تذوق الشعر والاستمتاع به قد يكون موهبة فطرية غرسَها الله في داخل الشاعر أو المتذوق لهذا الفن الإبداعي الرائع، تعززه المقدرة على الشعور بماهية الكلمة وما تحمله من مضامين ودلالات وجماليات قد لا يراها الآخرون، أو مهارة اكتسبها من خلال حبّ قراءة الشعر أو الولع بالأدب وعشق الخوضِ في بحوره.
ولكي تتعلمي كتابة الشعر؛ هذه عدد من النصائح التي ستساعدك لتبحري نحو مرفأ آمن بفن الشعر؛ يرشدك لها د. طه إسماعيل عبد الشفيع، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب.
يقول د. طه لـ"سيدتي": لا توجد قواعد شعرية معترف بها رسمياً لكي تكوني شاعرة، ومع ذلك فإن وجود درجة معينة من تذوق هذا النسق الأدبي بجمله المقفاة، مع تدريب الحواس على تذوّق التناغم بين مجموعة العلامات الشكلية والمحسنات البديعية والمعاني الدلالية وبنيتها الوظيفية وسياقاتها في الجملة؛ سيساعدك كثيراً.
نصائح مهمّة تدخلك في طريق كتابة ونظم الشعر
اقرئي الكثير من الشعر
ابدئي بقراءة الشعر. يمكنك القيام بذلك بطريقة بسيطة، اتركي كلمات قصائدك المفضلة تتدفق حولك دون الحاجة إلى البحث عن معنى أعمق. أو يمكنك الخوض في التحليل. قومي بتشريح المعاني الجمالية والمحسنات الخيالية؛ عبر تأمل المعاني الأساسية للقصيدة، ببساطة دعي الكلمات النثرية تتدفق مع العاطفة.
استمعي لقراءات شعرية حية
لا يجب أن يكون نظم الشعر تمريناً أكاديمياً جافاً عبر استخدام أدوات شعرية مثل الجناس والكناية، لا بد أن تشعري بموسيقى الشعر الداخلية، وتتذوقي علاقات الحروف الموسيقية. شاركي في إحدى الأمسيات الشعرية، فبالاستماع إلى صوت الشعر الجيد؛ يمكنك أن تكتشفي جمال بنائه، العلاقات الضمنية والتراكيب الجمالية، والمحسنات البديعية من الجناس والسجع، والقافية الداخلية... (وإذا سنحت لك الفرصة لسماع قصيدتك الخاصة تُقرأ بصوت عالٍ من قبل شخص آخر، فاغتنمي الفرصة).
ابدئي بقصائد قصيرة مفعمة بالإحساس وقافية بسيطة
لا تبحثي عن المعاني المعقدة والتراكيب اللفظية العميقة المتوالدة بلا إحساس. يمكن أن تكون قصيدة ذات قافية بسيطة مفعمة بمشاعر وأحاسيس مدخلاً غير معقد لحالة شعرية رائعة. لا تخلطي بين حجم القصيدة وجودتها؛ فقصيدة شعرية بسيطة من أربعة أسطر؛ قد تكون أكثر إثارة للإعجاب من ملحمة خماسية معقدة من المعاني الفارغة من الإحساس.
إذا لم تصلي لإحساس القصيدة الشعري لا تيأسي
إذا لم تصلي لإحساس شعري يُرضي ذائقتك الفنية، وإذا شعرت أن الكلمات التي تنظمينها ليست البداية الصحيحة لقصيدتك، فلا تستسلمي، استمري في الكتابة وعودي للسطر الأول عندما تكونى مستعدة. بداية القصيدة ليس هو المفتاح الذي سيفتح مغاليق المعاني وتتوالد من خلاله الأفكار.. فالقصيدة قطعة فنية شاملة. لا تعطي البدايات أهمية أكثر مما تحتاج (وهو خطأ شائع بين الشعراء الجدد).
تابعوا المزيد: 5 طرق مساعدة في كتابة رسائل الايميل المهنية
احتضني أدواتك الشعرية
استعيني بأدواتك الشعرية المتاحة. إذا كان لديك قاموس للمرادفات أو قاموس للقافية، سيساعدك على إكمال قصيدتك، فاستخدميه. ستندهشين من عدد الكتاب المحترفين الذين يستخدمون هذه الأدوات أيضاً.
فقط تأكدي من أنك تفهمين المعنى الحقيقي للكلمات التي تستخدمينها في قصيدتك. قد تختلف بعض المرادفات المدرجة في قاموس المرادفات عن المعنى الذي ترغبين في نقله.
استعيني بالمحسنات اللفظية
مثل أي شكل من أشكال الكتابة، يتم تعزيز الشعر بالمحسنات اللفظية. طوري مهاراتك في كتابة الشعر عن طريق إدخال الاستعارة، والطباق، والتضاد، والتزامن، والكناية، والجناس، مع ملاحظة أن المحسنات إذا جاءت كثيرة ومتكلفة؛ فقدت جمالها وتأثيرها، وأصبحت دليل ضعف الأسلوب، وعجز الأديب أو الشاعر.
اجعلي قصيدتك في هيئة قصة
حاولي أن تحكي قصة بقصيدتك. يمكن أن يظهر العديد من الأفكار التي قد تعبرين عنها في قصة قصيرة في قصيدة، وارسمي بالكلمات، فعندما يرسم الشاعر بالكلمات؛ فإنه يستخدم الكلمات "لرسم" صور ملموسة مجازياً في ذهن القارئ.
تعرفي على أنواع الشعر
كل شكل شعري مختلف له متطلباته الخاصة، فكري في الهياكل الشعرية المختلفة على أنها المكافئ الشعري للقواعد النحوية التي تحكم كتابة النثر.
تواصلي مع الشعراء الآخرين
تواصل الشعراء مع بعضهم البعض من خلال قراءات الشعر أو تبادل خبرات كتابة القصائد مهم، فعندما يقرأ الشعراء في الأمسيات الشعرية أعمال بعضهم البعض، ويرددون قصائدهم بصوت عالٍ، ويقدمون تعليقات على المسودات الأولى. من خلال هذه التجمعات والأمسيات تزداد خبرتك الشعرية، وقد تصادفين أشكالاً شعرية مختلفة تختلف عن نوع القصيدة التي تكتبينها، ولكنها ملهمة فنياً.
تابعوا المزيد: الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي يحصد جائزة الشعر بفرنسا