أنواع الشعر العربي

لطالما كان الشعر في قلب الثقافة العربية، فقد كان وسيلة مثاقفة فكرية وحضارية، عمد إليها العرب الأوائل لتسجيل معتقداتهم وحكمهم ورواياتهم الشفوية وفلسفتهم..
بدأ الشعر في شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 1500 عام، قبل الإسلام، وظل رفيقاً للعرب في حلهم وترحالهم، مصوراً ما يدور في خلجات صدورهم، يجسدون فيه الحب والحزن والفرح، مؤرخاً لحيواتهم وبيئاتهم بتبدلاتها وتحوراتها، معبراً عن قسوة الحياة وشظفها، وما يعتري الإنسان من خيبات وإشراقات، نجاحات وإخفاقات، قيم وأخلاقيات أصيلة، تقاليد وعادات وعلاقات، ومكونات ثقافية وفكرية.
خلال العقدين الماضيين، ساعدت المنصات الرقمية على عودة المجد للشعر العربي، وساهمت في إحياء شعبيته وتجدد دمائه.. ومن ثم زاد الاهتمام بثقافة الشعر، خاصة مع ظهور نزعات واتجاهات حديثة تواكب العصر بتكنولوجياته وأدواته. د. طه إسماعيل عبد الشفيع، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب، يحدثنا عن أنواع الشعر العربي..

 

ما هي أنواع الشعر الشعر العربي؟

يقول د. طه إسماعيل عبد الشفيع لـ"سيدتي": الشعر هو كلام موزون له قواعد وشروط وكذلك بحور، وقد مر الشعر العربي بمراحل عديدة في رحلته الطويلة التي امتدت لعدة قرون. بدءاً من العصر الجاهلي أو ما قبل الإسلام، وحتى العصر الإسلامي، وما تلاه؛ العصر الأموي ثم العصر العباسي ثم عصر النهضة، وانتهاءً بالعصر الحديث، وتتعدد أنواع وأشكال وكذلك أغراض الشعر في اللغة العربية، فهي تختلف باختلاف الغرض والموضوع والفكرة التي يتناولها الشاعر، وهي:


الشّعر الغنائيّ
يعد أقدم وأشهر أنواع الشعر العربي، يسمى بالشعر الوجداني أيضاً، وهو الشعر المنظوم للغناء بمصاحبة آلة موسيقية، وينظمه الشاعر بحيث يمنح مساحات ضمنية لموسيقى قادمة، ويقوم بتلوين مقاطعه وألفاظه، ليمنح للملحن والمغني فرصة الإضافة والتعبير والأداء، وعادة يكون معبراً عن المشاعر والأحاسيس والانفعالات والعواطف التي تُجسد الحب والغيرة والفرح والكره، وغيرها من المشاعر الإنسانية.


الشّعر المسرحيّ:
أحد أهم وأروع أنواع الشعر العربي، ويُعرف على أنه شعر موضوعي، يتميز بوحدة موضوعه وترتيب أحداثه ترتيباً زمنياً سببياً بشكل محترف. وللشعر المسرحي خصائص وسمات معينة؛ فهو يحتوي على جميع العناصر الفنية التي يجب توافرها في الرواية النثرية، من: عرض، عقدة، وحل، ولكن الحوار، وهو الكلام الذي يقع من أشخاص الرواية على خشبة المسرح، والذي يعتبر مادة الرواية التي عن طريقها تعرض حوادث القصة ويعالج الموضوع، يختلف في الاثنين، فبينما يكون في الأولى شعراً؛ يكون في الثانية نثراً.
حيث يكتب الشعر المسرحى على هيئة مسرحيات مصغرة. تغلب عليها المقطوعات الموسيقية والغنائية.
 

الشّعر الملحميّ
يتميز بأن له قالباً خاصاً وطابعاً مميزاً وتفرداً في النسق والقالب، ميّزه بين غيره من أنواع الشعر الأخرى.
يؤلف الشعراء شعرهم الملحمي على نَسَق الملاحم الشعرية القديمة، التي كانت في الأصل ملاحم ارتجالية وشفوية غير مكتوبة، لكن تم تسجيلها وتدوينها فيما بعد.
يتميز الشعر الملحمي بأن الشاعر يمازج فيه بين الواقع والخيال في قصة ملحمية، يستعرض فيها الشاعر موقفاً بطولياً لبطل ما، يتمتع بشخصية ومكانة كبيرة وعظيمة، يتم تخليد مآثره وبطولاته، وتدور الملحمة في إطار الحروب والغزوات بين القبائل، وكذلك تخليد قصص الأبطال وذكراهم على مر العصور، ويوجد في الأدب العربي العديد من الشعر الملحمي الذي ذكر الأحداث والوقائع السياسية وتاريخ العرب وحركات التحرر العربية، بالإضافة إلى سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.



الشّعر القصصيّ
أما الشعر القصصي فيختلف بشكل كبير عن الأنواع السابقة، وهو يعد أقدم الأنواع الشعرية، وهو عبارة عن سرد الوقائع أو الحوادث في الشعر (موزوناً أو غير موزون) على سبيل القصة، وإذا تدبرت الشعر عند سائر الأمم؛ وجدته أقدم آدابها، على أن العرب لم يتخذ الشعر القصصي عندهم هذه الأهمية في الجاهلية، فما نظموه ضاع في ثنايا الأجيال لعدم تدوينه، ولما جاء الإسلام اكتفى العرب بتدوين أشعار الحماسة والفخر، وعامة فالشعر القصصي يكون حالة سردية لقصة متجسدة في قالب شعري ممتع وشيق، يلتزم بكل مقومات القصة الأدبية، والتي تتمثل في  السّرد، وتقديم أحداث القصّة، والوصف في إبراز صفات الأشخاص، والحوار، والنّهاية.

 

ما أشكال الشعر العربي؟

للشعر العربي أشكال كثيرة اتخذها على مر العصور القديمة والحديثة، منها:

الشّعر الحرّ.

الشّعر العموديّ.

الشّعر المنثور.

الشّعر المُرسَل.

شعر الرُباعيّات.

لغة الشعر العربي.

تابعوا المزيد: علمي طفلك كتابة خاطرة جميلة