شعائرنا الدينية في الإسلام، قد تكون شائكة الفهم على الأطفال، وهذا لا يعني أن نقول سيفهمونها عندما يكبرون، فالطفل الذي ينشأ من دون أن يفهم ما يحيط حوله، يتحول إلى غير مبال في الكبر، افترضي أن طفلك سألك عن يوم التروية، فكيف تجيبين؟
لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم؟
كما ترى يا جاءت لفظة تروية من (رَوِيَ) في اللغة العربية؛ وهي بمعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العَطش، والوصول لدرجة الشَّبَع، أما المقصود بيوم التروية فهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، وهو من أيّام الحجّ، حيث كان الحُجّاج يتزوّدون فيه من الماء؛ ليأخذوه معهم من مكّة إلى عرفات، كان الناس يَروون فيه أنفسهم من الماء، ويَروون فيه إِبِلهم؛ حيث إنّ الأماكن التي سينتقلون إليها خالية من الماء؛ إذ ليس فيها آبار، ولا عيون ماء.
لماذا يعتبر هذا اليوم مهماً لدى المسلمين؟
أولاً لأنه من أيّام العَشر من ذي الحجّة، والتي أقسمَ الله -سبحانه وتعالى- بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وثانياً لأنه من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله -تعالى- والتكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ، كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل الله تعالى.
ماذا يعمل الحجاج في يوم التروية؟
ينطلق الحُجّاج في اليوم الثامن من ذي الحجّة -وهو يوم التروية- إلى مِنى، وقد يلبس الحاج لباس الإحرام هناك، فيُحرم بالحجّ هناك، وفي ذلك اليوم يبيت الحُجّاج في مِنى كما فَعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويُصلّون فيها الصلوات الخَمس؛ من الظهر حتى فجر اليوم التاسع؛ وهو فجر يوم عرفة، ويُصلّون كلّ صلاة في وقتها، ولكن عدد الركعات في يوم التروية تكون مختلفة، حيث يُصلّون كلّاً من الظهر، والعصر، والعشاء، ركعتَين، والمغرب ثلاثاً كما هو، والفجر ركعتَين كما هو، وحين تطلع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، يتوجّه الحُجّاج من مِنى إلى عرفات، ويشارك أهل مكّة الحجيج يوم التروية، ويصلون الصلاة نفسها.
هل هناك أخطاء يرتكبها الحجاج في الحج؟
1 - يعتقد الكثيرون أنّ الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛ في حين أنّ الحاجّ يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه في مِنى دون العودة.
2 – يعتقد الكثيرون أنّ ثياب إحرام الحجّ يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقاً، وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَجّ بثياب إحرام العمرة نفسها.
3 - الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر، وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط، وقد يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضاً.