يكتشف الخبراء أن الأنشطة المرحة اليومية مع الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 12 شهراً يمكن أن تساعد في تقليل أعراض التوحد وتعزيز نمو أي طفل.
فهناك الكثير ممّا لا نعرفه عن أسباب التوحد، ويمكن أن تكون العلامات المبكرة دقيقة للغاية بحيث لا يمكن ملاحظتها، مثل الافتقار إلى الإيماءات أو التقليد أو التواصل البصري، فلن تبدأ معظم التدخلات إلا بعد أن يواجه الطفل بالفعل مشكلة في مجالات النمو، مثل التواصل والمهارات الاجتماعية. كما يؤكد الخبراء والاختصاصيون الذين استشارتهم "سيدتي وطفلك".
في السنوات الأخيرة تركز بعض أبحاث التوحد الأكثر تطوراً على التفاعلات مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 شهراً، حيث تقول إحدى النظريات إن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مسارات مختلطة، ما يجعل معالجتهم غير فعالة. ولكن إذا قمنا بالتحكم بهذه المسارات بدءاً من 9 أشهر، فقد يساعد هذا الدماغ على اتخاذ قرارات أفضل.
غياب الفضول
يمكن أن يؤدي التعامل مع طفلك بطرق محددة إلى تعزيز قدرته على الارتباط والتواصل مع الأشخاص من حوله. على الرغم من أن الأساليب قد تبدو خفيفة، إلا أن تأثيرها يمكن أن يكون عميقاً. وفي إحدى الدراسات كان الأطفال الذين جرب آباؤهم التدخلات المنزلية قبل بلوغهم العام الأول يعانون من أعراض توحد أقل وطأة في سن الثالثة، فطرق اللعب هذه مفيدة من الناحية العصبية لأي طفل، وليس فقط أولئك الذين يتم تشخيصهم بالتوحد.
يشعر معظم الأطفال الصغار بالفضول تجاه الأشخاص الآخرين ويحاولون تقليدهم، ولكن إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد، فقد لا يكون فضولياً أو يميل إلى التقليد، لهذا السبب، إذا كان لديك طفل سلبي، فمن المهم أن تستشيري الطبيب بشأنه، وكوني مطمئنة أنه لا يزال هناك الكثير، الذي يمكنك القيام به لمساعدته في تشخيص مرض التوحد، اتبعي معه هذه الخطوات، التي ستكون مفيدة لاكتشاف طبيعته:
قلّدي أمامه
التقليد هو إحدى الطرق الرئيسية، التي يتعلم بها الأطفال التواصل مع العالم الاجتماعي، وسيتعلم التصرّف من خلال مشاهدة ما يفعله الآخرون. فأدمغتنا لديها دوائر مصممة للتقليد، لكن هذا الجزء من الدماغ لا يعمل بشكل طبيعي عند الأطفال المصابين بالتوحد. عندما تقلدين طفلك، فإن ذلك يساعده على رؤية الرابط بين ما يفعله وما تفعلينه أنت، والذي يمكن أن يحفز تلك الدوائر العصبية المهمة لديه.
أظهري دهشتك
عندما تلعبين معه، انظري في عينيه، وأظهري الدهشة والبهجة، فمشاركته المتعة يساعده على فهم كيفية فهم ما يجري في بيئته، وعلى توجيه انتباهه إلى مكان ما. وهذا يوضح له أنك على دراية بما يلعب به وأنه يمكنكما الاستمتاع بالأشياء معاً، هذه المهارة أي "الانتباه"، تتطور في معظم الأطفال في عمر العام الواحد، لكنّها لا تكون طبيعية عند أولئك المصابين بالتوحد. يقول الدكتور داوسون: "إذا كان طفلك يلعب فأشر إليه وأخبره بمدى حماسك حيال ذلك".
اتبعي تعليمات طفلك
قد يكون لديك فكرة مسبقة عن نوع اللعب، كأن تخططي لتلعبي معه لعبة الأكواب، أو المكعبات، لكن لاحظي ما يجعل طفلك سعيداً وشاركيه في ذلك. دعيه يُظهر لك ما يثير اهتمامه. إذا كان يلعب بلفافة مناديل ورقية مثلاً، فلا تحاولي دفعه لقراءة قصة.
غني له طوال الوقت
قد لا يتمتع الأطفال، الذين تم تشخيصهم لاحقاً بالتوحد بنفس المهارات اللغوية مثل الأطفال الآخرين. لكن لحسن الحظ، يمكنك تجنب ذلك من خلال تغيير نغمتك، حولي الأغاني واللحظات الروتينية إلى فرص للتواصل، ولأن الكلمات مرتبطة باللحن، يسهل على طفلك التفاعل معها، خاصةً عندما تكون هناك إيماءات تتماشى مع ما تغنين. عند تغيير الحفاضة مثلاً؟ ابتكري أغنية تتحدث عن الرأس والكتفين والركبتين وأصابع القدم، وقومي بهزهم، أثناء لمس كل جزء. عند إعطائه العشاء؟ غني عن الخضار.
تناوبي معه الأدوار
أنت تريدين مساعدة طفلك على إدراك أن التواصل شيء يمكنه القيام به. قد لا تكون لديك محادثات فعلية، لكن كرري الحديث معه ذهاباً وإياباً مراراً وتكراراً. تتضمن الكثير من الألعاب الكلاسيكية تبادل الأدوار، مثل لعبة peekaboo ودحرجة الكرة ذهاباً وإياباً. يمكن أن يكون الأمر بسيطاً مثل التصفيق بيديك، ثم شجعي طفلك على التصفيق بيديه.
الفتي نظره وانتباهه
يعاني الطفل المصاب بالتوحد من إدراك أن الناس أهم من الأشياء. لمساعدة طفلك على التمييز بين الأشخاص والأشياء، يمكنك مثلاً دخول غرفة واجلسي معه وتيادلا الأحاديث، بشكل ممتع، أو يمكنك مشاركته برقصة مضحكة، وشجعي على النظر إليك بأن تضعي نفسك أمامه، بحيث يكون وجهك في نظر طفلك مباشرة، بهذا قد يربط الأنشطة الممتعة، مثل الأكل، والرقص والغناء بوجهك. سوف يدرك أنك جزء من التجربة.