نقدم لكم دراسة مستقاة من رسالة لنيل درجة الدكتوراه، أعدتها الدكتورة «هناء المرصفي»، أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس، عن مضمونها وفي مايلي التفاصيل.
* المرأة الناعمة: عنوان الرسالة، «النجاح في السياق المهني ومكانة المرأة داخل الأسرة»، وفي المقدمة أكدت الباحثة، أن المرأة مهما تظاهرت بالقوة والهيمنة في مجال عملها وما وصلت إليه درجاتها العلمية ومناصبها القيادية -السياق المهني- تميل من داخلها إلى لعب دور المرأة الضعيفة، الناعمة، المظلومة، أشبه بشخصية السندريلا، والتي تنتظر من الزوج أن يكون كريماً، قوياً ومهيباً، يحدث المفاجآت؛ فيضمها تحت جناحيه، ويأخذ بيدها إلى طريق النجاح.
* بدون كعب عال: كل امرأة تحمل في تكوينها جانب الذكورة وجانب الأنوثة، في العمل ومع المناصب القيادية؛ يظهر الجانب الذكوري بنسبة أكبر، بينما يتأكد الجانب الأنثوي في المنزل. بعد أن تخلع كعبها العالي وسلطتها ونفوذها، والزوجان على السواء يرتديان أقنعة، وبدونها تتحطم الحياة الزوجية.
*ميكانيزم دفاعي: تلعب المرأة دور السندريلا منذ الصغر مع أبيها؛ فتبدو ضعيفة مسكينة ليعطف عليها، وتعزز حبها له بنجاحها وتميزها الدراسي، وبعد الزواج تقوم بهذا الدور لتوحي لزوجها بأنه المكتشف لمواهبها، وأن له الرأي الأول والأخير.. كأسلوب إستراتيجي- ميكانيزم دفاعي- أنثوي ذكي؛ حتى تنجح كزوجة، ويصدق زوجها احتياجها له كزوج وإنسان.
*لعبة الأقنعة: في البيت ترتدي قناع السندريلا، وفي العمل ترتدي آخر مختلفاً لتقنع موظفيها بأن القرار قرارهم، ثم تقوم وحدها بتنفيذ ماتراه في اللحظة الحاسمة، وكلما زادت مناصب المرأة ومكانتها؛ زاد ذكاؤها وحكمتها، ومارست لعبة الأقنعة باقتدار.
هيبة الزوج وهيمنته.. لماذا؟!
وفي تعليق خاص ومؤيد لمضمون الرسالة؛ تضيف الدكتورة «عزة كريم»، استشاري علم الاجتماع، خمس زوايا.
1- رجل ذو بنيان قوي: إن تخاذل الرجل عن أداء دوره، وإلقاء الأعباء كلها على الزوجة؛ عاملة كانت أو ربة بيت، إضافة إلى كونه ناقداً ومفتشاً دائماً عن الأخطاء، جعل كثيرات من الزوجات ينشدن الراحة ويشتهين الاتكال على زوج في صورة «سي السيد».
2- رواسب طفولية قديمة: يرجع حلم الناجحات الأكاديميات والمديرات؛ بالانضواء تحت سلطة الزوج الآمر الناهي، إلى رواسب قديمة في طفولتهن؛ حين كانت الابنة الدلوعة التي يحبها والدها ويشجعها، فتعززه بنجاحها، وبعد الزواج تسعى لتظهر في صورة الزوجة التي يفخر بها زوجها في الداخل والخارج.
3- المرأة محاربة بطبيعتها: حيث تعودت على الاقتحام والاجتهاد لمقاومة المجتمع الذكوري؛ التحقت بالجامعة منذ الأربعينات، وعند 1960 نزلت إلى ميدان العمل لتشكل 80% من القوى العاملة في وزارتي الصحة والتعليم؛ بل إن ثلثي الأسر تعتمد على دخل المرأة.
4- المرأة تعود من جديد: وتظهر بشكل أقوى مع دخول العصر الإليكتروني الذي لا يعتمد على الكفاءة العقلية وحدها، قدر حاجته إلى الكفاءة الذهنية والحسابية واللغوية
5-المرأة لا تتزين لنفسها: نجدها تريد جذب انتباه زوجها والمحيطين؛ فهي تميل إلى الرقة والإحساس المرهف للدفء والأمان والاتكال، من خلال زوج يشعر بها.
12 نصيحة تريحك
حتى لا تضطري لارتداء الأقنعة أمام زوجك وداخل بيتك.. يرصدها لنا الطبيب النفسي «أحمد الترجمان» بمركز الأسرة بالمعادي:
* قدمي لبيتك وزوجك مالديك بهدف التكامل، وليس التنافس، استعملي كلمات مثل: «علينا أن، نحن، بيتنا.. وليس (أنا)».
*راجعي أهدافك.. ماذا تريدين؟ وكيف تصلين؟ مكانتك لن تُبنى على حقوق الآخرين، أو بالتقليل من شأن زوجك، وإضعاف ثقته في نفسه.
* أشعري نفسك بقيمتها، حسني من أدائك مع الزوج والأبناء -مثلما تفعلين في عملك- ونمّي قدراتك على التعامل مع المشاكل المحيطة بك.
* تزودي بالعلم والثقافة، بعيداً عن مجريات العمل، وابتعدي عن التشدد والعناد في الرأي والتعامل.
* اعملي على فهم ما يدور في خلد زوجك، تعرفي على أسلوب تفكيره، ضعي قدميك في حذائه -كما يقولون- لتتفهمي مشاكله وموقفه منها.
*ثقي بأن حل المشاكل الأسرية لا علاقة له بالكرامة، أو من القائد؟ ومن الأكثر سيطرة بالبيت؟.. لكن بالتفكير العملي المتزن.
*ساعدي زوجك ليقترب منك؛ حتى لا تضطري لارتداء الأقنعة -تمثيل- بالبيت.
*تصرفي بطبيعتك وعلى قدر طاقتك وإمكاناتك دون مبالغة، ولا تهتمي بالحصول على لقب «super woman» أو«super mum».
*احرصي على تقديم نفسك بجمالياتها وإيجابياتها التي تمتلكينها، لزوجك وأسرتك دون تعالٍ واستعراض مرفوض.
*انظري لزوجك وتعاملي معه على أنه الملجأ والملاذ أمام ما تواجهينه من عقبات ومشاكل، ثقتك فيه تجعله أكثر قرباً منك.
*كوني مصدراً لسعادة زوجك والأبناء، برري الهفوات، ولا تجرحي كبرياء أحد.
* حالة الفرح أو وقت الحزن والعصبية.. دون وضع قناع مخالف..أقل مجهوداً، وأسهل نفسياً من التظاهر بمشاعر مخالفة.
دراسة: زوجات ينشدن الأمان ولو هيمن الزوج!
- أخبار
- سيدتي - خيرية هنداوي
- 12 أغسطس 2014