعد: عدم الاستماع بشكل كافٍ لبعضهما، ضعف أو قلة التواصل، قضايا المال، والضغوطات اليومية.
2- الانشغال في الحياة اليومية
عندما يقع الأزواج في دوامة ورتابة الحياة اليومية، ينسيان تخصيص وقت للرومانسية ومناسبتهما الخاصة والتواصل مع بعضهما بوصفهما زوجين. كلا الزوجين مشغولان جداً بوظائفهما أو بشؤون الأسرة بحيث يصعب عليهما قضاء أي وقت معاً. هذا يخلق فراغاً والوقت يوسع هذه الفجوة.
وعلى الرغم من أهمية دورنا بوصفنا آباء وأمهات؛ فإنه يجب أيضاً منح بعض الوقت والطاقة بوصفنا زوجين وليس بوصفنا والدين فقط.
3- التنمر والترويع
ممارسة التنمر يصاحبه شعور خوف دائم حتى يصبح الإيذاء النفسي والعاطفي شأناً عادياً. تخاف الزوجة من زوجها؛ لأنها لا تعرف ما الظروف التي يمكن أن تستدعي غضبه، وهذا يبقيها بعيداً عنه قدر الإمكان، والعكس صحيح.
4- العلاقة الزوجية النادرة
أنتما دائماً مُحاطان بأطفالكما أو أفراد الأسرة الآخرين، أو أن الأسرة كبيرة لدرجة أنه لا يوجد وقت لسرقة بعض اللحظات الخاصة بوصفكما زوجين. كلما قل ذلك؛ اتسعت الفجوة بينكما.
5- تجارب من الماضي
يمكن أن تكون الأحداث أو العلاقات الماضية في حياة أحد الزوجين هي السبب في الشعور بالوحدة. يمكن أن تكون الوحدة نتيجة لمعاناة سابقة من الاكتئاب أو الاحتكاك مع الوالدين أو الأشقاء، والعلاقة السابقة بهم.
كيفية علاج الشعور بالوحدة وإعادة الاندماج مرة أخرى
1- التواصل
التواصل هو الدواء الشافي لجميع العلل في الزواج. تحدثا مع بعضكما بعضاً كلما أمكن ذلك. ليس عليكما البحث عن موضوع، تحدثا بشكل عشوائي وشاركا تجاربكما في ذلك اليوم. ناقشا أخبار اليوم أو تحدثا عن موضوع ذي اهتمام مشترك لكما. اقترب من زوجتك من وجهة نظرها؛ هذا يحافظ على جو المنزل مفعم بالحيوية.
2- البحث عما تغير في العلاقة
غالباً ما تقع هذه المهمة على أعتاق الزوجة؛ فهي مطالبة بالبحث عن أسباب علو الجدار الذي نشأ بينها وبين زوجها، وما الذي طرأ حديثاً ليغير شكل العلاقة ويسحبهما بعيداً عن بعضهما. ما التحول الذي حدث مؤخراً في العلاقة أدى إلى خلق هذا الشعور بالبعد؟ إذا تمكنتِ من تحديد سبب التحول، فستعرفين ما يجب التركيز عليه بوصفكما زوجين لمعالجة الانقسام.
3- تذكر الأوقات الجيدة
شاهدا فيديو حفل زفافكما أو شاهدا صور شهر العسل. تحدثا عن أيام الخطوبة وتفاصيلها الرومانسية. الأشياء التي قمتما بها سراً دون علم أحد. هذا سيجعلكما تضحكان معاً. الزوجان اللذان يضحكان معاً يظلان معاً.
4- إعادة اكتشاف الهوايات القديمة
عند الشعور بالوحدة الشديدة في الزواج، ابدآ شيئاً كنتما ترغبان دائماً في القيام به ولا يمكنكما المضي قدماً فيه بسبب القيود الزوجية؛ سوف يساعدكما ذلك على إعادة عيش شغفكما واهتماماتكما، سواء كان ذلك في الكتابة أو الغناء أو التمارين الرياضية أو الاشتراك بمنظمة خيرية. حتماً سوف يفتح هذا الباب مجالاً واسعاً للحديث فيه ومشاركة تجاربه مع الزوج أو الزوجة.