من الطبيعي أن يَمُرّ جميع الأطفال بنوبات غضب في بعض الأوقات، لكن ما يحيرنا هو الطفل العنيد الذي يَمُرّ بنوبات غضب شديدة قد تستمرّ لمدّة طويلة يصعب فيها على الأهل تهدئته، أو حتى معرفة سبب انزعاجه، فهو لا يعرف كيف يتعامل مع غضبه، ويُعبّر عنه بطريقة اجتماعية مناسبة، ولذلك فقد يلجأ للتعبير عنه من خلال ضرب قدميه، أو رمي نفسه على الأرض، أو صراخه بصوت عالٍ جداً
هذه الشخصية تحتاج إلى طريقة خاصة للتعامل معها، حيث إن للطفل العنيد مميزاته أيضاً التي يمكن استغلالها وتنميتها بواسطة الأهل، ومن خصائص الطفل العنيد التي قد يخلط بينها الآباء وبين؛ عوارض مرض التوحد.
الدكتور أحمد عبدالعال، استشاري طب الأطفال في مستشفى برجيل، يضع النقاط العريضة لهذا الفرق بين الحالتين.
صفات العنيد
الرغبة المُلحّة لمعرفة الأسباب
حيث يثير استياءه إجابةُ أحد الوالدين له بـ"لأني قلت لا" أو "لا أعرف"، فالشيء الوحيد الذي يرضي الطفل ويوقفه عن الجدال هو تقديم شرح مختصر له يبيّن سبب مَنعِه من القيام بأمر ما حتى يدرك أنّ قرارات الأهل لم تأتِ من الفراغ، فهي ليست وسيلةً لمنعه من الاستمتاع بطفولته، بل هي لضمان حمايته والحفاظ على صحته.
التسلّط
يُحِبّ الطفل العنيد القيام بالأمور على طريقته الخاصة، فهو يملك القدرة على التنسيق والتخطيط لتحقيق ذلك، وقد يلجأ إلى إعطاء الأوامر للأطفال الآخرين وحتى البالغين بما يجب عليهم القيام به.
العزم والمثابرة
يتميّز الطفل العنيد بالإرادة القوية، والسعي الداخلي المتواصل، والثبات الذي لا يتزعزع للحصول على ما يريد، ممّا يدفعه للتغلّب على أيّ عقبات أو مشاكل قد تواجهه أثناء محاولته تعلّم مهارة جديدة، ويكون لديه فرصة كبيرة في تحقيق درجات أكاديمية عالية وذلك وفق دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية، كما سيكون له فرصة كبيرة في أن يصبح قائداً موثوقاً به في مجتمعه، إلّا أنّ ذلك يتطلّب من الوالدين التحلّي بالمزيد من الصبر؛ لتنمية مهارة القيادة لديه، والذكاء والإبداع، والتفكير خارج الصندوق.
صفات مريض التوحد
التوحد هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية "اضطرابات في الطيف الذاتويّ" تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن ثلاث سنوات، على الأغلب وتختلف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى. حيث تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد، وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باطّراد، على الدوام.
الأطفال المصابون بمرض التوحد يعانون من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي: المهارات الاجتماعية واللغة والسلوك. وهي بهذا تختلف عن صفة العند، فالعنيد، يفهم ما يقال له لكنه يدعي عدم التركيز، بينما المصاب بالتوحد لا تصله الفكرة، ولا يتمكن من التركيز لينفذ الأمر.
يفقد المهارات الاجتماعية
• عادة الطفل المصاب بالتوحد لا يستجيب لمناداة اسمه ولا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر، ويبدو أنه يحب أن يلعب وحده، وغالباً ما يبدو أنه لا يسمع محدّثه، ويرفض العناق أو ينكمش على نفسه، ويبدو أنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
ضعف المهارات اللغوية
• حيث يبدأ نطق الكلمات في سن متأخرة، مقارنة بالأطفال الآخرين، ويفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق.
• يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي، وتيريّ أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي الروبوت، وقد يكرر كلمات، عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.
يكرر سلوكه
• ينفذ حركات متكررة مثل، الهزاز، الدوران في دوائر أو التلويح باليدين، ويفقد سكينته لدى حصول أي تغير في هذه العادات، أو في الطقوس، دائم الحركة يصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل دوران عجل في سيارة لعبة، شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه، للضوء، للصوت أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.
في حال ظهرت أعراض التوحد لدى الطفل، يمكن التوجه إلى طبيب اختصاصي في علاج التوحد، الذي يقوم، بالتعاون مع طاقم من المختصين الآخرين، بتقييم دقيق للاضطراب.