في مرحلة ما من تطور نمو الطفل تلاحظ الأم أن الطفل يتعلق بغيرها، ربما لأسباب يمكن علاجها، وربما لأسباب صعبة، وفي كلتي الحالتين يجب التعرف على أسباب تعلق الطفل بغير أمه، وكذلك طرق علاجها من خلال اللقاء مع المرشدة التربوية لميس يحيى، والتي أشارت للآتي بخصوص هذا الموضوع.
ما هو التعلق؟
التعلق هو عدم القدرة على مفارقة شخص معين، ويأتي بسبب الغريزة بالنسبة للمولود حديثاً والذي لم يغفل العلماء دراسة الفترة التي قضاها الجنين في رحم أمه؛ حيث تعد من الفترات التي تتشكل فيها مشاعر الطفل ولا يجب التغاضي عن حسابها من عمره، ولذلك نجد أن المولود يتعرف على أمه ويتوقف عن البكاء بمجرد أن يشم رائحتها التي كان يشمها من السائل الأمينوسي خلال رحلته في الرحم، وقد أجريت الكثير من التجارب حول هذه المرحلة الهامة.
هل يتعلق المولود بغير أمه؟
قد تحدث بعض الظروف التي تبعد المولود عن أمه بعد الولادة؛ وحيث يوصي الأطباء بضرورة بقاء المولود بعيداً عن الأم، وقد يكون تعلق المولود بالشخص الذي يقوم برعايته، والحقيقة ان المولود الجديد يفتقد رائحة الرحم والتي يبحث عنها بمجرد نزوله للحياة، وقد تضطر الأم للبعد عن طفلها بسبب تعرضها للولادة القيصرية أو معاناتها من مضاعفات الولادة الطبيعية مثل النزف الشديد بعد الولادة، ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي لبعد المولود عن الأم أن يكون المولود مبتسراً وبحاجة ليكون في الحضانة الصناعية، وحيث يكون بين يدي طبيب الحضانة لفترة معينة.
أسباب تؤدي لتعلق الرضيع بغير أمه
- في حال بقاء الأم العاملة في عملها لفترة طويلة، وتترك الطفل عند الجدة مثلاً.
- في حال انفصال الوالدين بالطلاق وتعلق الطفل بالشخص الذي يقوم برعايته بدلاً من الأم.
- في حال سفر الأم وتركها للطفل عند أحد الأقارب أو حتى الأب.
- وفي حال عدم قدرة الأم على اشباع حاجة الطفل من الحنان واللعب والملاطفة والمداعبة.
- شعور الطفل بأن أمه تقسو عليه لأنها تريد أن تربيه تربية صالحة، وتهتم بصحته وتغذيته بعكس الشخص الذي لا يقوم إلا بالمطلوب منه دون نهي أو تعديل سلوك.
طرق لإعادة الطفل للتعلق بأمه
- يعد تعلق الطفل بغير أمه من السلوكيات غير الصحية، لأن السلوك الطبيعي والصحي أن يتعلق بأمه حتى بعد الفطام.
- يجب على الأم أن تمضي وقتاً أكبر مع طفلها لكي تعيده إليها.
- عندما يكبر الطفل قليلاً فهو سيعرف أن أمه تريد مصلحته حين تزجره وتنهاه.
- كما أن الأم تقوم بالاهتمام المتوازن بين أطفالها لكي لا يفلت الصغير نحو التعلق بشخص آخر.
- تقسيم وقت الطفل ووقت الأم بحيث يكون بين أحضان أمه، وكذلك يكون لديه الفرصة لكي ينشىء بيئة محيطة من أشخاص آخرين.