حبا الله منطقة عسير بمناظر طبيعية ساحرة، ومناخ معتدل جميل، مما جعلها مقصدًا سياحيًّا لمواطني المملكة ومقيميها وزوارها، فهذه المحافظة التي تقع في جنوب غرب السعودية يمكن لزائرها استنشاق نفحات الغابات الصنوبرية الجميلة، كما يمكنه إلقاء نظرة على مناظر ملهمة من أعالي الجبال عندها سيشعر براحة غامرة بفضل درجات الحرارة المعتدلة.
تنوع في المناطق:
تعد المنطقة البرية البكر حول المنطقة الجبلية منطقة جاذبة لمحبي الاستكشاف، وخاصة حديقة عسير الوطنية التي تعتبر موطنًا لأكثر من ٣٠٠ نوع من الطيور، حيث تسير في ممرات الحديقة الطبيعية ومسارات التخييم سيرًا على الأقدام، وتسهر الليل تحت النجوم في أحد المخيمات الستين المتوفرة في المنطقة. كما سيستمتع الزائر في رحلته حول عسير بالانغماس بالثقافة المحلية في قرية المفتاحة للفنون، أو التسوّق في الأسواق التقليدية النابضة بالحياة في العاصمة أبها البهيّة أو مدينة خميس مشيط المجاورة لها.
هدايا تذكارية من خيرات الأرض:
الزائر لمنطقة عسير وخصوصًا في فصل الصيف لم يعد يقتصر في زيارته لها على شراء الملابس التراثية أو التذكارات التي تمثّل تاريخ وحضارة وفنون المكان كهدايا تذكارية؛ حيث دخلت الفواكه الموسمية التي تشتهر بها المنطقة ضمن الخيارات المفضلة للمصطافين، لتكون ضمن الهدايا التي تقدّم لأقاربهم وأصدقائهم في المناطق الأخرى، فمزارع عسير تتميز خلال فصل الصيف بإنتاج أنواع مميزة من الفواكه من أبرزها: التين، والرمان، والبرشومي، والعنب، والخوخ، والفركس، وجاء تنوّع هذه المحاصيل بناء على اختلاف تضاريس المنطقة، ما يجعلها أراضٍ خصبة تستوفي شروط النمو المثالي للعديد من أنواع المنتجات الزراعية على مدار العام.
يذكر أنّ الفواكه الموسمية تشكل عامل جذب لشرائح المجتمع الذين ينتظرون مواسم الإنتاج التي تشهدها عسير على مدار العام، بالإضافة إلى التجار والمستثمرين في مجالات المنتجات الزراعية.
مزارع عسير عامل جذب سياحي
تسهم المزارع الريفية في الجذب السياحي بمنطقة عسير، حيث أصبحت زيارة المزارع والتمتع بمشاهدة المدرجات الزراعية الغنية بالمنتجات الزراعية ضمن جداول زائري المنطقة، وتشكّل مزارع الرمان والعنب والتين الشوكي والخوخ والفراولة وغيرها من المنتجات محطات سياحية على خارطة السياحة في المنطقة.
وقد اشتهرت منطقة عسير وخاصة جبال السروات بإنتاج أنواع من الفاكهة ذات الجودة العالية مثل: العنب الذي يبلغ إنتاجه حاليا حوالي 2834 طنًّا سنويًّا. أما الفاكهة الأحدث في الاستزراع بالمنطقة فهي "الفراولة" التي بدأت تنتشر مزارعها في المنطقة منذ ست سنوات تقريبًا، محققة قفزة ملحوظة في زيادة الطلب المحلي، وبالتالي ارتفاع المبيعات.
وتتميز "الفراولة" بسهولة زراعتها وسرعة النمو ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري ويفضل زراعتها في درجة حراة من 6 - 30 درجة مئوية وتستمر في الإنتاج لمدة ثلاث سنوات في ظل الظروف المناخية لمنطقة عسير.
فرص عمل
يشار إلى أنّ تسويق المنتجات الزراعية في عسير أسهم في توفير فرص عمل في بيع المنتجات والعناية بها، إضافة إلى فرص أخرى في مجالات التغليف والتنظيف والتوصيل من خلال الشركات والمؤسسات المهتمة بالبيئة والزراعة والسياحة.
تطور النشاط الزراعي
تشير الإحصاءات الرسمية لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة عسير إلى تطور النشاط الزراعي خلال السنوات الماضية بشكل كبير مع استخدام الأساليب والتقنيات الحديثة في الزراعة، حيث وصل عدد البيوت المحمية إلى 7950 بيتًا محميًّا تنتج معظم الخضراوات، مثل: الطماطم، والخيار، والكوسا، والباذنجان، والفلفل، وغيرها.
الزراعة العضوية
لأهمية الزراعة العضوية في تحسين جودة الإنتاج بدأ عدد من المزارعين في التحول إلى هذا النوع، حيث بلغ إجمالي عدد المزارع العضوية في منطقة عسير 15 مزرعة إضافة إلى 3 مزارع حاصلة على شهادة عضوي و 12 مزرعة أخرى تحت الإجراء للحصول على الشهادة.